
طرق لمساعدة شخص في حالة قلق (2)
لقراءة الجزء الأول من طرق مساعدة شخص في حالة قلق
مساعدة شخصٍ ما يعاني من القلق على تهدئة تفكيره
ستكون شخصاً داعماً ومفيداً أكثر إذا ثقفت نفسك بنماذج القلق المعرفي السلوكي الأمر الذي يمكنك القيام بها من خلال قراءة أو حضور جلسة علاج مع من تحب، ولكن بدلاً من ذلك يمكنك أن تحاول استعمال بعض التقنيات التي قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من القلق؛ عادة يوجد لدى الأشخاص القلقين تحيز طبيعي نحو التفكير في السيناريوهات الأسوأ لحالاتهم وبهدف مساعدتهم في الحصول على بعض وجهات النظر حول هذا الموضوع يمكنك استخدام تقنية العلاج المعرفي حيث تطلب منهم التفكير في ثلاثة أسئلة:
- ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟
- ما هو أفضل ما يمكن أن يحدث؟
- ما هو الأكثر واقعية أو الأكثر احتمالاً؟
لذلك إذا كان أحبائك قلقين من أنه كان يفترض بهم أن يتلقوا اتصالاً من آبائهم قبل ساعات ولكنهم لم يفعلوا ذلك، فيمكنك اقتراح أنهم يلجئون إلى التفسيرات الأسوأ أو الأفضل أو الأكثر احتمالا لعدم اتصال أهلهم.
احرص على عدم طمأنة أحبائك بشكل كلي بأن مخاوفهم لن تحدث ومن المفيد التأكيد على قدرتهم على التكيف والتعامل معها على سبيل المثال، إذا كانوا قلقين بشأن تعرضهم لنوبة الذعر على متن طائرة فيمكنك أن تقول “سيكون هذا الأمر مزعجاً ومخيفاً جداً لكنك ستتعامل معه”. وإذا كان الشخص المقرب منك يشعر بالقلق لأن شخص آخر غاضبٌ منه أو يشعر بالخيبة بسبب الشخص المقرب منك عندها سيكون من المفيد غالباً تذكيره بأنه يستطيع أن يختار أفعاله الخاصة به وبأنه ليس قادراً على التحكم بشكل كامل في استجابات الآخرين.
قدم الدعم للشخص القلق لكن لا تتولى إنجاز مهمته بدلاً منه
يعتبر “الاجتناب” سمة أساسية للقلق لذلك قد نشعر أحياناً بأننا مضطرين “للمساعدة” عن طريق القيام بأشياء يطلبها أحبائنا المحبطين وعن غير قصد نقوم بتعزيز ميلهم إلى تجنب الناس فعلى سبيل المثال إذا وجد زميلك القلق في الغرفة أن إجراء مكالمات هاتفية مرهق بشكل كبير وأنت بدورك تتوقف عن القيام بذلك من أجله فإنهم لن يحاولوا أبداً تخطي هذا التجنب للمكالمات لديه.
من المبادئ العامة الجيدة التي يجب وضعها في الاعتبار أن الدعم يعني مساعدة شخص ما لكي يستطيع مساعدة نفسه وليس القيام ببعض الأشياء من أجله وذلك يتضمن فعلياً التوقف عن فعل أي شيء بنفسك؛ على سبيل المثال يمكن أن تقدم على حضور جلسة العلاج الأولى مع أحبائك إذا قاموا بتعيين موعد لأجلها أو إذا لم يكونوا متأكدين من كيفية اختيار معالج فيمكنك التفكير في طرق للقيام بذلك ولكن دعهم يختارون.
قد يكون هناك استثناء عندما يترافق قلق شخصٍ ما مع الاكتئاب الحاد؛ فقد لا يستطيع إخراج نفسه من الفراش وعندها قد يكون منغلقاً جداً لدرجة أنه سيحتاج مؤقتاً إلى أشخاص للقيام بكل ما يلزم لمساعدته على البقاء على قيد الحياة.
أحياناً يعاني الأشخاص المقربون من اضطراب القلق لدرجة أنهم يكونون في حالة البقاء الكلي أيضاً ويحتاجون إلى مزيد من المساعدة العملية لإنجاز الأمور؛ ومع ذلك يفضل في الظروف الأقل تطرفاً تقديم الدعم دون القيام بأعمالهم عنهم أو المبالغة في إعادة طمأنتهم.
إذا كان شخص ما يعاني من مشكلة قلق أكثر خطورة؛ تجنب توصيفه
ما الذي يمكننا فعله للأشخاص الذين يعانون من مشاكل أكثر خطورة؟ قد يخشى الأشخاص الذين يعانون من أشياء مثل اضطرابات الهلع والاكتئاب الممزوج بالقلق والإجهاد اللاحق للصدمة أو التفكير الهوسي (بما في ذلك الأفكار المتعلقة باضطرابات الأكل) من أن يصبحوا مجانين بالفعل؛ وقد تشعر بأن مساعدتهم أمرٌ يفوق قدرتك.
لا يزال بإمكانك أن تكون داعماً في نواح كثيرة؛ عندما يعاني شخص ما من قلقٍ كبير فمن المفيد له أن تطمئنه بأن تقديرك العام له لم يتغير وأنه لم يتغير بنظرك؛ فهو ما زال نفس الشخص؛ إنه فقط يعاني من مشكلة مؤقتة أصبحت خارج نطاق السيطرة؛ فهو لم يتم كسره وهو لم يتغير ويمكنك مساعدة هذا الشخص إلى أقصى حد ممكن من أجل البقاء على تواصل مع الجوانب الإيجابية لهويته وذلك من خلال المشاركة في اهتماماته وهواياته وكذلك تشجيعه عليها.
لا يهتم الأفراد الذين يعانون من مشاكل القلق المزمن بالتغيير في بعض الأحيان فعلى سبيل المثال قد تكون صديقاً لشخص يعاني من رهاب الخلاءAgoraphobia أو اضطراب في الأكل لكن حالته طويلة الأمد ومستقرة؛ في هذه الحالة يمكنك أن تكون متقبلاً لذلك الشخص حتى لا يشعر بالعزلة، والإستراتيجية الأفضل هنا وهي مسألة أمر واقع حول هؤلاء الأشخاص هي تحديد حدودهم دون أن تشعرهم بالخجل أو تصر عليهم لكي يصبحوا “طبيعيين”.
اعتنِ بنفسك أيضاً
تدرك بأن هدفك هو تقديم المساعدة وليس علاج الشخص أو تخليصه من قلقه؛ إن تحمل الكثير من المسؤولية هو في الواقع أحد أعراض القلق لذا تأكد من عدم وقوعك أنت ذاتك في هذا الفخ.
وضع في اعتبارك أن دعمك لا يحتاج إلى التركيز بشكل مباشر على القلق فعلى سبيل المثال تعتبر ممارسة التمارين الرياضية أمراً مفيداً للغاية للتعامل مع القلق؛ لذلك ربما يمكنك ببساطة أن تعرض على الشخص المصاب بالقلق بأن تذهبا للمشي أو لكي تحضرا فصلاً لليوغا معاً. من الجيد أيضاً وضع بعض القيود على دعمك الذي تقدمه، إذ أنه من المرجح أن تكون محادثة مدتها 20 دقيقة لإزالة التوتر أثناء المشي مفيدة (وأقل إرهاقاً) من مناقشة ماراثونية تستمر لمدة ساعتين.
ليس أمراً سهلاً دائماً مساعدة أي شخص يعاني من القلق وقد تشعر بأنك ترتكب خطأً؛ ولكن إذا عندما تقوم بتذكير نفسك بأنك أنت والشخص المقرب منك تبذلان قصارى جهدكما فقد يساعدكما ذلك في الحفاظ على الأمور في نصابها الصحيح، من المهم أن تبقى متعاطفاً حنوناً وكما يقول المثل أن تضع قناع الأكسجين الخاص بك أولاً؛ بهذه الطريقة سيكون لديك مجال أفضل للتفكير والرؤية الأوضح لمعرفة ما يجري مع الأشخاص المصابين بالقلق ممن تحبهم وستعلم كيف يمكنك أن تكون عوناً حقيقياً لهم.
الرابط الاصلي للخبر ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from WordPress https://ift.tt/2QrU4AZ
0 تعليق على موضوع "طرق لمساعدة شخص في حالة قلق (2)"
إرسال تعليق