إنجازات حكومة دياب والعهد دونها استحضار ألغام لخلية الفشل..والسيد نصرالله يطلّ اليوم
الوكالة العربية للأخبار
إما أن تنجح حكومة الرئيس حسان دياب، أو أن يكون اللبنانيون على موعد جديد مع تجارب فاشلة، استيقظ أصحابها اليوم، بعد اقرار الخطة الإنقاذية في بعبدا، مطلقين على جري العادة، معارك استباقية، عناوينها كبيرة، لكن أهدافها صغيرة جدا، لا تتجاوز على الأرجح محاولة النفاذ من أي مسائلة محتملة عن تشنيع ارتكب في حق اللبنانيين على مدى ثلاثين عاماً… ولكن، “فشر”.
إفلاس
“فشر على رقبة” أي كان، أن يحرم اللبنانيين فرصة الخلاص، ويغرق بارتكاباته المتجددة، قارب النجاة الوحيد المتاح امام الناس للخروج من النفق، والى جانب التوجه الانقلابي، العُدّة جاهزة، وذرائع الإنقلاب بقالب “الوضع المعيشي” قائمة، اتخذوا من الأماكن الأكثر فقراً منطلقاً لشرارة أشبه بالمخطط الذي رُسِمَ لسوريا في مطلع الأحداث “المؤامرة”، مخطّط رُسمِ في “الغرف السوداء”، وانتظر ساعة الصفر، سبقه جولات ولقاءات لشخصيات سياسية مسؤولة بين واشنطن وباريس، مع لبنانيين وضعوا نصب أعينهم مهمّة “قتل لبنان وتدميره” عبر “الفوضى الخلاقة”، بدأت في الـ17 من تشرين الماضي، أسقطت في مهدها وسقط معها “الفاشلون”.
ورطة
سقط سعد الحريري وحكومته في “ورطة” غرف المؤامرة والمتآمرين، أخرجوه بعد أن أحرجوه في مطبات الفوضى، لكنهم انتظروا على قارعة الطريق، وعيد وضربٍ من الجنون السياسي، استخدم ضد لبنان، وكاد يصل اوضعه تحت الفصل السابع.
مخاض الثقة
شكلت حكومة حسان دياب بعد مخاضٍ عسير، ولدت الحكومة ونجا العهد من خبط عشواءٍ تآمري، ومجلس نيابي أنقذها بـ”ثقة”، وتحت عنوان “حكومة إلى العمل”، اتخذته لنفسها، لكن “الدبابير” في عشها تترعرع، وضع معيشي اجتماعي قضّ نفوس اللبنانيين ودولار أُفلِت من عقاله، وحبائل مصرف مركزي لا يتدخل، وحاكم يُجاهر “الليرة بخير”، ومليارات السياسيين المتآمرين طارت إلى خارج البلاد، بعد أن أنُهك لبنان بسبب سياساتٍ لثلاثين سنة خلت، ومديونية كادت تصل رقم يصح فيه شهادة “غينس”، ولا يزال نفس الطبقة السياسية تدافع عن هلاك وطنٍ وموت بطيئ لشعبٍ كافح وناضل، وحكومة حسان دياب حملت إرثاً وثقل السنوات الثلاثين العجاف، ورموز فسادٍ يلازمون فسادهم مدافعين عن فشلهم ويلقون بتبعاته على حكومة أرادت استرداد حق لبنان ومواطنيه.
إنجاز
ومن ركام مهلة المئة يوم المصابة بالكورونا، واهتزاز الشارع خرجت الحكومة بخطة اقتصادية عدها رئيسا الجمهورية والحكومة “إنجازاً للتاريخ”، وإن كانت فرحتها متكئة على “صندوق نقد دولي”، سيتوجه إليه لبنان ضمن مفاوضات سوف تحتاج من ستة الى تسعة أشهر قبل أن تتم الولادة القيصرية، احتفت الحكومة بالتلقيح الصناعي من الخارج وأقرت برنامج عمل تركت دولاره بلا تحرير رسمي، وإن كانت الخطة قد لحظت لدى توزيعها سعر ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة تقديرياً.
إصرار
والرئيس حسان دياب الذي أطل بما أنجزته حكومته، تعمد تجاهل الرد على كل ما سبقه وأحاط به من هجوم سياسي، ولم يُسدّد في ملعب حاكم مصرف لبنان، ولم يواجه نادي رؤساء الحكومات السابقين، الذين أنهكوا لبنان واللبنانيين طوال فترة حكمهم، لكنه تطلع إلى أيام الحساب غداً، وأعلن أن استعادة الأموال المنهوبة ستحظى بحيز مهم من عمل الحكومة للتعويض على اللبنانين الجريمة التي ارتكبت في حقهم، وباصرار دياب على إطلاقه الحرب ضد الفاسدين وإعلانه أن الفساد كان دولة داخل الدولة ولا تزال له مؤسساته، فإن هذا المسعى وحده كان كفيلا استخراج “العفاريت الزرق” من باطن الرئيس سعد الحريري الذي جاهد وغالب نفسه واضطر طوعاً لأوامر مشغليه الى الاجتماع بالرؤساء صانعي التركة الثقيلة ميقاتي والسنيورة وسلام مرتين متتاليتين في أقل من ثلاثة أيام، مبقياً الحريري جنبلاط في المنتصف متخوفاً من عدم الضمانة”، وجنبلاط الذي بشّر بـ”قيادته لرأس حربةٍ في وجه العهد وحكومة دياب”.
رجل دولة
وبينما كان دياب يتحدث بلغة رجال الدولة والكلام الوازن والمرقوم والمستند الى خطة، ذهب الحريري الى اعتماد كلام من فوق السطوح متوجها الى رئيس التيار الوطني الحر بالقول: “خلص اذا طالعين الاحكام مننزل عالضريح مناخد الشهيد الحريري ورفاقه ونمر على جبران تويني ونصعد مباشرة الى رومية ومنسلم البلد لجبران باسيل.. بس فشر على رقبته يحبس العالم”.
توجّس الحريري
وبهذا الرسم السياسي فإن الحريري الذي ضهر على وجهه القلق من المحاسبة، لكن مم يتوجس زعيم المتسقبل إذا كانت حكومته لم ترتكب المعاصي؟ لماذا يلجأ الى الاحتماء بنادي الرؤساء السابقين لإعلاء الصوت وقرع الطبول على البلد ونظامه الاقتصادي الحر، وعلى الطائف والانقلاب وانهيار لبنان وغيرها من العبارات ذات التهويل، فإن كنت على حق لن يسجنك أحد لا بل إن الفريق الذي تشكوه اليوم هو نفسه من حررك من سجنك في السعودية عندما عانيت أسوأ المراحل، وباعتقالك اعتبر لبنان أن موقع رئاسة الحكومة قد اهتز أيضا فحارب من أجل استردادك على أمل أن “تبق البحصة” يوماً ما ولم تفعل لتاريخه.
استحضار الخوف
ولماذا استحضار الارواح من الان والاجتماع بـ”الاربعة” وتكبيد اللبنانيين عناء الاستماع الى اعلان بيت الوسط بصوت السنيورة الذي ألقى قنابل المولوتوف السياسية على الحكومة، وتلا بيانا مدته الزمنية كان أطول من الاجتماع نفسه، متخوفاً ومستأثراً وضربٍ وعزلةٍ وخطرٍ وغيرها من المصطلحات الباعثة على تحسّس الرقاب؟، والبلاد يئست من هذا اللعب الطائفي والخوف على الوطن لم يعد مسيجاً بمذهب ولا بملة وعصبيات، فلا تستحضروا أيّار بمفعولٍ رجعي، وفشلٍ لمستحضرينه في ذكرى فشلٍ متراكم لفشل سياساتكم العوجاء.
أزمة عميقة
من “اليوم التاريخي للبنان” إلى “مبروك للبنان”، فالرئيس عون خاطب اللبنانيين “اليوم هو يوم تاريخي للبنان..”، والرئيس دياب اللبنانيين “بارك للبنان، الدولة لديها خريطة طريق لإخراجه من أزمته المالية العميقة..”، الخطة هذه سيحملها لبنان إلى صندوق النقد الدولي ليطلب القروض على اساسها، لتمرير المرحلة الإقتصادية الصعبة التي قد تكون بين ثلاث سنوات وخمس سنوات.
صندوق الإفلاس
وللتذكير أن “صندوق النقد الدولي” ما دخل بلداً إلاّ وخرّبه، وأمام حمل لبنان إلى ذاك الصندوق، فأبرز ما في الخطة انها تشير إلى واقع الليرة، والمؤكد أنه لن يكون هناك تثبيت لسعر صرف الليرة مثلما هو الواقع اليوم على 1500 ليرة للدولار، لكن تعديل سعر الصرف مستقبلا يتوقف على البدء بتنفيذ الخطة، وتحسن الوضع المالي والإقتصادي، والتواصل مع صندوق النقد الدولي، واعتماد سعر مرن للصرف، بعد أن يكون التفاوض مع صندوق النقد قد بدأ يعطي ثماره لجهة ضخ اموال في البلد، فصندوق النقد الدولي يشترط تحرير سعر صرف الليرة.
خلوة
وعلى مرمى حجر من السرايا، كانت خلوة رؤساء الحكومات السابقون في بيت الوسط تعلن موقفا عالي السقف، لكن خرقاً سجّله الرئيس السابق سعد الحريري فـ”هاجم” الرئيس حسان دياب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قائلاً: “الاستهداف السياسي مكمل، وإذا الامور هكذا فنسلم الأمور لجبران باسيل، ولكن فشر على رقبتو”، وسأل: “أين هي صلاحيات رئيس الحكومة؟ إن أعمال جبران باسيل محمية من حزب الله، وحزب الله هو في النهاية يتحمل المسؤولية، فهو الذي يحمي باسيل”.
انتظار
وبين الخطة المالية للحكومة، وخطة المواجهة التي يضعها الرئيس الحريري لرئيس الحكومة، يبقى الوضع عالقا في انتظار ترجمة خطة الحكومة والكشف عن خطة الحريري، والشارع يستمر غلياناً لأنه يرى ان المعالجات لا تزال قاصرة عن ايجاد الحلول للأزمات التي تتوالد وتتكاثر بسرعة، أو على الأقل ما زالت على الورق بانتظار التحرك.
خارطة طريق
فهل صدفةٌ انه كلما خطت الحكومةُ خطوةً في مسارِ تصويبِ الانحرافِ الذي جعلَ البلادَ تلامسُ الخراب، صوَّبَ عليها المصابونَ بانهيارٍ سياسيٍ وعصبيٍ كلَّ انواعِ الحراب؟.
فالحكومةَ ماضيةٌ وباصرارٍ على استنقاذِ البلادِ من الانهيارِ كما أكد رئيسُها حسان دياب وهو يُعْلِنُ للبنانيينَ اقرارَ الحكومةِ لخطتِها الاصلاحيةِ بل لخارطةِ طريقٍ اقتصادية.
استثمار خاسر
أما للمستثمرين باوجاعِ الناسِ، وهو اشبه باستثمار الخاسرين، ردَّ عليهم الرئيسُ دياب انه لا يمكنُ لعاقلٍ أن يمسَ بوجعِ الناس، كما اِنه لا يمكنُ لايِ عاقلٍ ان يعتبرَ التخريبَ الذي تشهدُه البلادُ الا رسائلَ داخلية، فمعالجةِ الازمات ليست ظرفاً عابراً، بل مجموعةٌ أثقلت على البلدِ اَحمالَه وهمومَه، فوجدت الحكومةُ نفسَها تواجه فساداً هو عبارةٌ عن دولةٍ داخلَ الدولةِ وباتَ متجذراً في شرايينِها.
خطة التعاون
خطةٌ مبنيةٌ على التعاونِ والتكافلِ بينَ الدولةِ وابنائها المقيمين والمغتربين، فهل ستستطيعُ اختراقَ حقولِ الالغامِ اللبنانيةِ السياسيةِ والعصبيةِ والمناطقيةِ والانفعالية؟، وهل ستتمكنُ من التغلبِ على المخالبِ الخارجية؟.
فالطريقُ لن يكون سهلاً كما قالَ الرئيس دياب، وما على اللبنانيين سوى الركونِ الى تصميمِه وتفاؤلِه اللذينِ وعدَ بهما.
القرعاوي
عضو كتلة المستقبل النائب محمد القرعاوي رأى في تغريدةٍ على حسابه الشخصي على تويتر بمناسبة عيد العمال، “رغم تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وسط أزمة خانقة نعيشها على جميع المستويات أسمى تحية إلى العمال في عيدهم، هذه الفئة الكادحة المؤمنة ببذل الجهد والعرق في سبيل لقمة شريفة ومن أجل التغيير نحو دولة مدنية تعتمد على العدل والمساواة بعيدا عن المذهبية وكل عام وأنتم بخير”.
السيد نصرالله
وأمام تلك المطبات والألغام السياسية الممجوجة بأحقادٍ دفينة وإفلاس سياسي، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، وفي طلّته مكاشفةً لمجريات الأحداث وتسلسلها ووضع النصاب في مكانه الصحيح، وتبياناً للحقيقة بأبجدية الحقيقة المفصلية.
مقال منشور عبر الوكالة العربية للأخبار على الرابط التالي:
إنجازات حكومة دياب والعهد دونها استحضار ألغام لخلية الفشل..والسيد نصرالله يطلّ اليوم
الرابط الاصلي للخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from WordPress https://ift.tt/2VSEa5V
0 تعليق على موضوع "إنجازات حكومة دياب والعهد دونها استحضار ألغام لخلية الفشل..والسيد نصرالله يطلّ اليوم"
إرسال تعليق