-->
قضية الفيول: ازمة سياسية وقضائية… والآن ديبلوماسية؟!

قضية الفيول: ازمة سياسية وقضائية… والآن ديبلوماسية؟!

hit counter script

في وقت يمر فيه لبنان بازمة اقتصادية ومالية حادة، ويحتاج الى مد يد العون، بدل ان تسارع حكومته الى ترميم العلاقات مع الدول الشقيقة… ها هي تعمل على مزيد من الشرخ ، وكانت آخر فصول هذا المسلسل توتر العلاقة مع دولة الجزائر على خلفية قضية الفيول التي فتحت لاهداف سياسية لكن على ما يبدو فانها ستنتهي الى ازمة ديبلوماسية.

القضية التي بدأت فيولا مغشوشا، تراجعت الى مٍسألة مواصفات وعدم تطابق نتائج الفحوصات المخبرية، ستترك بلا شك ذيولا على واقع الكهرباء في لبنان المتردي اساسا.

 

رسالة بلهجة قاسية!

فقد راسلت الشركة البترولية سوناطراك،  يوم السبت الفائت وزير الطاقة اللبناني، ريمون غجر، لإبلاغه بعدم الرغبة في تجديد عقد استيراد وقود “الفيول أويل” لصالح “مؤسسة كهرباء لبنان” والذي ينتهي في 31 كانون الأول 2020، (اي بعد ستة اشهر). وتمنّت الشركة في المراسلة، التوفيق للدولة اللبنانية في عقودها المستقبليّة.

وجاءت المراسلة بـ”لهجة قاسية” ردا على “فشل وزارة الطاقة اللبنانية في اتخاذ أي إجراء او إصدار أي بيان علنيّ للحفاظ على سمعة “سوناطراك”، التي تضرّرت كثيرًا جرّاء اتهامها بالفساد خصوصاً بعد الحملة الشرسة التي طاولتها وتناولت مصداقيتها وشفافيتها”.

 

والمعلوم أن “سوناطراك” شركة عامة، احتلّت المركز الثاني عشر في ترتيب شركات النفط في العالم في التقرير الدولي لأفضل 100 شركة نفطية لعام 2004 وفقاً لما أورده بيان صادر عن وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، كما تحتل المركز الأول في أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وثاني أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال والغاز النفطي المسال وثالث مصدر للغاز الطبيعي في العالم. كما ان Corporation Petroleum Sonatrach هي شركة مؤسسة في لندن ومملوكة من شركة سوناطراك العامة الجزائرية.

وكانت عملية شراء مادة الفيول محصورة بعلاقة تعاقدية دولية قائمة منذ عام 2005 ولغاية تاريخه بين الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الطاقة والمياه والدولة الجزائرية بواسطة شركة Corporation Petroleum Sonatrach ، وتُعتبر شركة سوناطراك وحدها المسؤولة تعاقدياً تجاه الدولة اللبنانية.

 

الامتعاض الجزائري

ويشرح مصدر متابع للقضية عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الامتعاض يتخطى الشركة ليصل الى الدولة الجزائرية، حيث نقل السفير الجزائري في بيروت عبد الكريم ركايبي الى وزير الطاقة ريمون غجر، خلال لقاء جمعهما مطلع الشهر الفائت، انتقاد بلاده لزج الشركة المشار اليها في سياسة المصالح اللبنانية.

واذ اكد المصدر اهمية استكمال التحقيق والوصول فيه الى الخواتيم المرجوة من اجل تحديد المسؤوليات، اشار الى ان قسما كبيرا من الذين اطلق العنان لمخيلته في توجيه الاتهامات لم يطلعوا مسبقا على العقد الموقع بين الجانبين، والذي لطالما التزمت بحرفيته سوناطراك، وان حصل تجاوز فيكون لصالح الدولة اللبنانية وعدم التوقف عن مدها بالفيول، بما يحول دون مزيد من التقنين الذي يعاني منه اللبنانيون.

وهنا، ذكّر المصدر، بما حصل في العام 2018، حين كانت ناقلة النفط متوقفة في المياه الاقليمية اللبنانية بانتظار فتح الاعتمادات اللازمة، وبما ان شبح العتمة كان على وشك ان يخيّم على لبنان، اتخذت الشركة الجزائرية وقت ذاك القرار بتفريخ الحمولة قبل فتح الاعتمادات.

 

تسريب لا يخدم!

وردا على سؤال، اشار المصدر الى ان مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت في 19 ايار الفائت كان قد اعطى صك براءة للشركة الجزائرية حين وافق على استمرار العقد معها، قائلا: كان يفترض ان تتلقف الوزارة المعنية الامر وتقوم هي بمراسلة الجزائر.

وفي سياق متصل، اشار المصدر الى ان تسريب معلومات من التحقيق اساء كثيرا الى القضية، لا سيما لجهة نتائج الفحوصات، حيث توقفت الناقلة البحرية asopos   لمدة شهر قبالة شاطئ كسروان تحت عنوان ان حملتها غير مطابقة للمواصفات ليتبين في ما بعد انها مطابقة ما يدل على عدم حرفية التعاطي مع هذا الملف، وما يدفع الى الشك  بنتائج فحوصات حمولة الناقلة Baltic .

على اي حال، هنا لا بد من انتظار مناقصة شفافة وواضحة، ومطلوب من الدولة  ووزارة الطاقة الاسراع في اتخاذ الاجراءات اللازمة، اذ اننا في لبنان نترك الامور حتى للحظة الاخيرة، لتسلق الامور او لتفصّل المناقصات على قياس بعض الشركات دون سواها تحت حجة الوقت الداهم والتلويح بالعتمة والانقطاع الدائم للتيار،  حيث سأل المصدر: من سيورد للبنان الفيول في ظل شح السيولة في العملات الاجنبية مما ادى الى الوضع الاقتصادي الذي نمر به، وصدقية الدولة التي تفقد يوميا… اضف الى ذلك انه لم يبق لنا صديقا يمكن ان نقرع بابه!

وختم المصدر محذرا من تداعيات سلبية اكان على مستوى الاستهلاك اليومي للمازوت ومد لبنان بالفيول لصالح الكهرباء!.

 

رانيا شخطورة – اخبار اليوم

 



الرابط الاصلي للخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اضغط لمشاهدة المقال : قضية الفيول: ازمة سياسية وقضائية… والآن ديبلوماسية؟! كاملا
بتوقيت بيروت أخبار لبنان و العالم.



from WordPress https://ift.tt/2XK8sZm
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "قضية الفيول: ازمة سياسية وقضائية… والآن ديبلوماسية؟!"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel