-->
قناة «الجزيرة»: إسرائيل تنسق بين المنظمات العاملة ضد الـ «بي دي أس»”

قناة «الجزيرة»: إسرائيل تنسق بين المنظمات العاملة ضد الـ «بي دي أس»”

قناة «الجزيرة»: إسرائيل تنسق بين المنظمات العاملة ضد الـ «بي دي أس»”

تحقيق خفي لقناة «الجزيرة» عن اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن، كشف معلومات جديدة عن نشاطات وزارة الشؤون الاستراتيجية ضد نشطاء مناهضين لإسرائيل في الولايات المتحدة. المديرة العامة للوزارة، سيما فاكنن ـ غيل، تم توثيقها في فيلم قصير وهي تناقش نشاطات المكتب وتشرح: «نحن حكومة لدولة أخرى، تعمل على أراض أجنبية. ويجب علينا الحذر جدًا. لدينا ثلاث حملات مختلفة في مواضيع حساسة جدًا، وهي جمع المعلومات وتحليل المعلومات والعمل مع منظمات ونشطاء ومتابعة الأموال. فأن تمتلك دولة هذه الأمور فقط مع وسائل تحت تصرفها حينئذ يمكنها تنفيذها».
إحدى النقاط الأساسية في التحقيق الذي وصل لمراسلي «هآرتس» في بداية الأسبوع هي حول تدخل وزارة الشؤون الاستراتيجية في الحرب ضد حركة مقاطعة إسرائيل الـ«بي دي أس» في الولايات المتحدة. فاكنن وثقت في التحقيق وهي تشرح بأن «قرار حكومة إسرائيل أن تكون لاعبة رئيسية هو أمر هام جدًا» في محاربة حركة المقاطعة. «نحن نستطيع توفير أمور لا توجد في عالم المنظمات غير الحكومية والمدنية التي تقود اليوم هذا الصراع». قالت، «معلومات استخبارية، نحن حددنا كل هذه الظاهرة». حسب أقوالها فإن وزارتها «تجسر الفجوات بين المنظمات وتنسق بينها».
المديرة العامة تشير إلى أن انشغال حكومة إسرائيل بهذا الموضوع يتجاوز أحرام الجامعات في الولايات المتحدة، التي تشكل اليوم بؤرة نشاطات الـ«بي دي أس» والمنظمات المؤيدة للفلسطينيين. قامت إسرائيل أيضًا بتحديد وجود نشاطات في «كنائس ونقابات عمالية، وليس في الولايات المتحدة فحسب»، قالت. وزارتها كما تقول في شهادتها تعمل أيضًا ضد من يقاطعون منتجات المستوطنات، وتظهر القلق من العلاقة المتغيرة للشباب اليهود في أمريكا تجاه إسرائيل. من وزارة الشؤون الاستراتيجية جاء ردًا على ذلك بأن «الأقوال التي جاءت في المقالة هي تكرار لادعاءات قديمة تستند إلى تحقيق لقناة تلفزيونية معادية لإسرائيل».

