-->
رسالة من ألف أستاذ إیرانی إلی نظرائهم في الجامعات الفرنسیة لمواجهة معاداة الإسلام

رسالة من ألف أستاذ إیرانی إلی نظرائهم في الجامعات الفرنسیة لمواجهة معاداة الإسلام

رسالة من ألف أستاذ إیرانی إلی نظرائهم في الجامعات الفرنسیة لمواجهة معاداة الإسلام

طهران(إسنا) – أدان ألف أستاذ ومحاضر فی الجامعات و مراکز التعلیم العالی والبحثی فی إیران من خلال توجیه رسالة إلی أساتذة الجامعات الفرنسیة مواقف الرئیس الفرنسي ایمانویل ماکرون المعادیة للإسلام داعین إیاهم إلی الحراک العملی لوقف هذه الإجراءات من قبل ساسة البلد.

وفیما یلی نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحیم

أیها الأساتذة والمفکرین فی الجامعات الفرنسیة

تحیاتنا لکم،

لم یمض وقت طویل من إرسال رسالتنا السابقة إلیکم ولکن واقعة أخری دفعتنا للتحدث معکم أیها الکرام للمرة الثانیة – وهذه المرة بمزید من التأکید والحساسیة ، ومن وجهة نظر جدیرة بالمفکرین والکُتّاب ، ندعوکم إلی “الحوار النظری” و “الحراک العملی”. علی الرغم من أنکم لم تردوا علی تلک الرسالة التی أرسلناها إلیکم ولکن رغم ذلک، أننا ما زلنا لا نرید قطع “الحوار” و سدّ” طریق التفاهم و التبادل” معکم أبدا بسبب العمل اللاأخلاقی و البعید عن القیم الإنسانیة الذی إرتکبه سیاسیکم عدیم الخبرة  ولا نرید قطع الإمکانیات والفرص التی أتیحت فقط للأکادیمیین والنشطاء المفکرین فی عصرنا هذا.

لذلک ، و فی سیاق “العقل” و “المنطق” و “العدل” و “الفضائل الأخلاقیة” ، نودّ أن نتحدث معکم عن الدعم الفاضح والرسمی لرئیس جمهوریة فرنسا لنشر صورة کاریکاتیریة مهینة لرسول الله محمد صلی الله علیه وآله وسلم و ندعو الضمائر الواعیة إلی القضاء.

أیها الباحثون و المحاضرون الجامعیون فی فرنسا!

نحن نعلم ما سیحدث للمجتمع البشری إذا لم تقتصر “الحریة” علی “القیود الأخلاقیة والبشریة” ومتجذرة فی الرغبات الدنیئة والنوایا الشریرة ، و نعتقد أنّ حجما کبیرا من معاناة البشر سببه هذه الحریات التی لاتناسب الأخلاق و الإنصاف والفضائل الأخلاقیة أبدا.

لا یعتبر حق من حقوق الإنسان  فی حالة حدوث تعارض وتزاحم مع “حقوق وکرامة الناس الآخرین” ، و بالتمسک بهذه الحجة، قد ألقی السیاسیون فی بلدکم باللوم علی بعض الدول والشعوب علی مدی السنوات العدیدة المتتالیة، ولکن الآن ، نری ذلک علنًا فی بلد یُعرَف بأنه مهد الدموقراطیة والحقوق والحریات ، یتم رفض نفس الحجة التی تعترف به العقول جمیعا!

هل الإساءة لرسول الله وخاتم النبیین صلی الله علیه و آله و سلم الذی یحترمها ویقدسها ما لا یقل عن ملیار إنسان لا یعنی إنتهاک حقوقهم الأولیة ؟!

حینما الحق فی حریة التعبیر لمجلة وکاتب یتعارض مع “حق الملیار من الناس” ، فأی واحد یجب أن یؤخذ ؟! هل جرح “المشاعر الدینیة ومصالح ملیار مسلم” یستحق “الإنکار”  أو “الدعم” ؟!

کیف لا یلتزم رئیسکم حتی بأبسط مبادئ حقوق الإنسان ، ویطرح عملیا تعریفا لحریة التعبیر لا یتوافق مع العدالة ولا مع المیزات الحضاریة التی یدعیها ؟!

 عندما تُعرَّف الحریة بلا مبالاة بأسمی قیم الإنسان والالتزام الأخلاقی والضمیر ، فإنها تنقلب علی الفور ضد نفسها وتعرض الحیاة المدنیة البشریة للخطر.

هذا هو التهدید الذی أنشأه رئیسکم الآن أمام المجتمع الفرنسی فی العالم.

أیها المفکرین الأکادیمیین والخبراء!

علی الرغم من أن إیمانویل ماکرون ، من حیث موقعه السیاسی فی فرنسا وأوروبا ، یجد نفسه فی موقف یحتاج فیه إلی صنع مثل هذه “المسرحیات” و الالعاب، لا شک أن ما حدث لیس “حادثة” ولا یمکن اختزاله فی هذا المستوی.

 والحقیقة أن تأثیر “الأیدی الصهیونیة المخفیة” فی السیاسة الرسمیة للغرب ، بما فی ذلک فرنسا و هو حقیقة  سوف نراها أکثر إیضاحا و تفصیلا فی تاریخ الغد ، لکنها حالیا لیست مخفیة علی أهل التأمل و أصحاب الفکر ، فی أن الحکومات الغربیة هی دمیات  بالأیدی الخبیثة لأصحاب المال والثروة الصهیونیة.

هذه الجریمة المُرة، لیست إلا ما برزت من نیاتهم وأعمالهم لمحاربتهم الإسلام.

یا أصدقاءنا و زملاءنا الجامعیین!

علی عکس تصویر الإسلام المتعمد من قبل وسائل الإعلام الغربیة ، فإن هذا الدین الإلهی لا یتکلم بلغة “العنف” و “العدوان” و “التشدد” ولیس له سیف مجرد فی یده ، بل العکس هو یحترم المشاعر والعواطف الإنسانیة الخالصة و “التفکیر” و یفضل “الحجة” و “الحوار”. نعم، الإسلام لا ینصح المسلمین برفع أیدیهم فی وجه الظالم والمعتدی للإستسلام، ولکنه فی نفس الوقت ، حتی فی ساحة الحرب والقتال ، لا یغلق باب “العقلانیة” و “المنطق” بل إستخدم دوما الوسائل و المناهج للدعوة إلی الفضیلة و “المحادثة” و “تبادل الآراء”

بغض النظر عن الصور المشوهة والمزیفة التی بثتها وسائل الإعلام التابعة للولایات المتحدة والنظام الصهیونی، یمکنکم المراجعة إلی نص القرآن الکریم و سیرة الرسول صلی الله علیه وآله سلم ومعرفة الفارق الکبیر بین “حقائق الإسلام” و “الصور المزیفة عن الإسلام فی وسائل الإعلام الغربیة”.

إنما یقتضی “التفکیر” و “فهم الواقع” أن لا تحرموا أنفسکم من هذه الفرصة. لقد اخترناکم للمحاکاة ،  لا فقط لأننا زملاء وجامعیین ، ولکن أیضًا لأننا نؤمن بأن القوی الأکادیمیة ، بخلاف حسابات ومعادلات عالم السیاسة الرسمی والیومی ، “ملتزمون بإدراک الحقیقة” و “یودون الفضیلة” و أیضا یفرون من أن یکونوا ملعبة بأیدی السیاسیین.

فلذلک مرة أخری نوجه لکم دعوة أن لاتکونوا مشاهدین فقط لهذه التصرفات بل حسب عقلانیکم لاتسمحوا لسیاسات حکومتکم أن تصبح غیر عقلانیة وجاهلة و مشوهة لسمعة بلادکم و أن تجبر العالم علی الإصطفاف أمامکم.

لأن حیاة الساسة قصیرة ، لکن حیاة الأمم ورأس مالها الاجتماعی طویل ، ویجب ألا تکون لعبة فی أیدی السیاسیین غیر الخبراء.

نسأل الله تعالی التوفیق والصحة لکم فی نشر الحقیقة ومواجهة التحریف و التشویه.

ألف أستاذ ومحاضر فی الجامعات و مراکز التعلیم العالی والبحثی فی إیران

١3 ربیع الأول ١٤٤٢

30 أکتوبر ٢٠٢٠

انتهی

الكاتب : إسنا – وكالة أنباء الطلبة الإيرانية
المصدر:ar.isna.ir

الرابط الاصلي للخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

The post رسالة من ألف أستاذ إیرانی إلی نظرائهم في الجامعات الفرنسیة لمواجهة معاداة الإسلام appeared first on بتوقيت بيروت | اخبار لبنان و العالم.



from العالم الاسلامي – بتوقيت بيروت | اخبار لبنان و العالم https://ift.tt/2HO0cCs
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "رسالة من ألف أستاذ إیرانی إلی نظرائهم في الجامعات الفرنسیة لمواجهة معاداة الإسلام"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel