
ناشونال إنترست: التحالف الأمريكي-السعودي لم يعد مهما وحان الوقت للخروج منه

لندن-“القدس العربي”:
ترى روز ميري كيلانيك، الأستاذة في جامعة نوتردام، إنه يجب إنهاء التحالف الأمريكي- السعودي.
وقالت بمقال نشره موقع مجلة “ناشونال إنترست” إن تعهد الرئيس دونالد ترامب الوقوف إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رغم علاقته بمقتل جمال خاشقجي في قنصلية السعودية بإسطنبول. إلا أن خبراء السياسة الخارجية المتعاطفين مع الرياض مثل وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر الأسبق، قد حذر داعيا لموازنة الدفاع عن المبادئ الديمقراطية مع “القيم الجوهرية والملزمة لعلاقتنا الاستراتيجية مع السعوديين”. ولكن ما لم يعترف به بيكر هو أن القيم الاستراتيجية للولايات المتحدة للتحالف غير الرسمي الأمريكي-السعودي قد هبطت في الحضيض خلال العقود السابقة. مضيفة أن العلاقات القوية مع السعوديين خدمت المصالح الأمريكية الجيوسياسية في اثناء الحرب الباردة، والتي انتهت قبل 30 عاما، متسائلة إن كانت العلاقات الاستراتيجية لا تزال مفيدة اليوم؟ مجيبة أن العلاقة ليست مهمة من ناحية النفط وأمنه. فالنفط ظل المحدد والدافع للعلاقات الأمريكية-السعودية.
مع أن المعلقين يحبون أن يستعيدوا عادة اللقاء الذي تم بين الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود على متن البارجة الأمريكية كوينسي في شباط (فبراير) 1945 كبداية لعلاقة “الأمن مقابل النفط”. وفي الحقيقة فلم تتمظهر العلاقات بين البلدين إلا في عقد السبعينات من القرن الماضي. وكانت نتاجا لعدة ظروف لم تعد قائمة اليوم. ومنها خروج بريطانيا من منطقة الخليج عام 1971 والذي هدد بخلق فراغ، خافت واشنطن ان تسارع موسكو بملئه، إما مباشرة او عبر وكلاء السوفييت في العراق وسوريا. وفهم الامريكيون إنه لو وطد السوفييت تأثيرهم على كل نفط المنطقة فإنه سيكون قادرا على ابتزاز كل العالم الحر من خلال حرمانه من الوصول إلى البترول. ومن هنا كان من الضروري أن تقوم الشركات المنتجة للنفط الحصول على منفذ للبترول في السعودية وإيران ومشيخات الخليج، والتأكد من عدم وقوعها في الفلك السوفييتي. وقد دفع التهديد السوفييتي ريتشارد نيكسون لتبني سياسة قائمة على دعامتين حيث قوت من خلالها الولايات المتحدة علاقتها مع إيران والسعودية وبيعهما السلاح والدعم العسكري. على أمل أن يقوم البلدان باحتواء التأثير السوفييتي. وكانت السعودية الشريك الأصغر في هذه الاستراتيجية وحصلت على 612 مليون دولارا على شكل أسلحة في ظل إدارة نيكسون مقارنة مع 7.6 مليار دولار التي تلقتها إيران على شكل أسلحة. ومن اجل توضيح التناقض، فالدور السعودي لم يكن عسكريا، وضمت للتحالف الأمريكي في المنطقة من أجل المظهر وعدم إغضاب دول الخليج. والاعتماد على إيران فقط بدون إشراك دول عربية فيه. ولكن بعد انهيار التحالف الأمريكي مع الشاه عندما سقط نظامه عام 1979 زادت الولايات المتحدة دعمها العسكري للسعودية. كما أصبحت الأخيرة مهمة عندما اجتاح صدام حسين الكويت في عام 1990 وهدد مباشرة الحدود السعودية حيث تحولت الولايات المتحدة للضامن الوحيد لأمن المملكة ونفطها عبر عملية “عاصفة الصحراء”.
الكاتبة روز ميري : ادعم مناشدة بيكر لموازنة المصالح الأمريكية الاستراتيجية مع المصالح الأخلاقية في التعامل مع السعوديين، واليوم أكثر من وقت مضى فالحاجة للخروج باتت ضرورية.
كل هذا يؤكد أن الشراكة بين البلدين ليست بعيدة في الزمن، ونبعت من عدوانيين محددين: الاتحاد السوفييتي وصدام حسين، وكلا التهديدين لم يعد قائما. وتؤكد الكاتبة أن المبالغة في الحديث عن التهديد الإيراني لا يأخذ بالاعتبار عدم قدرة إيران السيطرة على مصادر النفط في الخليج بالطريقة التي كان يمكن للاتحاد السوفييتي او العراق عمل هذا. ويمكن لإيران أن تشاغب على السعودية، من خلال حروب الوكالة لكنها لا تستطيع تهديد سيادة الحدود السعودية. ويستطيع السعوديون بنفطهم منع الإيرانيين وردعهم بدون مساعدة أحد وبدون دعم أمني من الولايات المتحدة. وترى الكاتبة ان العلاقات مع آل سعود تحمل ثمنا استراتيجيا هائلا بالإضافة إلى الخسارة المعنوية عبر تبييض أفعال النظام الإجرامي. ويجب أن لا ننسى أن الدعم الأمريكي للسعودية كان سببا من الأسباب التي دفعت أسامة بن لادن لشن هجوم على أمريكا. كما يبدو أن السعوديين يريدون وضع الأمريكيين في مصيدة لجر الأمريكيين في حرب بالنيابة عنهم ضد الإيرانيين. كما أن الحرب اليمنية التي ذكرت في البداية تشير إلى الكيفية التي استخدمت فيها الرياض السلاح الأمريكي لارتكاب أفعال بربرية ضد المدنيين وتقويض الأمن الأمريكي من خلال إثارة المشاعر المعادية للولايات المتحدة والتي ادت إلى قيام 15 انتحاريا سعوديا من بين 19 شخصا في هجمات إيلول (سبتمبر) 2001. وتختم بالقول “كواقعية ادعم مناشدة بيكر لموازنة المصالح الأمريكية الاستراتيجية مع المصالح الأخلاقية في التعامل مع السعوديين، واليوم أكثر من وقت مضى فالحاجة للخروج باتت ضرورية.
<
p dir=”rtl”>
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
Anwar
شاهد أيضا
from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2U8qTTQ
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "ناشونال إنترست: التحالف الأمريكي-السعودي لم يعد مهما وحان الوقت للخروج منه"
إرسال تعليق