في الأشهر الأخيرة تسربت عدة مقاطع من التحقيق لوسائل الإعلام المختلفة في العالم. ينقسم التحقيق إلى أربعة فصول، كل فصل مدته 50 دقيقة، ويركز على جانب معين من نشاطات اللوبي العامل من أجل إسرائيل في الولايات المتحدة. في أعقاب ضغط استخدمته منظمات يهودية في الولايات المتحدة على حكومة قطر التي تملك قناة «الجزيرة»، قررت القناة عدم نشر التحقيق. وأعلن رئيس جهاز التحقيقات في القناة في أعقاب ذلك عن خروجه إلى إجازة.
حسب التحقيق، في 2016، شغلت «الجزيرة» محققًا مغروسًا عمل داخل منظمات مؤيدة لإسرائيل في أمريكا، هذا المحقق الذي هو طالب يهودي من بريطانيا كان مرتبطًا في السابق مع منظمات مؤيدة للفلسطينيين، نجح في قبوله للتخصص في منظمة دعاية مؤيدة لإسرائيل باسم «مشروع إسرائيل». وحسب التحقيق، استغل مكانته في المنظمة من أجل الاتصال مع جهات أخرى مؤيدة لإسرائيل في واشنطن، ومنها موظفون في السفارة الإسرائيلية في المدينة، الذين بحثوا معه طرق عمل إسرائيل ضد نشاطات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.
قام المحقق بالسر بتصوير عشرات الأشخاص خلال أشهر، ومن بينهم رئيس منظمة دعاية تم تعيينه لاحقًا في وظيفة كبيرة في إدارة ترامب. في كانون الأول 2016، بعد وقت قصير من بث «الجزيرة» لتحقيق مشابه عن اللوبي العالمي المؤيد لإسرائيل في بريطانيا، غادر المحقق المغروس واشنطن بصورة فجائية ونزل تحت الأرض. عدد من المنظمات المؤيدة لإسرائيل التي عمل فيها حاولت تعقبه والعثور عليه. وضمن أمور أخرى بواسطة محققين خاصين، لكن لم ينجح أحد في الاتصال معه حتى الآن.
تعرض استطلاعات من السنوات السابقة، بصورة دائمة، انخفاض تأييد إسرائيل في أوساط الشباب الأمريكيين، ومن بينهم المجتمع اليهودي، وكذلك في أوساط السكان المسيحيين الفنغلستيين في الولايات المتحدة. يعرض توثيق «الجزيرة» عددًا من المتحدثين البارزين المؤيدين لإسرائيل الذين يعبرون عن القلق من الظاهرة. مثلاً ديفيد بروغ، وهو نشيط مسيحي افنغلستي بارز من أجل إسرائيل، ويقف على رأس منظمة دعاية يمولها الملياردير اليهودي الأمريكي شلدون ادلسون، ويظهر قلقه من أنه «كلما نزلنا في المجموعة العمرية في الاستطلاعات، فإننا نرى دعمًا أقل لإسرائيل». شخص آخر موثق في التحقيق «ساغي بلشا» وهو شخصية بارزة في شركة استخبارات باسم «كيلع شلومو» التي تعمل مع وزارة الشؤون الاستراتيجية وتحصل على دعم رسمي من الدولة من أجل جهود «الرأي العام» في أرجاء العالم. بلشا رجل أعمال عمل في السابق مديرًا عامًا لـ «المجلس الإسرائيلي الأمريكي»، وهي منظمة دعاية والممول الرئيسي لها هو ادلسون. شرح بلشا في التحقيق عن «وحدة استخبارات مدنية تجمع وتحلل المعلومات وتعمل على نشطاء في الـ«بي دي أس»، سواء كانوا أشخاصًا أو منظمات أو أحداثًا»، وأشار إلى شركة «إسرائيل سايبر شيلد».
«نحن نقدم كل ما نجمعه»، قال بلشا في التحقيق، «ونحن نستخدم نظام المعلومات الأكثر دقة الموجود في السوق الإسرائيلية». في مقطع آخر من التحقيق تحدث بلشا عن حادثة معينة تمثل طرق عمل الشركة: «ذات يوم، نائب سيما فاكنن أرسل لي صورة على الـ»واتساب» ليافطة خارجية كتب عليها: لتقاطع إسرائيل حتى تكون هناك حقوق متساوية للفلسطينيين». وحسب أقواله، «خلال بضع ساعات عرف محللونا المنظمة والأشخاص الذين يقفون من وراء اليافطة، أسماءهم وأين يعيشون. أعطينا معلومات لوزارة الشؤون الاستراتيجية. لا فكرة لدي ماذا عملوا بذلك، لكن اليافطة اختفت بعد بضعة أيام».
التحقيق يتابع أيضًا نشاطات منظمات دعاية مستقلة تستخدم وسائل تكنولوجية واستخبارية كانت في السابق موجودة بالأساس في أيدي جهات حكومية، ولكن الآن تستخدم لأغراض جمع معلومات عن نشاطات سياسية ضد إسرائيل في الولايات المتحدة. إحدى هذه المنظمات هي «التحالف من أجل إسرائيل في الجامعات»، التي وصل المحقق المغروس من «الجزيرة» إلى مكاتبها بهدف إجراء مقابلة للعمل. أثناء المقابلة رؤساء المنظمة أخبروه كيف يقومون بجمع المعلومات عن نشاط «إشكالي»، حسب رأيهم، من الجامعات في أرجاء الولايات المتحدة.
«معظم هذه المعلومات تصل من الشبكات الاجتماعية»، قال مدير عام المنظمة «جاكوب باين» في التحقيق. «نحن نستخدم كل الوسائل التكنولوجية، برامج المعلومات، وأمورًا من عالم الشركات، وغيرها.
