
حماس ـ الجيش الإسرائيلي: إيهما تعرض للإهانة؟

إذا كان رجال الوحدة العسكرية الإسرائيلية الخاصة التي كشفتها حماس في غزة قبل أسبوعين قد تنكروا حقاً بصفتهم عمالاً في منظمة مساعدات إنسانية، كما جاء في وكالة «واي نت»، فإن هذا الأمر سيعزز بل وسيبرر الاتهامات التي أظهرتها حماس دائماً تجاه المنظمات الدولية وأعضائها، وادعاءاتها بأنه سواء عن معرفة أو عدم معرفة هم يساعدون الشاباك والجيش الإسرائيلي. من ذلك بالضبط يخاف العاملون في المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية، الذين يستعينون بعملهم أيضاً بمواطنين من الخارج.
موظف رفيع في إحدى المنظمات قال للصحيفة بأنه إذا استخدمت إسرائيل بصورة سيئة نظام المساعدات الإنسانية الدولية أو الفلسطينية فهذا من شأنه أن يضر بالنشاطات الحيوية للمنظمات الكبيرة والصغيرة وسيصعب عليها العمل أكثر، حيث إن سلطات حماس ستتخذ وسائل حذر ستعيق دخولهم وأعمالهم. «لا أحد سيصغي لاحتجاج منظمة صغيرة بسبب سوء استخدام نشاط إنساني»، قال الموظف الرفيع، وأضاف: «يجب على المنظمات الكبيرة إسماع صوتها».
أجانب دخلوا إلى القطاع في الأسبوع الماضي تحدثوا عن استجوابات أكثر تدقيقاً من العادة في نقاط التفتيش لحماس، وعن فحوصات متشددة للمسافرين في السيارات التي يجريها أعضاء حماس في الحواجز التي وضعت في القطاع. شك ما تجاه الأجانب يستشعر أيضاً من جانب المارة، قال للصحيفة مواطني دولة أجنبية يزور القطاع، وليس للمرة الأولى.
العمل في منظمة للمساعدة الإنسانية هو قصة تغطية معقولة وجاهزة. في إطار تقييد الحركة المشددة لإسرائيل، فإن الأجانب والفلسطينيين الذين ليسوا من سكان القطاع الذين يعملون في منظمات المساعدات الدولية (ومراسلون أجانب) هم من بين الأشخاص القلائل الذين يحصلون على تصاريح لدخول القطاع. إحدى الشخصيات الرفيعة في حماس، موسى أبو مرزوق، اقتبس وهو يشير إلى أن دخول الخلية سمح به عبر نقطة الفحص للسلطة الفلسطينية في حاجز ايرز. أقواله هذه تغذي الشك القائم دائماً تجاه الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية حول التعاون ومساعدة أجهزة الأمن الإسرائيلية. ولكن معرفة عملية الدخول الرسمي للقطاع من إسرائيل تثير الشكوك بخصوص إمكانية هذا السيناريو هذه المرة.
شاهد أيضا
الدخول عبر «حاجز ايرز»، إذا كان الأمر كذلك، كان يلزم إسرائيل باستخدام اسم منظمة مساعدة معروفة وكبيرة بحيث لا تثير الشك. هل الجيش الإسرائيلي كان يستخدم مثلاً اسم منظمة مثل الأونروا أو منظمة مساعدة إيطالية ما، ممولة من الاتحاد الأوروبي؟ وإذا تبين أنه من أجل هذه المهمة اخترع الجيش الإسرائيلي منظمة مساعدة وهمية منذ زمن، ولهذا أيضاً حصل على مساعدة منسق أعمال الحكومة في المناطق، فإنه من الآن يمكننا أن نتوقع أن كل منظمة جديدة حقيقية ستجد صعوبة في الحصول على الثقة في أوساط سلطات القطاع وفي أوساط السكان.
في دخولهم إلى القطاع يجتاز الحاصلون على تصاريح أربع نقاط تفتيش، في الجانب الإسرائيلي للحاجز، وموقع تسجيل أولي للسلطة الفلسطينية من الجانب الثاني للحاجز، وموقع فحص للسلطة الفلسطينية الذي كان في السابق موقع تفتيش لحماس وانتقل إلى السلطة الفلسطينية قبل نحو سنة، وأثناء محاولة إقامة حكومة مصالحة. وكذلك نقطة تسجيل جديدة لحماس تعمل منذ بضعة أشهر. أيضاً من يحملون الهويات الفلسطينية ـ التي حسب أحد التقارير كان أعضاء الخلية مزودين بها ـ يجب عليهم العبور بنقاط للسلطة وحماس والإجابة عن أسئلة. في نقطة حماس لا يتم دائماً فحص الحقائق، ولكن شخصاً يكثر من دخوله إلى القطاع، قال للصحيفة إن الفحص، حتى لو من أجل البحث عن الكحول، يظل دائماً أمراً فيه مخاطرة ويجب أخذها في الحسبان. وقال إنه يصعب عليه تصديق أن الخلية الإسرائيلية كانت تدخل القطاع بدون سلاح من جهة، وتعرض لخطر كشفها من جهة أخرى.
من التقارير الصحافية، يمكن أن يتولد الانطباع أن حماس والجيش الإسرائيلي يتنافسون من هو الذي أهين أكثر بسبب اكتشاف نشاط الخلية. المؤكد هو أن تحويل المساعدة الإنسانية إلى أداة لخدمة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تساعد على الشعور بالضرر والانغلاق.
عميره هاس
هآرتس ـ 25/11/2018
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2TInsTr
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "حماس ـ الجيش الإسرائيلي: إيهما تعرض للإهانة؟"
إرسال تعليق