-->
زيارتا نتنياهو لعُمان وريغف للإمارات تؤكدان أن الحوار مع تل أبيب في شؤون إيران أهم من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني

زيارتا نتنياهو لعُمان وريغف للإمارات تؤكدان أن الحوار مع تل أبيب في شؤون إيران أهم من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني

زيارتا نتنياهو لعُمان وريغف للإمارات تؤكدان أن الحوار مع تل أبيب في شؤون إيران أهم من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني

عُمان، التي تقع على شواطئ الخليج العربي وبحر العرب، في الزاوية الجنوبية ـ الشرقية من شبه الجزيرة العربية، لم تجتهد على الإطلاق لإخفاء زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مسقط. العكس هو الصحيح؛ فقد بث التلفزيون الرسمي صورًا من اللقاء مع الوفد الإسرائيلي في قصر السلطان، ووصفت «الوطن» العُمانية قابوس بن سعيد المضيف كـ «رجل السلام».
الحقيقة هي أن عُمان، التي يقل عدد سكانها عن عدد سكان إسرائيل، ولكن مساحتها أكبر بعشرة أضعاف، لم تبد قط عداء تجاهنا. فقد كانت من الدول العربية القليلة التي لم تشجب مصر على اتفاق السلام مع إسرائيل، والعلاقات السرية بين القدس ومسقط، اقتصادية وآمنية، ومتواصلة منذ سنوات عديدة.
بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو، سارعت عُمان إلى أن تفتح في تل أبيب ممثلية دبلوماسية وتجارية. وزار رئيس الوزراء رابين هناك في 1994، وزار وزير الخارجية يوسف بن علوي البلاد عدة مرات. ومع أن العلاقات الرسمية بين الدولتين انقطعت في أعقاب الانتفاضة الثانية، والضغط الشديد الذي مارسه العالم العربي، إلا أن الاتصالات السرية لم تتوقف قط.

في عشرات السنين الأخيرة، كانت عُمان مرسى للاستقرار والتواصل في منطقة الخليج العربي، سلالة تحتل الحكم منذ أكثر من 250 سنة، وحاكم فرد يجلس على كرسيه نحو 50 سنة. ومنحت السياسة الحيادية والعلاقات الطيبة التي تمكن السلطان من إقامتها مع كل جيران عُمان، بما في ذلك مع إيران والسعودية المتخاصمتين منحت الدولة مكانة الوسط النزيه. وبهذه الصفة شقت الطريق للاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، بل وجربت عدة مرات التوسط بين فتح وحماس. غير أنه في السنتين الأخيرتين تدهورت جدًا الحالة الصحية للحاكم ابن الـ 78، ومسألة الخليفة (الذي لا يزال يرفض ذكر اسمه) تشغل بال المحيطين به وتلقي بظلالها على مكانة عُمان الإقليمية. هناك من يقول إن قرار السلطان قابوس بن سعيد إضفاء العلنية على زيارة رئيس الوزراء إلى السلطنة جاء لإعادة مكانة عمان كدولة وسيطة بوسعها المساهمة أيضًا في حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
غير أنه رغم الحديث الطويل الذي دار بين السلطان ونتنياهو، بعضه ثنائي وبعضه في محفل أوسع، ثمة مجال للتشكيك إذا كانت الزيارة، التي نالت شجبًا حادًا من إيران ودعمًا من البحرين ودول خليجية أخرى، ستؤدي إلى اختراق في الطريق المسدود بين إسرائيل والفلسطينيين. مشكوك أيضًا فيما إذا كانت ستقنع أبو مازن (الذي زار السلطنة في بداية الأسبوع) بالعودة إلى طاولة المفاوضات. هناك شك أكبر من ذلك فيما إذا كان العُمانيون سيستغلون في أعقاب زيارة نتنياهو علاقاتهم الطيبة مع طهران كي يقنعوا إيران في الكف عن الجهود لإشعال قطاع غزة. في إسرائيل يقدرون بأن إيران و «قوة القدس» للحرس الثوري، هم الذين أمروا الجهاد الإسلامي بإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل في نهاية الأسبوع.
ولكن شيئًا واحدًا لا يرتقي إليه الشك. «خروج عُمان من الخزانة، بمجرد دعوة رئيس الوزراء إلى زيارة رسمية، إلى جانب زيارة وزيرة الثقافة ريغف إلى اتحاد الإمارات في الخاريج الفارسي يثبتان بأنه في نظر دول الكتلة العربية المعتدلة ـ فإن الحوار مع إسرائيل في شؤون إيران والمنطقة هام وملح أكثر من حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

عوديد غرانوت
إسرائيل اليوم 28/10/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa

The post زيارتا نتنياهو لعُمان وريغف للإمارات تؤكدان أن الحوار مع تل أبيب في شؤون إيران أهم من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني appeared first on بتوقيت بيروت.



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2Jlcwqd
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "زيارتا نتنياهو لعُمان وريغف للإمارات تؤكدان أن الحوار مع تل أبيب في شؤون إيران أهم من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel