الإنجاز الصاروخی الجدید.. لماذا اقترب الأمریکیون مرتین من سفینة الشهید سیاوشی؟- الأخبار ایران

وكالة تسنيم الدولية للأنباء – إن إحتياجات الأسطول البحري الإيراني العاجلة وغير القابلة للتأخير لمختلف أنظمة الدفاع الصاروخية كانت واضحة ومحددة منذ فترة طويلة، بدءا من الصواريخ المحمولة على الكتف والتي تم تثبيتها على منصات ثابتة لاستخدامها في تدمير الأهداف الصغيرة كالطائرات الصغيرة والمروحيات وصواريخ كروز تحت الصوتية وصولا الى صواريخ تور-ام-1 قصيرة المدى والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى كـ صياد-2 وصياد-3 و3 خرداد.

وفي الذكرى السنوية الأولى لاستهداف طائرة “غلوبال هاوك” المسيرة التجسسية الأميركية المتطورة للغاية، تم نشر صور جديدة عن مراحل تنمية وتصنيع منظومة 3 خرداد، ومن أهم نقاطها اختبار منظومة 3 خرداد من على سفينة “الشهيد سياوشي” للإسناد والتابعة لسلاح البحر لحرس الثورة الإسلامية.

وللمرة الأولى تم خلال شهر أيلول/سبتمبر 2012 التطرق في مؤتمر صحفي للقائد العام للحرس الثوري آنذاك، طرح اسم منظومة “رعد” للدفاع الجوي بمدى 50 كلم وارتفاع الهدف الى 27 كلم، وقد عرضت هذه المنظومة خلال استعراض القوات المسلحة بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر من نفس العام.

وقد انبهر الخبراء الأجانب من مشاهدة منظومة “رعد” لأنها كانت تحتوي على منظومة مشابهة لنموذج بوك-ام-2 الروسي ولكن باختلافات ملموسة، تبين أنها ناتجة عن تصاميم داخلية. وقد تم تجهيز هذه المنظومة بـ3 صواريخ من طراز “طائر2” ولها قابلية الاشتباك مع هدف واحد.

وفي ربيع عام 2014، وخلال تفقد القائد العام للقوات المسلحة لمعرض إنجازات القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية، تم للمرة الأولى عرض منظومات 3خرداد باعتبارها نموذجا جديدا عن منظومة “رعد”. وفي هذه المنظومة توجد عدة مركبات حاملة للرادار والصواريخ وبرفقتها عدة مركبات حاملة للصواريخ فقط، وهي متصلة برادار للرصد الجوي من طراز “بشير” مثلا، وبالمجموع تشكل وحدة نارية لمنظومة 3خرداد. وتمتاز هذه المنظومة بنصب رادار المصفوفة المرحلية على راجمة 3خرداد، وهذا الرادار قادر على توجيه 8 صواريخ نحو 4 أهداف منفصلة في آن واحد.

والأمر اللافت في ذلك المعرض وجود التنوع في الصواريخ التي يمكن استخدامها في منظومة 3 خرداد من قبيل صواريخ طائر2ب وطائر 2س. في حين أوضح مسؤولو الحرس الثوري للقائد العام للحرس أنه سيتم في المستقبل تجهيز منظوة 3خرداد بصواريخ بمدى 100 كلم ثم 200 كلم.

والجيل الأخير للصواريخ المستخدمة في منظومة 3خرداد، تمكن من إسقاط واحدة من أكثر الطائرات الأميركية المسيرة تطورا وسعرا، قرب مضيق هرمز فجر يوم 20 حزيران/يونيو 2019.

وتنتمي هذه الطائرة المسيرة لعائلة “غلوبال هاوك” وهي مخصصة لتنفيذ عمليات الإشراف والتجسس في البيئة البحرية، وقد تم رصدها لفترة طويلة منذ انطلاقها من قاعدتها من قبل رادار “ثامن” المحلي واستهدافها من قبل منظومة 3 خرداد وتدميرها.

وكانت هذه الطائرة المسيرة في لحظة استهدافها على مسافة 22 كلم عن منصة الصواريخ، وكان تحلق على ارتفاع اكثر من 15 كلم. وبذلك تم تسجيل أول صيد ميداني لمنظومة إيرانية محلية تماما، باسم منظومة 3 خرداد، لتصبح دليلا قويا على القدرات العالمية للمنظومات المحلية الايرانية في الدفاع الجوي سواء رادارات الرصد والإنذار المبكر كرادار ثامن أو المنظومات الصاروخية. كما ان الطائرة المستهدفة كانت مجهزة بأحدث منظومات الإنذار بوجود نشاط راداري والإنذار بوجود إطباق صاروخي فضلا عن منظومة حرب الكترونية موحدة. ورغم ذلك لم تتمكن من الصمود أمام الصاروخ الإيراني. الامر الذي يشير الى استخدام تقنية عالية في الرادار الباحث المستخدم في منظومة 3خرداد ولذلك لم تستسلم امام تجهيزات الحرب الالكترونية بالطائرة الأميركية.

ويحظى استخدام منظومة 3 خرداد على سفينة بحرية بالأهمية من عدة جهات. ولابد من الإشارة في البداية أن سفينة الشهيد سياوشي هي ذاتها السفينة التي كانت اعترضتها سفينة اميركية في الساعة 11 ليلا من يوم 6 نيسان/أبريل 2020، لدى عودة الأولى من مهمة في جنوب شرق جزيرة “فارسي” في الخليج الفارسي، وبعد مواجهتها لاقتدار القوة البحرية للحرس الثوري، توارت السفينة الأميركية عن المنطقة. وفي الساعة 6 من صباح اليوم التالي كررت سفينة أميركية أخرى نفس الأمر، وهذه المرة قام طاقم سفينة الشهيد سياوشي بتجاوز سفينة العدو بمهارة واحترافية. ولعل سفينة الشهيد سياوشي كانت تحمل منظومة 3 خرداد ولذلك لم يتمكن الجيش الأميركي من منع فضوله لمشاهدة هذا الحدث. وإثر ذلك قامت القوة البحرية للحرس الثوري بمحاصرة سفينة اميركية بتاريخ 15 نيسان/أبريل 2020، وقد لقيت صور انعكاسا لافتا في وسائل الإعلام.

إن توفير قابلية تنفيذ العمليات البحرية لدى منظومة 3 خرداد بحاجة الى مراعاة نقاط خاصة في المنظومة، وما عدا متطلبات أداء منظومة رادارية وصاروخية في بيئة البحر الصعبة حيث ترتفع الرطوبة، فإن أداء الرادار في رصد الأهداف في ظروف تلاعب الامواج بالسفينة بحاجة الى اصلاحات في برنامج المنظومة فضلا عن تحسين أداء القطع. وبينت عملية اطلاق الصاروخ من منظومة 3 خرداد المنصوبة على السفينة، ان هذه التغييرات في البرمجة والقطع اللازمة لكي لا يمنع تلاطم الأمواج إطلاق الصاروخ بشكل صحيح. وقد نفذ خبراء الحرس الثوري هذا الامر في تعتيم إعلامي خاص، وبادرت لنشر صور عن عن هذا الإنجاز الهام بعد أن اطمأنت عن صحته.

إن استخدام صواريخ الدفاع الجوي في منظومة 3 خرداد بمدى أكثر من 100 كلم على زوارق الحرس الثوري، يشكل عاملا خطيرا على الطائرات المسيرة للعدو، فضلا عن أنه يوجد منصة بحرية متحركة لهذه المنظمومة والقيمة لتطوير نطاق تنفيذ العمليات الى ابعد من السواحل.

وفي الحقيقة أنه اذا ابتعدت الزوارق البحرية الحاملة لمنظومة 3 خرداد في أغلب مناطق الخليج الفارسي، بنحو 80 الى 110 كيلومترات عن سواحل ايران، فإنها ستكون قابلة على الاشتباك مع اهداف في السواحل الجنوبية للخليج الفارسي.

وتعتبر إضافة قابلية الدفاع الجوي بصواريخ تصل الى ارتفاع متوسط وعال، من قبيل صواريخ صياد-2 وصياد3 وصواريخ منظومة 3 خرداد، حدثا هاما في المجال الدفاعي لإيران، سواء في الوقت الراهن لزيادة الردعية او خلال الاشتباكات العسكرية المحتملة لإيجاد قابلية تسديد ضربات الى الأسطول الجوي الأميركي.

/انتهى/

الرابط الاصلي للخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اضغط لمشاهدة المقال : الإنجاز الصاروخی الجدید.. لماذا اقترب الأمریکیون مرتین من سفینة الشهید سیاوشی؟- الأخبار ایران كاملا
بتوقيت بيروت أخبار لبنان و العالم.

from العالم الاسلامي – بتوقيت بيروت أخبار لبنان و العالم https://ift.tt/30X2ExH
via IFTTT