
سمحوا لحماس بالانتصار

حان الوقت لأن نفهم ما يفهمه كل طفل في غزة. بيبي مع حكم حماس. هو مع حكم حماس لأن كل البدائل لحماس غير ملائمة في نظره. وهو يمتنع عن احتلال غزة لأنه لا يعرف ما يفعله بها في اليوم التالي؛ وهو يرفض إعمار غزة لأنه لا يريد أن يكون مسؤولاً عن العملية التي ستأتي من غزة بعد أن تعمر: وهو يمنع دخول السلطة الفلسطينية إلى غزة لأنه من مريح له أن تبقى الضفة وغزة تحت سيطرة جسمين فلسطينيين مضعفين ومعاديين. ليس من باب فرق تسد، بل فرق تضعف.
إن السبيل الذي أنهت فيه القيادة السياسية الجولة كان فضائحياً. كل واحد من أعضاء الكابنت يتخفى في زي رامبو، وليس هناك أحد منهم مستعداً لأن يأخذ المسؤولية عن خطوة عسكرية. كذاب، يقول نتنياهو عن ليبرمان؛ لا، أنت الكذاب، يقول ليبرمان عن نتنياهو؛ لا، يقول بينيت، كلاكما كذابان. كانت لنا كابنتات منقسمة في الماضي، في الحروب وبين الحروب، كانت هناك اتهامات وكانت تسريبات، ولكن في أحيان بعيدة وصلت الخصومات الداخلية إلى مثل هذا الدرك.
الوزراء في الحكومة الحالية يكثرون من الشكوى من القيادة التنفيذية: فهي لا تسمح لهم بالحكم. عضو الكابنت آييلت شكيد جعلت من هذه الحجة علماً. ووقعت لها ولرفاقها أمس فرصة ذهبية: حماس أطلقت 460 صاروخاً. كل واحد منهم تباهى بحلول خاصة به، فتاكة، كاملة، على النار من غزة، وعندها ـ صمت مطبق. لم يطلب أحد منهم طرح خطته الرائعة للتصويت، فأبطال المجد اختبأوا تحت بزات الجيش الإسرائيلي.
السبيل الذي أنهت فيه القيادة السياسية الجولة كان فضائحياً
المشكلة لا تتركز في الـ 48 ساعة النار هذا الأسبوع. نتنياهو، الذي تعلم في 51 يوماً من «الجرف الصامد» أن القصف لن يسقط غزة، واستخلص الاستنتاجات الصحيحة: من الأفضل الوصول إلى وقف النار بأسرع وقت ممكن، بالحد الأدنى من القتلى وبالحد الأدنى من الضرر. نتنياهو مسؤول عن فشل سياسة إسرائيل تجاه غزة. ليس هذا الأسبوع، بل في التسع سنوات التي قضاها رئيساً للوزراء. صحيح أن ليس لنتنياهو سياسة. توجد له. فهو مؤمن متزمت بتخليد الوضع القائم. نعم لحماس، لا للإعمار. ولشدة المصيبة، فإن الجولات المتكررة هي جزء من الوضع القائم.
لقد بنى نتنياهو حملته الانتخابية على نجاحه الشخصي. زعماء العالم معجبون به؛ الإيرانيون يخافونه؛ حماس مردوعة؛ أبو مازن مهان. الدولة آمنة. هو فقط من يستطيع.
شاهد أيضا
ناحوم برنياع
يديعوت 14/11/2018
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
Essa
from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2BbF5E3
0 تعليق على موضوع "سمحوا لحماس بالانتصار"
إرسال تعليق