ولدينا خوارزميات تجمع المعلومات التي نريدها بصورة فورية». وحسب أقواله: «بصورة عامة، 30 ثانية بعد أن يظهر أحد هذه الأمور (مضامين مرتبطة بالـ«بي دي أس»)، في الشبكات الاجتماعية، سواء كان الأمر يتعلق بحادثة في الـ«فيسبوك» أو تغريدة في «تويتر»، يقوم نظامنا بجمع هذا ويدخله إلى طابور الأخبار. يتلقى الباحثون لدينا إنذارًا وعندها يقيمون المعلومة، ثم يعطونها تصنيفًا، وإذا وصل هذا إلى درجة خطر ما، فإنهم يقومون بتحذير شركائنا». يقول باين في التحقيق إن المنظمة التي تحظى بميزانية سنوية تبلغ 1.5 مليون دولار، تتعاون مع وزارة الشؤون الاستراتيجية. «أضفناهم إلى عملياتنا وإلى تحديثنا الاستخباري، وهذا يعود إلى كيفية حصولنا على المعلومات عما يحدث في الجامعات»، شرح.
في مقطع آخر من التحقيق يتفاخر باين بأن منظمته أنشأت «مواقع مجهولة» تشمل إهانات ضد نشطاء يعارضون إسرائيل. التحقيق تم إخراجه بحيث إن أقوال باين عن المواقع المجهولة تتطابق مع روايته عن البروفيسور من الجامعة في ولاية انديانا الذي يدعي بأن جهات تؤيد إسرائيل نشرت في الشبكة ادعاءات كاذبة حسبها قام بالتحرش بالطالبات. ليس واضحًا إذا ما كانت هناك علاقة بين الحادثتين. باين نفسه شرح في التحقيق: «عندما كان الحديث يدور عن أشخاص مناهضين لإسرائيل، اكتشفنا أن الأمر الأكثر نجاعة هو القيام بتحقيق ضدهم ووضع مواقع مجهولة محددة». وقال: «كل بضع ساعات تقوم بتنقيط بعض المعلومات ضدهم. هذا يمثل حربًا نفسية، وهو يغيظهم».
محقق «الجزيرة» يسأل باين في المحادثة إذا كانت منظمته تقف من وراء «كناري ميشن»، وهو موقع مجهول يحتوي على معلومات عن مئات النشطاء والمحاضرين في أرجاء الولايات المتحدة والمرتبطين بالمنظمات المؤيدة لـ «بي دي أس»، وحتى على المستوى المتدني جدًا. هذا الموقع يخدم في الأشهر الأخيرة حكومة إسرائيل بغرض التحقيق مع مواطنين أمريكيين في مطار بن غوريون. في الأسابيع الأخيرة كشف النقاب عن أن منظمات من التيار الرئيسي في يهود الولايات المتحدة تبرعوا بمئات آلاف الدولارات للموقع المجهول، الذي وصفه نشطاء يؤيدون إسرائيل في الجامعات الأمريكية كضار للدعاية الإسرائيلية.
لا ينفي باين في التحقيق وجود علاقة بين منظمته والموقع، إلا أنه قال بابتسامة إن الأمر يتعلق بـ «موقع سري تمامًا»، الذي «لا أحد يعرف من الذي يقف خلفه». في مرحلة ما في المحادثة، تحدث عن الموقع بلسان «نحن»، ولكن على الفور يصحح ويشرح أن «هذا موقع مجهول».
في مقطع آخر من التحقيق يتم توثيق محادثة بين محقق «الجزيرة» ومؤيد لإسرائيل يجند أموالالصالح مرشحين للكونغرس. هذا النشيط نفسه يصف طريقة تجنيد الأموال التي حسب ادعائه منتشرة في
أوساط اللوبي المؤيد لإسرائيل «الايباك»: «المرشح يأتي إلى لقاء مقلص مع مؤيدي اللوبي، وهكذا أحدهم ينقل إليه دعم من بضعة آلاف الدولارات. تسجل المساهمات على أساس شخصي وليس تنظيمي، هكذا في وثائق تجنيد الدعم للمرشح ليس هناك أي ذكر لدعم جهة مؤيدة لإسرائيل، بل فقط لعشرات أو مئات من التبرعات من مواطنين عاديين.
وردًا على ذلك جاء من مكتب الشؤون الاستراتيجية: «أقوال المديرة العامة للوزارة قيلت في اجتماع علني قبل سنتين. في المؤتمر شرحت المديرة العامة للوزارة بأنه على الحكومة اتباع سياسة حذرة في نشاطها، كما تفعل ذلك الوزارة حقًا. المديرة العامة شرحت رؤيتها بخصوص إدارة المعركة ضد منظمات المقاطعة والـ«بي دي أس» بصورة شاملة، والمستندة بالأساس إلى معرفة لفهم الظاهرة. الوزارة تعمل حسب القانون، وكل إشارة أخرى هي كذب مطلق. وزارة الشؤون الاستراتيجية ستواصل محاربة محاولات المس بإسرائيل عبر المقاطعات وسلب الشرعية عن دولة إسرائيل، حتى لو كان ذلك لا يروق لصحيفة «هآرتس»، التي للأسف رؤيتها للموضوع واضحة».

أمير تيفون
هآرتس 23/10/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa

The post قناة «الجزيرة»: إسرائيل تنسق بين المنظمات العاملة ضد الـ «بي دي أس»” appeared first on بتوقيت بيروت.



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2yuH9VK
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "قناة «الجزيرة»: إسرائيل تنسق بين المنظمات العاملة ضد الـ «بي دي أس»”"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel