تشاد: افريقيا تعود لإسرائيل

كشفت زيارة رئيس تشاد، ادريس دابي التاريخية، العلاقات خلف الكواليس بين إسرائيل وتشاد، ولا سيما في العقد الأخير. تشاد، دولة إسلامية سنية، توجد في موقع استراتيجي في قلب افريقيا، قرب ليبيا والسودان. في 1972 قطعت علاقاتها نتيجة ضغط من ليبيا. بالنسبة إلى تشاد، فإن الموضوع الأهم في علاقاتها مع إسرائيل هو الأمن. ففي السنوات الأخيرة تتصدى لتهديدات الإسلام المتطرف من جانب «بوكو حرام» النيجيري وتنظيمات الإرهاب المتفرعة عن «الدولة الإسلامية».
رغم انتهاء الحرب الأهلية وتبدد التوترات مع السودان، لا تزال تشاد تقاتل ضد الثوار في شمال الدولة. وحسب منشورات أجنبية، ساعدت إسرائيل تشاد في صراعها هذا في الماضي. مثل معظم الدول الإفريقية التي اقتربت من إسرائيل، فإن تشاد أيضاً ـ الدولة الفقيرة، الصحراوية والقاحلة ـ معنية بالتكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة في مجالات الزراعة والمياه، ولا سيما في كل ما يتعلق ببحيرة تشاد ـ التي توجد منذ 1960 في تراجع كبير لدرجة الاختفاء. أما اليوم فلم يتبق من مياهها غير 5 في المئة من مساحتها الأصلية.
لقد تأثر قرار تشاد من الازدهار السياسي في تقرب إسرائيل من الدول السنية المعتدلة. فتشاد لا تريد أن تبقى متخلفة. معقول الافتراض بأن ترغب في استغلال العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وإدارة ترامب. صحيح أنها تتعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، ولكن الأمريكيين يحافظون على قدر ما من المسافة عنها. هكذا مثلاً، في أيلول 2017 أدرجت الإدارة الأمريكية تشاد في قائمة الدول التي يحظر على مواطنيها زيارة الولايات المتحدة.

سيمنح شرعية متعاظمة لعلاقات تل أبيب مع دول عربية

إن تعزيز العلاقات مع تشاد هو تحصيل حاصل لسياسة الخارجية التي يتصدرها في العقد الأخير رئيس الوزراء نتنياهو تحت عنوان: «إسرائيل تعود إلى افريقيا وافريقيا تعود إلى إسرائيل». واختار نتنياهو التقرب من افريقيا في محاولة لتغيير الموقف المعادي لإسرائيل في دول القارة في المحافل الدولية، وكخطوة رد على محاولات إيران الحصول على موطئ قدم في هذه القارة.

في السنتين والنصف الأخيرة، زار نتنياهو افريقيا ثلاث مرات، بما في ذلك الزيارة التاريخية في حزيران 2017 في اوغندا، وكينيا، ورواندا، وأثيوبيا، وليبيريا. وفي أثناء هذه الزيارة أصبح نتنياهو الزعيم غير الإفريقي الأول الذي يخطب أمام مؤتمر دول غرب افريقيا، التي ثلث أعضائها مسلمين. في حزيران/يونيو 2016 استؤنفت العلاقات مع غينيا، وبعد سنة من ذلك اتفق نتنياهو ورئيس مالي ـ دولة إسلامية ـ على تحسين العلاقات الثنائية.
تتمتع إسرائيل بتعميق العلاقات مع تشاد. فالاعتراف الرسمي من جانب تشاد بعلاقاتها مع إسرائيل سيمنح شرعية متعاظمة لعلاقات القدس مع دول عربية سنية. فضل آخر ينبع من كون تشاد رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي (حتى وقت أخير مضى كان دابي رئيساً للاتحاد الإفريقي)، وهو المنصب الذي يمنحه مكانة وقوة سياسة وكفيل بأن يساعد إسرائيل على أن تقبل من جديد في المنظمة كعضو مراقب.
يمكن لإسرائيل استخبارياً أن تستفيد من الدور الذي تقوم به تشاد في قوات حفظ السلام في افريقيا، ومن مشاركتها في النشاط العسكري ضد الإسلام المتطرف. وبهذا المفهوم، فإن التقارب كفيل بأن يساهم في تقليص النفوذ والتواجد الإيراني في القارة.

عومر دوستري
إسرائيل اليوم 28/11/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa

from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2E4nT63

via IFTTT