-->
ترامب جاء ليمدح فأساء!

ترامب جاء ليمدح فأساء!

ارتكب الرئيس ترامب فعلاً معاكساً لما نواه. فقد أراد مدح إسرائيل ولكنه تبين أنه يسيء إليها في المقابلة التي أجرتها معه «واشنطن بوست». وبالمناسبة، مشوق أن نرى كيف أن الرئيس الأمريكي، الذي يسمي الإعلام الذي ينتقده أنباء ملفقة، يركض المرة تلو الأخرى ليجري المقابلات معه. فقد قال ترامب في المقابلة ضمن أمور أخرى: «إذا كنا ننوي إبقاء قوات في هذا القسم من العالم، فسبب واحد لعمل ذلك، هو إسرائيل». على حد قوله، قلت أهمية النفط الشرق الأوسطي لبلاده. «نحن ننتج الآن نفطاً أكثر مما أنتجنا في أي وقت مضى»، أضاف، «وبالتالي أصبح النفط سبباً أقل أهمية لإبقاء القوات الأمريكية في الشرق الأوسط». وبالنسبة للنفط، فإن ترامب محق بالتأكيد.
ظاهرياً، على إسرائيل أن تكون راضية عن أقواله. فهي تثبت بأنه استجيبت طلبات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان غادي أيزنكوت، ورئيس «أمان» السابق هيرتسي هليفي، ورئيس «أمان» تمير هايمن، ورئيس الموساد يوسي كوهن، وبموجبها لن تسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا. إسرائيل معنية بتواجدها هناك كي تشكل وزناً مضاداً للتواجد الروسي ورافعة ضغط للمطالبة بإخراج كل القوات الإيرانية من سوريا.

ستلام إسرائيل فيما لو سقط جنود أمريكيون في الشرق الأوسط

ولكن بطريقته المميزة، مع كنز الكلمات المحدود لديه، تعقد أقوال ترامب كميناً لإسرائيل. فالحلف الاستراتيجي أقيم على أسس متينة من شراكة المصالح، والقيم المشتركة والعلاقات العائلية. وهو يسمح لإسرائيل، منذ عشرات السنين، بالتمتع بمساعدة مالية سخية التي يبلغ معدلها اليوم نحو 4.3 مليار دولار في السنة، وبالدعم السياسي أيضاً. الولايات المتحدة هي موردة السلاح لإسرائيل، وبين الدولتين يجري تعاون استخباري وثيق، وفي إطاره عمليات سرية مشتركة. على أرض إسرائيل تنتشر رادارات أمريكية، والجيشان يجريان تدريبات مشتركة. ولكن كل تلك السنين حرصت كل الحكومات على التشديد علناً، وفي المحادثات السرية أيضاً، على أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وأنه لا توجد أي رغبة في أن يقاتل الجنود الأمريكيون كتفاً إلى كتف إلى جانب جنود الجيش الإسرائيلي. كما أن هذا هو موقف حكومة بنيامين نتنياهو.
أما الآن، في أعقاب تصريحات ترامب، فقد ينشأ وضع جديد: إذا مات جنود أمريكيون في ميدان المعارك في الشرق الأوسط، فيمكن لخصوم إسرائيل واللاساميين من صفوف اليمين الأمريكي المتطرف أن يلقوا مسؤولية ذلك على إسرائيل. ومنذ الآن، بمرور يوم على أقواله، هناك من يقول ذلك، ولا سيما في الشبكات الاجتماعية. لو كان ترامب يفكر مرتين قبل أن يتحدث ـ وهذا طلب مبالغ فيه منه ـ لكان ينبغي له أن يعطي تفسيراً آخر على قراره إبقاء جنوده في الشرق الأوسط. هذا قرار يتناقض وموقفه الأصلي الذي هو انعزالي في جوهره، لإعادة الأبناء إلى الديار، وتحرير أمريكا من دور شرطي العالم. كان يجدر بالرئيس الأمريكي أن يشرح قراره في الرغبة في منع انتشار إيران في الشرق الأوسط.

يوسي ملمان

معاريف 29/11/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2SjrUGH
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "ترامب جاء ليمدح فأساء!"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel