
تصريحات وزيري الخارجية والمالية السعوديين محاولة جادة لوقف النزيف الذي يهدد بلدهما منذ مقتل خاشقجي

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يحدث تغير في اهتمامات الأغلبية التي تواصل متابعة تطورات قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، خاصة بعد اعتراف السعودية بالواقعة وإيقاف ثمانية عشر مسؤولا في جهاز الاستخبارات، والتحقيق معهم. واستقبال الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان افراد أسرة خاشقجي والاعتذار لهم.
والملاحظ اهتمام كل فئة بمصالحها فرجال الأعمال مهتمون باجتماع الرئيس السيسي مع عشرات من ممثلي الشركات الأمريكية، وزيارته اليوم الخميس للسودان والمشروعات الضخمة المشتركة والمساهمة فيها، وتوقع بدء رحلات الشارتر الروسية للغردقة وشرم الشيخ قريبا. وكثيرون اهتموا بارتفاع أسعار سندويتشات الفول بعد ارتفاع أسعاره ثم فوجئوا بارتفاع آخر في أسعار البطاطس، التي يستهلكها الكثيرون، وإعلان وزير التموين أنها ستنخفض بعد شهر، وطمأن الناس إلى أنه لا ارتفاع في سعر رغيف العيش الذي يتم صرفه على بطاقات التموين، وسيظل كما هو خمسة قروش للرغيف، ولكل فرد خمسة أرغفة في اليوم وللأسرة خمسة وعشرين رغيفا. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار متنوعة غيرها..
مقتل خاشقجي
ونبدأ بردود الأفعال على مقتل جمال خاشقجي وأولها في «الأهرام» لشريف عابدين وقوله:
«مهما كشفت التصريحات الرسمية الصادرة عن الرياض أو أنقرة عن ملابسات أحاطت بمقتل الصحافي جمال خاشقجي ستظل القضية تحفل بالكواليس الغامضة، التي ربما احتفظ خاشقجي وحده بأسرارها. ينتظر البعض ظهور الجثة لاستبيان الدلالات التي تقود لمعرفة الطريقة التي أودت بحياة خاشقجي، ولإشباع حالة التربص التي أظهرها الإعلام المعادي للسعودية، بحثا عن وقائع اللحظات الأخيرة للصحافي داخل قنصلية بلاده في أسطنبول، على الرغم من أن هذا الإعلام نفسه لم يظهر الحماسة نفسها عند اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا عام 1978، أو حين اغتال عملاء إسرائيل القيادي في حماس الفلسطينية محمود المبحوح في دبي، وغيرها من حوادث الاختفاء القسري أو الاغتيالات السياسية. التعاطف الإنساني مع خاشقجى والرغبة في استجلاء الحقيقة لا يمنع من إثارة تساؤل حول دور خطيبته التركية خديجة في تضخيم الحادث، ودفعه بقوة نحو أقصى درجات التسييس، الذي تلاعبت بخيوطه عواصم كبرى، خاصة أن السيرة الذاتية لخديجة تحمل من علامات التوجس والشكوك الكثير، ومنها أنها بعد أن استكملت دراستها العليا في سلطنة عمان توجهت إلى قطر وعملت هناك لفترة، ويعتقد اتصالها بعناصر إخوانية في الدوحة وتورطها في شبكات تتخفى خلف أنشطة نسائية لإحراج خصوم الجماعة الإرهابية، تعتقد دول كبرى أن المذبح قد أعد كي تدفع السعودية ثمن تصديها لموجات «الخريف العربي «الذي كاد يعصف بالخليج بدءا من بوابة البحرين لولا أن هرعت الرياض لإنقاذها».
السعودية والموجة التسونامية
«مساء الأحد الماضي بثت فضائية «فوكس نيوز» الأمريكية حوارا مهما للغاية مع عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي.. لماذا هو مهم ومختلف؟ يجيب على ذلك عماد الدين حسين في «الشروق» قائلا، لأنه الظهور الأول للجبير، الذي يرأس الدبلوماسية السعودية منذ اندلاع أزمة اختفاء ثم مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية. ثانيا: لأن الجبير تكلم بصراحة إلى حد كبير، وقال: إن عملية القتل كانت خطأ كبيرا وفادحا، وأن هناك تصميما من الملك سلمان على محاسبة المسؤولين عن الحادث، وأنه واثق بأن العلاقات بين بلاده وأمريكا سوف تتجاوز الحادث. ثم تحدث الجبير مرة أخرى وقال كلاما جديدا أيضا، إن بلاده ستلقي القبض على كل المتهمين والمتورطين في الحادث، وستعلن النتائج بكل شفافية. ثم قرأنا أن وزير المالية السعودي خالد الفالح، قال: إن قتل خاشقجي أمر مقيت ولا يمكن تبريره. تقديري أن المهم في الأمر هو أن النبرة السعودية الرسمية بدأت في الاختلاف والتغيير، لم تعد هي تلك النبرة المصرة على الإنكار منذ بداية الاختفاء في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي. كان هناك خطأ كارثي في كل شيء تعلق بهذه العملية، والنتيجة أن السعودية وجدت نفسها عالقة في دوامة شاملة وصعبة، وربما غير مسبوقة منذ سنوات طويلة. أن يخرج الجبير ثم الفالح بهذه التصريحات الواضحة، فهي محاولة جادة لوقف النزيف الذي يهدد السعودية منذ بداية الحادثة وحتى الآن.
وزير التربية والتعليم يرد على انتقادات لجنة التعليم في مجلس النواب بأن الرئيس يسانده! وانهيار أرقام توزيع الصحف المصرية
الأمر الآخر أن وسائل إعلام كثيرة محسوبة على السعودية بدأت في التعامل بطريقة مختلفة عقب الإعلان عن وفاة خاشقجي داخل السفارة، وتوقيف 18 متهما، وإجراء هيكلة في جهاز الاستخبارات السعودي، الذي تم تحميله مسؤولية العملية بأكملها. صارت هناك مناقشات علنية في بعض وسائل الإعلام السعودية للتهديدات الأمريكية، خصوصا من قبل بعض قادة الكونغرس بمجلسيه، أو وسائل الإعلام المختلفة التي كانت رأس الحربة الأساسي في هذه القضية منذ تفجيرها. مرة أخرى أفضل خيار أمام السعودية أن تبادر بالإعلان عن كل التفاصيل المتعلقة بهذا الحادث المأساوي، وأن يتم تقديم كل المتورطين إلى العدالة لينالوا الجزاء العادل. تقول الرواية السعودية الرسمية: إن الذين نفذوا العملية، تصرفوا من تلقاء أنفسهم، ولم يخبروا المستويات العليا، بل قاموا بتضليل الحكومة في الرياض، وأبلغوها بأن خاشقجي خرج من السفارة. حكومات غربية ووسائل إعلام كثيرة لا تصدق هذه الرواية، وبعضهم يريد فرض عقوبات فورية على المملكة العربية السعودية. الحل لمواجهة هذه الموجة التسونامية غير المسبوقة أن تقرر الحكومة السعودية الاستمرار في عملية التحقيق بكل شفافية ونزاهة حتى تقنع الرأي العام العالمي أولا، وكذلك الرأي العام السعودي والعربي الذي يستحق أن يحصل على الحقيقة أيضا. أجد أهم الدروس المستفادة من هذا الحادث الرهيب هو أن الصدق والصراحة والوضوح أهم مليار مرة من أي محاولات للالتفاف أو التغطية أو التحايل، تخيلوا لو أن البيان السعودي الأخير صدر قبل بيان رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء؟ كان الأمر سيصبح كارثيا، لكن تخيلوا في المقابل أن الإعلان السعودي صدر في يوم وقوع الجريمة نفسها داخل القنصلية في 2 أكتوبر الماضي، لو حدث ذلك ما كانت السعودية وجدت نفسها في هذا المأزق، لكن السؤال الجوهري لماذا تم اللجوء إلى هذا التصرف من الأساس؟».
السعودية قطعت الطريق
وفي «المصري اليوم» قال سليمان جودة عن علاقته مع جمال وقطعه لها بعد أن أصبح من الإخوان المسلمين: «قبل عدة أعوام جاء القاهرة مدعوا يلقي محاضرة عامة، ويومها تحدثت معه بعد محاضرته في أشياء كان قد ذكرها وهو يحاضر، ومن ذلك اليوم نشأت بيننا رابطة من الود، كنت خلالها أتحدث معه تليفونيا مرة بعد مرة عن مقالة يكون قد كتبها، وكان هو يفعل الشيء نفسه من جانبه، عندما يطالع شيئا أكون قد كتبته. وحين ذهبت إلى الرياض ذات يوم لحضور مهرجان الجنادرية، تحدثت إليه هاتفيا والتقينا على فنجان شاي في الفندق الذي أقمت فيه، وتواعدنا على لقاء آخر قبل عودتي إلى القاهرة، ولم يحدث، فكان لقاء يتيما كلقاء المحاضرة. وذات يوم آخر كنت في العاصمة البحرينية المنامة وكنت أعرف أنه شبه مقيم في البحرين، لأنه كان مديرا لقناة «العرب» التلفزيونية، التي كان من المخطط لها أن تبث برامجها من هناك، وأن تكون في قوة قناة «العربية» أو أقرب، وقد كادت فعلا لولا أنها بثت مادتها الإعلامية على مدى نهار واحد ثم جرى إغلاقها تماما، وكان السبب أن ذكاء خاشقجي قد خانه في اختيار برامج اليوم الأول، فاختار برنامجا افتتاحيا أحدث فرقعة منذ اللحظة الأولى وكان مضمون البرنامج فوق قدرة الحكومة في البحرين على الاحتمال، فكان ما كان، وكانت قناة «العرب» هي القناة التي خاطبت مشاهديها ليوم واحد ثم احتجبت إلى الأبد. رأيته في المنامة في بهو الفندق وكان معه الصديق مؤنس المردي رئيس جمعية الصحافيين البحرينيين وأعطاني رقم تليفونه البحريني وكانت هذه آخر مرة أراه فيها، وإنْ كنا قد تحدثنا على التليفون بعدها مرات إلى أن انقطع التواصل كليا بامتداد السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، لأنه أخذ صف الإسلام السياسي بوضوح لا غموض فيه، ولم أكن معه بالطبع، ولا كان بيننا بالتالي مساحة مشتركة للحوار والكلام، باستثناء المساحة الإنسانية بطبيعة الحال. وما أعجبني في ما حدث أن السعودية لم تشأ أن تخفي نبأ مقتله داخل قنصليتها في إسطنبول، فأذاعت هي الخبر وأخذت الزمام في يدها وألقت القبض على 18 متهما، وأقالت عددا من قيادات جهاز مخابراتها وأعلن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي تصميم خادم الحرمين الملك سلمان على محاسبة المتورطين وبذلك قطعت الطريق على كل الذين أرادوا توظيف الحادث منذ لحظته الأولى».
«اللي يقتلك بالسم أقتله بالعسل»
وفي «الشروق» شن سيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية الأسبق هجوما عنيفا على السعودية، وقال إنها لا تتحمل أي نقد لها ولسياساتها: «هم ينزعجون من النقد العلني أيا كان حتى لو كان شيئا صغيرا لا يستحق التوقف عنده، وقد لمست ذلك بنفسي منذ البدايات الأولى لوصولى إلى الرياض في بداية عام 1988 كأول سفير لمصر، بعد عودة العلاقات الدبلوماسية، فخلال إحدى الزيارات الأولى للدكتور عصمت عبدالمجيد للسعودية بعد عودة العلاقات، حدث أن أبلغني علي الشاعر وزير الإعلام السعودى يومئذ ــ وفي صوته شيء من الاضطراب ــ أن الملك فهد مستاء للغاية مما نشر في إحدى الصحف المصرية من تهجم على السعودية، طال الأسرة المالكة نفسها، وأنه أي وزير الإعلام، يعتقد أن الملك عندما سيستقبل الدكتور عصمت لن يتحدث إلا في هذا الموضوع، وقد اتضح أن هذا الموضوع «الخطير» يتعلق بصحافي مصري مغمور ينشر صحيفة غير منتظمة الظهور، كان السعوديون في الماضي يحاولون دائما استمالة من يهاجمونهم بكل الوسائل الناعمة، إما بالإغراءات المادية أو بأساليب أكثر لطفا، مثل إقامة قنوات اتصال. وأذكر أن الإعلامي المرموق المرحوم موسى صبري عندما زار الرياض ضمن الوفد المرافق للرئيس مبارك، في أول زيارة له بعد عودة العلاقات، كان متوجسا وشاعرا ببعض الحرج خشية ردود الفعل لدى السعوديين من جراء الهجوم الشديد الذي كاله للسعودية وسياساتها خلال فترة قطع العلاقات، إلا أنه فوجئ بالتكريم واللطف الزائد، وقال لي أن الأمير سلمان أمير الرياض في ذلك الوقت «الملك حاليا» زاره في المستشفى عندما علم أنه أجرى جراحة عاجلة ومكث معه فترة طويلة. جمال خاشقجي لم يكن أشد المعارضين، بل قد يكون أكثرهم اعتدالا ــ إلا أنه كان ذا مصداقية ومنطق وتحليل هادئ يصل إلى العقول، وذا انتشار عالمي، ومن كتاب الأعمدة في جريدة «الواشنطن بوست» وكلامه يصل إلى الدوائر التي تهم صناع القرار في الرياض، وهنا مكمن الخطورة التي قادته إلى هذه النهاية المأساوية، إلا أن الذي قتله لإخماد صوته قد أوصل بفعلته هذه صوته مدويا إلى جميع أركان العالم، وجعل أشد المخاوف التي كان يخشاها القاتل مطروحة الآن وبقوة على موائد البحث في العواصم العالمية. هناك مقولة سمعتها كثيرا في السعودية تقول «اللي يقتلك بالسم اقتله بالعسل» وبالفعل كانت هذه هي القاعدة التي تسير عليها الأمور، فما الذي حدث لهم ولماذا استُبدل العسل بالسم، وبهذه الفظاعة والفجاجة والقسوة الوحشية أعتقد أن جريمة مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده والتبريرات البائسة التي صدرت والتي تدين ولا تبرئ تشكل سابقة لا مثيل لها تضاف إلى مصائبنا العظام وسيكون لها نتائج كارثية».
صحيفة واحدة تكفي!
«كل قارئ يقرأ في صحيفته ما يهمه.. ولا يوجد قارئ يقرأ كل ما في الصحيفة.. إلا الصحافي وكاتب المقال يبحث عن فكرة مقالاته، وإذا أراد أن «ينوع» في ما يكتب حتى يفوز بأكبر عدد من القراء. فالكاتب إذا كتب فقط في السياسة وهمومها صار عدد قرائه محدوداد، وممن يعشقون العمل السياسي وكلما «نوَّع» الكاتب في مجالات الكتابة زاد عدد قرائه.. ومن هنا على الكاتب الذكي الذي يسعى ليوصل أفكاره لأكبر شريحة من القراء، حسب رأي عباس الطرابيلي في «المصري اليوم»، أن تتنوع المجالات التي يكتب فيها.. من السياسة إلى الرياضة إلى المجتمع والجرائم، وفي الفن أيضا. ولأن المصري- والست المصرية- يعشق الأكل والطبيخ، رغم أن السياسة الآن فيها من الطبيخ الكثير، لذلك أكتب كثيرا في ما يخص الأكل والشرب! وأبتعد عن الطبخ السياسي الذي يمارسه الآن الهواة! المهم في السنوات الأخيرة، كنت أستغرق في قراءة الصحيفة الواحدة حوالي ساعة. وكنت أبدأ القراءة – في البلكونة- في الساعة الثامنة صباحا، ولما كنت أقرأ 4 صحف يومية، اثنتين قوميتين هما «الأخبار» و«الأهرام». وواحدة مستقلة خاصة، هي «المصري اليوم» ثم جريدة حزبية هي «الوفد»، قبل أن أكتب مقالاتي اليومية. ولكن في الشهور الأخيرة انخفضت المدة التي استغرقها في قراءة أي صحيفة.. ليس لكي أجد وقتا لقراءة صحيفة أخرى «غير الأربع» ولكن لأنني لم أعد أجد فيها ما كنت أجده في الماضي، تقلص الوقت الذي أستغرقه في قراءة الصحيفة.. ومن الواضح أن اتجاه الدولة الآن من ضرورة الحد من حرية الإعلام، بسبب ظروف إعادة بناء الدولة، وسعيا لدعم الاتجاه «للبناء» بالذات، بعيدا عن المعارك الإعلامية الهامشية أو في قضايا لا تهم الدولة والناس الآن. ومن المؤكد أن الظروف الحالية- والقيود التي نراها أخيرا- وراء انخفاض توزيع الصحف المصرية، بل هناك من يقول إن إجمالي كل ما يتم توزيعه من صحف يدور حول 400 ألف نسخة يوميا، بينما كانت في مصر صحف يتجاوز توزيعها وحدها المليون نسخة. ولا تقولوا لي أن وسائل الاتصال الحديثة- غير الصحيفة- وراء انهيار توزيع الصحف الحالية، ولكنها نوعية المادة الصحافية التي تنشر في بعض الصحف. ومن المؤكد أن ابتعاد نسبة كبيرة من القراء عن الصحف عموما سببه ما تنشره هذه الصحف، والصراع الآن يدور حول القضايا التي يجب أن تهتم بها هذه الصحف.. وما لم تنشره أو ما يجب أن تقدمه الصحيفة للقارئ.. وهكذا أحكم على جودة الصحيفة من خلال المدة التي أستغرقها في قراءة صفحاتها، أقول ذلك لأن من الصحف التي لا أقرأها صحفا تكاد تكون موضوعاتها مكررة.. ويجدها القارئ في أي صحيفة أخرى.. وهذا هو سبب انهيار أرقام توزيع الصحف المصرية».
يحرثون في البحر
عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» تلقى: «سيلا من الرسائل من أولياء أمور ومعلمين وخبراء تعليم كبير للغاية، يقول الكاتب، رغم تأكدي أن وزير التربية والتعليم لن يستمع إلى أي ملاحظات تتعلق بتطوير التعليم، وأنه سيستمر في سياساته البعيدة كل البعد عن أي إصلاح حقيقي للتعليم في مصر، إلا أنني سأنشر رسالة مهمة من الدكتور مجدي أبادير الأستاذ في كلية الهندسة جامعة القاهرة جاء فيها: أتابع ما تكتبونه في «المصري اليوم» يوميا، وسعدت لإثارتكم قضية تطوير التعليم، وأود أن أقول إنني أعمل منذ 40 عاما في مجال التدريس الجامعي، منذ تعيينى معيدا في كلية هندسة القاهرة، وحاليا أنا عضو في لجنة القطاع الهندسي التي تضع سياسات التعليم الهندسي وتتابع تفعيلها. وبالإضافة للموضوع الذي أثرتموه والمتعلق بإلغاء مادة المستوى الرفيع واللغة الثانية في مدارس اللغات الحكومية (وهو الموضوع الذي رد عليه السيد الوزير بأن المدرسين هم الذين حرضوا الأهالى عليه) فهناك نقاط أخرى لا تقل أهمية أوجزها في ما يلى: الأصل في حل أي مشكلة هو تحديد أسبابها، والعمل على حلها، والمشكلة الأولى هي متوسط كثافة الفصول التي تعوق أي محاولة للتطوير، والتي تصل إلى أكثر من 80 تلميذا في الفصل، وتتعدى في بعض الأحيان 120 تلميذا. وكان الأجدى أن يتم وضع خطة للنزول من هذه النسبة تدريجيا عن طريق تخصيص مبالغ سنوية لهذا الغرض، واضعين في الاعتبار الزيادة السكانية المطردة. وعلى التوازى المفروض أن يتم تأهيل المدرسين على تغيير مفهوم «التدريس من التعليم» إلى «التعلم» حيث يتم تطوير مناهج كليات التربية حتى يتعلم المدرس أولا كيف يبحث عن المعلومات، بحيث يستطيع نقلها للتلاميذ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أما ما أعتبره نقطة ضعف خطيرة في النظام الجديد، فهو الإصرار على تطبيقه على طلاب السنة الأولى ثانوي بدعوى أن معظمهم متمكن في طريقة التعامل مع النت. وقد يكون هذا صحيحا في مراسلات الواتس آب والفيسبوك، أو في البحث عن ألعاب إلكترونية أو أفلام إباحية، ولكن إقناع الطالب الذي صار له تسع سنوات يتعلم بنظام التلقين، بأن يبحث عن المعلومة بنفسه فهذا يستلزم تغيير منهج التفكير لدى المعلم (الذي اعتاد على التلقين) والطالب (الذي اعتاد على تلقي المعلومة منذ الصغر بدون مجهود). ولا أفهم إصرار السيد الوزير على هذه النقطة تحديدا، مع أن المنطقي أن يتم تطبيق أي نظام ثوري في التعليم منذ الحضانة وليس في المرحلة الثانوية. أخيرا وآسف على الإطالة، فإن «التابلت» وسيلة وليس غاية، ختاما أعلم أنكم وغيركم تحرثون في بحر.. ألم يرد السيد الوزير على انتقادات لجنة التعليم في مجلس النواب بأن الرئيس يساندني؟ وهو رد في غير محله.. ربنا يستر على أولادنا وأحفادنا».
«اسطوانة المدام»
علاء عريبي في «الوفد» قال لنفسه: «قلت يا ولد يا أستاذ علاء إعمل زي الكتاب الكبار والمفكرين وسافر إسكندرية أنجز في الكتاب اللي بين يديك، حملت الشنطة واللاب توب وأخذت قطار قالوا لي إنه مميز، بعد ثلاث ساعات وكام دقيقة وصلت سيدي جابر. في البيت شعرت بالجوع، قلت أنزل السوق أشتري شوية حاجات تقويك، نص كيلو سجق من الجزار، كيلو خيار، وزيه جزر، وحتتين جبنة قريش، وعيش سن، وعيش أسمر، وكيلو فاكهة، الحاجات التي تتوافق والضغط والقلب والسكر. بعد لفة بسيطة في السوق أصبت بصدمة، كيلو الطماطم بـ 10 جنيهات، البطاطس 12 جنيها تخيلوا الجزر الأصفر بشرشه الكيلو بـ6 جنيهات، بدون شرش بـ 12 جنيها، السمك البلطي بحجم أقل من الكف بـ 29 جنيها، و5 جنيهات للشوي، و7 جنيهات عن تنظيفه وحشوه وشيه، كيلو الجوافة بـ8 جنيهات. قلت يا ولد اتحمل واقتصد واشتري انصاص وارباع، وبلاها جزر ولا فاكهة، وخد سمكتين كفاية، وبلاها الطماطم والخيار، شويت السمكتين وطلعت على المخبز، أمة لا إله إلا الله تقف في طوابير، سألت عن مخبز آخر أرشدوني إلى مخبز الولد محمود الصعيدي، الرغيف بجنيه: أبيض، أسمر، سن، أخدت كم رغيف وملت على السوبر ماركت اشتريت قطعة جبنة قريش بـ9 جنيهات، وكيلو اللبن طلع منه نوع بـ 13 جنيها، ونوع آخر بـ 11 جنيها، مع أن ده سايب وده سايب، أخدت كم زجاجة مياه أحطها في الثلاجة، نسيت أقول لكم أن ربطة الجرجير تباع بجنيه، وبائع الخضار أو الفاكهة هو الذي ينقي ويزن، ويكيس، ويشتم الغلاء والحكومة، وأنت تقف تراقب وتتفرج وتدفع. عدت إلى المنزل حطيت الحاجة في المطبخ، مسكت ورقة وقلم وقعدت أحسب المصروفات، نهاره أسود، كل ده في مافيش، تذكرت المدام، ربنا يديها الصحة، وهي طول النهار تندب من ارتفاع الأسعار وتدعي على الحكومة فردا فردا كل باسمه وصفته ووظيفته، وبصمت بالعشرة أنها على حق، وأنني ظلمتها عندما كنت أتهمها بالإسراف، وأطالبها بأن تمسك يدها شوية: رشدي النفقات، استغني عن بعض السلع، وكانت ترد بمقولتها الشهيرة: أرشد أكتر من كده إيه، ثم تتبعها بجملتين ثلاثة أربعة عشرة، تبدأ من: ربنا يخدهم. حاولت طوال الليل أفكر في كيفية ترشيد النفقات، حذفت بعض السلع، وقلت أكتفي بنوع واحد في وجبة الغداء: السمك بعيش، بدون جرجير، بدون سلطة، وبدون أرز، ولا طحينة، وفي أحد الأيام أديها سجق بالعيش، أسلقه وأحمره في سمنته، لن اشتري زيت ولا سمن، وكده كده طعامنا بزيت، وقررت الاستغناء عن المياه، أغلي مياه الحنفية وأتركها تبرد. في الصباح اتصلت بالمدام وحكيت لها ما حدث، رقعت بالصوت وقالت: أنت رايح تموت نفسك، إرجع على أول قطار، وشغلت اسطوانة: الدعاء على الحكومة، والتجار، والباعة، وضعف المرتبات، والكل كليلة، أغلقت معها واتصلت بأحد الأصدقاء، وذكرت له ما جرى وكان، انفجر في الدعاء على الحكومة، والتجار، والغلاء، وضعف المرتبات، والمعاشات، بعد لحظات اكتشفت أنني أردد خلفه اسطوانة المدام: والحكومة، والتجار، وضعف المرتبات، وتدني المعاشات، والغلاء، والعيش الحاف».
«يا خبر زي بعضه!»
«يا خبر زي بعضه 3 ميزانيات لشركة واحدة، معقول، يصرخ طارق يوسف في «الوفد» يكرر ويجيب: آه معقول ونص وعلى لسان المحاسب كمان.. إيه اللي حصل بالضبط… هاتكلم حالا ومن غير لف ودوران.. كنت أصور ورقا في عمارة مشهورة في رمسيس وسمعت أحد المحاسبين بيتكلم مع زميله وبيقول له: ميزانيتين إزاي.. أنا باعمل تلاتة.. فرد عليه زميله وقاله وجت منين التالتة يا معلم.. إحنا طول عمرنا بنعمل ميزانية خسرانة عشان نوديها الضرايب، والتانية اللي هي حقيقية بتتوزع على الشركاء.. التالتة دي جت منين… فابتسم صديقه أبو العريف قائلا: للبنوك يا مدهول.. وهنا عملت نفسي عبيط وقلت له طب والبنوك محتاجة الميزانية في إيه سيادتك… قاللي… إيه يا زميل انت مش من مصر ولا أيه… يا باشا الشركات بتعمل ميزانية كسبانة وكسبانة قوي عشان البنوك تتوصى معاها شوية في القروض.. وبتلقائية ممزوجة بالعبط قلت له: ما البنوك هتبلغ الضرايب… فضحك المحاسب ونظر إلى زميله متهكما عليّ قائلا: باين عليه مش محاسب. ثم استطرد قائلا يا أستاذ أنت مفكر العملية موصلة على بعض ولا أيه.. يا باشا كل جهة بتضبط ورقها المهم يكون المدير المالي بتاع الشركة بيلعب بالبيضة والحجر.. وبطريقة مليئة بالسخرية قال لي: الضرايب عارفة أن الشركات بتضرب الميزانية، وعارفة أن كل شركة بتعمل أكثر من ميزانية، وهى مطنشة عشان عارفة أن مافيش حد أصلا بيكسب الـ25٪ اللي الضرايب بتفرضها على الشركات والشركات بتطبق المثل المعروف (كذب مساوي ولا صدق ملغبط) وانتهى الحديث وانصرفت وأنا أتذكر المشهد الكوميدي للفنان نجيب الريحاني، في أحد أفلامه القديمة وهو يقول لموظفي الدايرة.. خروف بـ18 جنيه يا ظلمة، واستطرد قائلا: ما نكتب أن إحنا بنينا غرفة للخروف والغرفة محتاجة محارة وكمان اشترينا حبل الخروف وعلف للخروف وطبيب بيطري للخروف وإلخ.. فرّد عليه الممثل عباس فارس وقال له أنت عبقري ولازم تفضل معانا هنا.. وأيقنت أن جميع شركات مصر تعمل بطريقة نجيب الريحاني، والحكومة تعمل بطريقة الحاوي… البيضة فين… والمنديل أهه… بمعنى أن الحكومة عارفة أن الممولين بيضحكوا عليها وهي برضو بتضحك عليهم، وما بتصرفش كتير من فلوس الضرايب على الخدمات، والممول اللي هيتنصح ويفبرك الميزانية إحنا برضه حانفبرك في مخصصات التعليم والصحة والطرق والمواصلات والدعم، وهانطبق المثل اللى بيقول (أطبخي يا جارية… كلف يا سيدي) واللي بيدفع الثمن الغلابة اللي مش عارفين مين الصح ومين الغلط لسان حالهم بيقول… الحكومة معذورة والشركات خسرانة.. لما الشركات اللي بتملكها الحكومة بتخسر والحكومة بتبيعها ودي الحكومة بجلالة قدرها وبتخسر أومال الشركات الخاصة هتعمل إيه؟ بصراحة إحنا محتاجين وقفة بس مش وقفة زي أي وقفة من اللي وقفناها قبل كده عشان وقف الحال اللي إحنا هنوصل له ده».
جريمة في القليوبية
ومن القليوبية كتبت نيفين طه في «اليوم السابع»عن: «واقعة القتل البشعة التي شهدها مكتب بريد قليوب في محافظة القليوبية، وراح ضحيتها رئيس الخزينة والصراف، وما تزال النيابة وأجهزة المباحث تحاول فك لغز اكتشاف عجز 3 ملايين جنيه بالعهدة، بعد أن قتل رئيس الخزينة الصراف بطلقة في صدره، ثم أطلق النار على نفسه ليسقط قتيلا. التحقيقات الأولية لضباط البحث الجنائي تشير إلى أنه يوم الحادث قامت لجنة من مفتشي الجرد مكونة من 4 أعضاء، بعمل جرد في الدور الثاني للخزينة العامة لمدن قليوب وبنها والقناطر الخيرية، واكتشفت اللجنة عجزا ماليا يصل لمبلغ 3 ملايين جنيه عهدة رئيس الخزينة، وفور ذلك نشبت مشادة كلامية بين «محمد. ح» رئيس الخزينة، و«مؤمن. ع» صراف أول الخزينة، وفور خروج المفتشين إلى المكتب المجاور لهم لتكملة الجرد سمعوا صوت طلقات نيران، وبالذهاب إلى مصدر الصوت وجدوا الجثتين على الأرض وسط الدماء. وانتقل اللواء علاء فاروق، مدير المباحث الجنائية، وتبين قيام موظف في مكتب بريد قليوب بإطلاق النار على زميله بطبنجة كانت بحوزته، وبعدها أطلق النار على نفسه، عقب اكتشاف لجنة تفتيش من مكتب البريد الرئيسي في بنها وجود عجز في عهدته بقيمة 3 ملايين جنيه، تم نقل جثتي الموظف وزميله إلى مستشفى قليوب المركزي، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق. ويعكف فريق من النيابة العامة على إجراء تحقيقات موسعة للوصول إلى كشف لغز العجز الكبير في عهدة خزينة مكتب بريد قليوب، وأين ذهبت هذه الأموال ومدة وجودها في الخزينة بعد جرد كل الأرصدة ومراجعة المستندات الدالة على السحب والإيداع، وطلبت النيابة ملفهما الوظيفي واستدعاء زملائهما ورؤساؤهما في العمل في منطقة بريد القليوبية لسؤالهم. ومن جانبها، أخلت نيابة قليوب سبيل 8 موظفين في بريد قليوب من سراي النيابة، بدون أي ضمانات في واقعة إطلاق رئيس خزنة في مكتب بريد قليوب الرصاص على زميله «صراف»، كما أمرت النيابة العامة، جرد كل الأرصدة ومراجعة المستندات الدالة على السحب والإيداع وطلبت النيابة الملف الوظيفي للمتوفيين، كما أمرت بالتصريح بدفن جثتيهما».
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
The post تصريحات وزيري الخارجية والمالية السعوديين محاولة جادة لوقف النزيف الذي يهدد بلدهما منذ مقتل خاشقجي appeared first on بتوقيت بيروت.
شاهد أيضا
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "تصريحات وزيري الخارجية والمالية السعوديين محاولة جادة لوقف النزيف الذي يهدد بلدهما منذ مقتل خاشقجي"
إرسال تعليق