لا قيامة للبنان… إلاّ إذا!
وفي عودة إلى ما قبل أزمة الـ”كورونا” لا بدّ من التذكير بأن فرنسا هي الوحيدة من بين سائر الدول، التي أبدت إهتمامًا بوضع لبنان، فيما رأينا دولًا أخرى، من عربية وأوروبية، تسير في الفلك الأميركي، نأت بنفسها عن تقديم المساعدة، وذلك بحجة أن الحكومة الحالية هي حكومة “حزب الله”، الذي لم يرَ حرجًا في تبني هذه “التهمة”، وأعتبر من على رأس السطح بأن حكومة حسّان دياب هي حكومته بإمتياز، وأن من سيواجهها سيضع نفسه في مواجهة مباشرة مع حارة حريك، التي تضع كل ثقلها من أجل أن تبقى هذه الحكومة واقفة على أرجلها، شاء من شاء وأبى من أبى.
وعليه، فإن معركة كسرالعظم بين الولايات المتحدة الأميركية و”حزب الله”، بالسياسة والإقتصاد من خلال ما تفرضه واشنطن من عقوبات على الحزب، لن توقفها أزمة الـ”كورونا”، التي تجتاح العالم بإسره، بل هي مستمرة ولو بأشكال متعددّة، سواء بالضغط على الدول العربية أو الدول الأوروبية لمنعها من تقديم المساعدة للبنان، إعتقادًا من واشنطن بأن ضغطها على الحكومة اللبنانية سيزيد من نقمة من هم في الأساس ضد الحكومة وضد “حزب الله”. ويتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة القريبة تصاعدًا في لهجة الأحزاب المعارضة ضد ما تعتزم الحكومة من إتخاذه من إجراءات إقتصادية ستتضمنها الورقة الإقتصادية، التي ستنكب الحكومة على تسريع دراستها تمهيدًا لإصدارها.
وفي رأي بعض المصادر في 8 آذار أنه لولا العيب والحياء، ولولا جائحة الـ”كورونا”، ولولا الجهود التي يبذلها بعض الوزراء، وعلى رأسهم وزير الصحة، لكانت أحزاب المعارضة قد شنّت أكثر من هجوم على الحكومة، وأعتبرت أن تصريح الرئيس الحريري يصب في هذا الإتجاه، وهو مؤشر لبدء حملة مضادة ضد هذه الحكومة.
من هنا يُتوقع أن تكون درب جلجلة اللبنانيين مع حكومتهم طويلة وأن القيامة الموعودة لن يفيض نورها قريبًا.
المصدر:
خاص “لبنان 24”
الرابط الاصلي للخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from WordPress https://ift.tt/2xn5SOs
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "لا قيامة للبنان… إلاّ إذا!"
إرسال تعليق