-->
لماذا تغيّب حفتر (والسيسي) عن الصورة الجماعية لمؤتمر باليرمو؟

لماذا تغيّب حفتر (والسيسي) عن الصورة الجماعية لمؤتمر باليرمو؟

لماذا تغيّب حفتر (والسيسي) عن الصورة الجماعية لمؤتمر باليرمو؟

قال جوزيب كونتي، رئيس الحكومة الإيطالية، إن الزعماء والساسة والشخصيات الذين حضروا مؤتمر باليرمو في صقلية الإيطالية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، لم يأتوا من أجل الصورة الجماعية بل للعمل على حل سلمي للأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار في ليبيا.
الملاحظة المبطنة في هذا التصريح تشير على الأغلب إلى غياب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والجنرال الليبي خليفة حفتر عن الصورة التي جمعت المدعوّين الكثر إلى المؤتمر المخصص لمناقشة الشؤون الليبية (رئيس الوفد التركي فؤاد أوكتاي غاب أيضا ولكن بسبب انسحابه احتجاجا على سوء معاملة المنظمين لتركيا).
حفتر كان قد تمنّع قبل ذلك على الحضور ما دفع كونتي لزيارة سرية إلى بنغازي للقاء الجنرال الذي وافق بعد ذلك على الحضور، بل إن حظوته الكبيرة دفعت إلى انسحاب تركيا وإزعاج قطر بعد استجابة الدولة المنظمة لطلبه بعدم حضور ممثليهما اجتماعا مصغرا ضم السيسي وحفتر ورئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، وجان ايف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة.

رغم الإذلال الذي تعرّض له رئيس الوزراء الإيطالي باضطراره للذهاب لليبيا خصيصا لإقناع حفتر بالحضور (ولمهانة الأمر اضطرت روما لتكذيب الخبر لاحقا)، والدلال العظيم الذي دلّلته روما لـ«قائد الجيش الوطني»، فإن الجنرال الانقلابي لم يشارك في الجلسات الرسمية في المؤتمر، ورفض إصدار المؤتمر بيانا ختاميا، ثم سحب أذياله منسحبا رفقة قدوته المصري الرئيس السيسي.
ملخّص الرسالة من كل هذه التفاصيل هو أن لا حل في ليبيا سوى حل الجنرال حفتر ورعاته في مصر والسعودية والإمارات، وهو ما يعني أن كل المؤتمرات الدولية (سواء كانت القوة المحركة فيها إيطاليا أم فرنسا، أو بعض الدول العربية كالجزائر وتونس والمغرب) مرفوضة إذا لم تسر في اتجاه سير الجنرال وداعميه. أما والحال كذلك، فما الذي يعنيه الناطق باسم حفتر، العميد أحمد المسماري، حين يصرح أمس أن الجيش «لن يقبل إلا برئيس منتخب من الشعب وإقامة دولة مدنية ديمقراطية»؟
التفسير طبعاً هو في باقي التصريح، الذي يقول إنه «يدعم جهود مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية»، ما ترجمته وضع كل القوى العسكرية في ليبيا تحت أمرة حفتر، وعندها، سيكون انتخاب الجنرال الانقلابي رئيسا لليبيا تحصيل حاصل، كما هو الأمر مع انتخاب السيسي في مصر.
وليس هناك أوضح من أن هذه هي خطة الجنرال حفتر أكثر من إصراره على إبعاد تركيا وقطر عن «الاجتماع الأمنيّ»، فإذا كان الجنرال قادرا على تجاهل وجود دولتين مؤثرتين في الساحة الليبية (وغيرها)، فما هو المتوقّع منه فيما يتعلّق بخصومه داخل ليبيا نفسها؟
خطّ حفتر هو بالضبط خط حلفائه: إلغاء أي حلّ سياسي والإصرار على الحرب الأهلية، وهذه هي الصورة الوحيدة التي يريد الجنرال الظهور فيها.

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2K8RxXP
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "لماذا تغيّب حفتر (والسيسي) عن الصورة الجماعية لمؤتمر باليرمو؟"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel