-->
أغنية حسن شاكوش تتجاوز ثوابت المجتمع المصري وعصابات تستولي على أموال من المواطنين بالملايين

أغنية حسن شاكوش تتجاوز ثوابت المجتمع المصري وعصابات تستولي على أموال من المواطنين بالملايين

أغنية حسن شاكوش تتجاوز ثوابت المجتمع المصري وعصابات تستولي على أموال من المواطنين بالملايين

القاهرة ـ «القدس العربي»: كانت الموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 17 فبراير/شباط عن تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي جنازة المرحوم الفريق أحمد عبد الرحمن قائد سلاح الطيران الأسبق، كما تقضي التقاليد العسكرية. وأبرزت الصحف تصريحات وزير الخارجية سامح شكري أمام اللجنة الوزارية الدولية المنبثقة عن مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، وأكد على ضرورة إخراج الجماعات المسلحة، وعدم السماح لها بحضور المؤتمر المقبل في جنيف، في السادس والعشرين من الشهر الحالي، وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي، الذي يترأسه فايز السراج، بحيث يضم كل القوى.

وأفردت الصحف حيزا واسعا للزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى مدينة بنها لافتتاح المنطقة الاستثمارية، ثم قام بجولة تفقدية في ميدان التحرير للاطلاع على الأعمال المستمرة لتحويله إلى متحف تاريخي، وكذلك بدء وزارة الصحة حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، وللتذكرة فإن هذا المرض اختفى من مصر، وللأمانة الفضل في بداية الحملة يعود للسيدة سوزان حرم الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستمرت بعدها.

غياب الطلبة من المدارس رفع دخول المقاهي 200٪… «كسارة الجمجمة» ترسِّخ السلوك العدواني لدى الأطفال

وأبرزت الصحف بيان النائب العام المستشار حمادة الصاوي عن استمرار التحقيقات مع المواطن المصري الإيطالي الصيدلي باتريك جورج ميشيل زكي سليمان، بتهمة ترويج إشاعات كاذبة تضر بالأمن القومي المصري، وأن هذه التحقيقات تجري معه باعتباره مواطنا مصريا. أما الاهتمام الأكبر فكان لفوز الزمالك بطولة كأس السوبر الافريقي، ومباراة السوبر بين الأهلي والزمالك في أبو ظبي يوم الخميس المقبل. والاهتمام بأغنية حسن شاكوش. وكانت المقالات عن تجديد الفكر الديني وتراجع دعاة سلفيين عن مواقفهم السابقة ومشكلة المطرب حسن شاكوش وقضايا أخرى متنوعة. وإلى ما عندنا..

أمة في خطر

«أمة في خطر» عنوان لتقرير صدر عن حال التعليم في الولايات المتحدة في بداية ثمانينيات القرن الماضي، استعاره الدكتور الهلالي الشربيني الهلالي في «الوطن» عنوانا لمقاله ليعبر عن بعض ذكرياته التي تتعلق ببعض ما آل إليه حال التعليم قبل الجامعي في مصر يقول: «عندما شُرّفت بتولي حقيبة وزارة التربية والتعليم في عام 2015؛ حيث رأيت في ذلك التوقيت بعد دراسة مستفيضة مع خبراء التربية من الجامعات ومراكز البحوث التربوية، أن حال التعليم قبل الجامعي، لا يمكن البدء في إصلاحه إلا بعودة المعلم والمتعلم إلى المدرسة، ثم الحديث بعد ذلك عن باقي عناصر الإصلاح، من إعداد معلمين وقيادات إدارية، وتطوير مناهج وبرامج، وإعادة الأنشطة، وتوظيف للتكنولوجيا في التعليم والتدريب والامتحانات والتقويم، وغير ذلك، ومن ثم أصدرت قرارا بتخصيص 7 درجات لحضور الطالب و3 درجات على انضباطه السلوكي، في ظل قواعد قانونية وإلكترونية محكمة، تضمن حقوق الطلاب، وعدم التلاعب في كشوف الحضور والغياب، وتم تطبيق القرار لمدة خمسة وأربعين يوما، وجاء بنتائج مبهرة؛ حيث تحقّق الحضور في الصف الثالث الثانوي بنسبة وصلت إلى 94٪ في محافظتي القاهرة والجيزة و98٪ في باقي المحافظات. والحقيقة أنني لست في هذا المقال بصدد الحديث عن هذه التجربة، أو تقييمها وذكر محاسنها. وفي أثناء فترة تطبيق هذا القرار، تظاهر بعض الطلاب والمعلمين، وأولياء الأمور، وأصحاب مراكز الدروس الخصوصية، وجاءت مجموعة محدودة يُفترض أنها منهم أمام بوابة ديوان عام الوزارة، وتصادف قدوم أحد أساتذة الجامعة للمشاركة في إحدى اللجان في مكتبي، ومرّ من وسط هؤلاء المتظاهرين ودخل الوزارة، وعندما وصل إلى مكتبي همس في أذنى، وقال: «لاحظت بين المتظاهرين أمام باب الوزارة أناسا مناظرهم لا تنم أبدا عن كونهم معلمين، أو أولياء أمور أناسا لهم شكل مختلف»، ومن ثم أصدرت تعليماتي لمسؤول الأمن بالديوان باستطلاع الأمر والإفادة، وجاءني ما لم أكن أبدا أتوقعه؛ حيث اتضح أن معظم هؤلاء المتظاهرين من عمال المقاهي وأصحابها. وعندما سألناهم: لماذا تتظاهرون ضد إعادة الطلاب إلى المدارس؟ هل أنتم معلمون؟ هل أنتم أولياء أمور؟ هل لكم علاقة بوزارة التربية والتعليم من أي نوع؟ أجابوا عن كل الأسئلة بالنفى، وأفادوا بأن سبب تظاهرهم يعود إلى أن غياب الطلبة من المدارس قد رفع دخول المقاهي إلى ما يقارب 200٪ لأنها أصبحت تعمل 24 ساعة بدلا من ست أو سبع ساعات يوميا، وأن عودتهم للمدارس معناها أن العمل في المقاهي لن يبدأ فعليا إلا بعد الثالثة عصرا، وسينتهي في الحادية عشرة مساء، ما سيُسبب لهم خسارة مادية كبيرة، لذلك جاءوا يتظاهرون رفضا للقرار، وفي ظل هذا الوضع المعكوس، وما أفرزه من مخرجات، لم أتعجب أبدا عندما قرأت على مواقع التواصل أن رئيس مجلس مدينة اكتشف مقهى معظم نزلائه من طلاب المدارس الإعدادية، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 – 15 سنة، تركوا مدارسهم وذهبوا ليشربوا الشيشة، ولا عندما قرأت عن طالب جامعي تجرّأ ودخن سيجارة داخل المدرج أثناء محاضرة كان يلقيها عميد كليته، التي يُفترض أنها تعلم القانون واحترام الآداب العامة، ولا أيضا عندما علمت أن تلميذة تطاولت على أستاذها داخل مدرج الدرس في الجامعة، قائلة له «والله لأوريك»، ولا حتى أخيرا عندما حاول طالب جامعي غشّاش قتل أستاذه بمسدس وجركن بنزين؛ فهؤلاء جميعا يمثلون نواتج طبيعية لنظام التعليم قبل الجامعي، الذي بأنفسنا صنعناه. يا أحبائي في وزارة التربية والتعليم وغيرها، نحن بهذا الشكل أصبحنا أمة في خطر، والحل هو عودة العملية التعليمية إلى المدارس، مثلما هو موجود في كل بلاد الدنيا؛ ولا بد أن نكف عن المكابرة ونُقِر بأن حال التعليم لن ينصلح إلا بعد عودة الطلاب والمعلمين إلى مدارسهم، وممارسة عملية تعليمية حقيقية، ويمكن بعد ذلك أن نطور أو نحسّن فيها، سواء بالبوكليت أو بالتابلت أو بغيرهما».

كاريكاتير

وإلى أبرز ردود الأفعال على حفل عيد الحب في استاد القاهرة الذي أحياه المطرب الشعبي شاكوش، وحالة الدهشة والاستياء مما حدث، ومما وصل إليه حال الأغنية في مصر، لدرجة أن الرسام أحمد دياب في «روز اليوسف» أخبرنا أنه شاهد شاكوشا يحطم العود، ومعها إعلان يقول «حاليا في الأسواق الأغنية المصرية».

أغنية بنت الجيران

وطبعا أدى هذا إلى أن يتحرك نقيب الموسيقيين هاني شاكر ونشرت «الشروق» خبرا قالت فيه: «أثارت إذاعة أغنية بنت الجيران، التي أداها حسن شاكوش وعمر كمال، خلال حفل عيد الحب في استاد القاهرة الجمعة الماضية على شاشة التلفزيون، موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن كلماتها تشمل عبارة أشرب خمور وحشيش، وهي العبارة التي يري الكثيرون أنها يجب أن لا تدخل البيوت عبر شاشة التلفزيون، خوفا على الأطفال. وتفاعل الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية مع حملة الهجوم على الأغنية، مؤكدا انه لا يقبل ما حدث اخيرا من تجاوز في الألفاظ، في حفل أقيم في استاد القاهرة من حسن شاكوش والتعدي بكلمات تخالف ثوابت المجتمع المصري، مشيرا إلى أن مجلس النقابة سوف يعيد النظر في كل تصاريح الغناء أو عضوية النقابة في ضوء المعايير والقيم التي يقبلها المجتمع».

ظواهر محزنة

النخبة المجتمعية في مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحف حزينة للغاية، ومندهشة كما يقول حسين منصور في مقاله في «الوفد»، أن تحتل أغنية شاكوش المركز الثاني، أو الأول في موقع ساوند كلاود. وهذه النخبة نفسها هي التي اعتادت أن تسمع نفسها، بدون أن تلتفت حولها لحجم المتغيرات الواسعة التي تعصف بالبنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع، وتمارس الرصد السريع للظواهر المدهشة، وتستمر في التعبير عن رؤيتها المعتادة، بدون توقف وكأن شيئا لم يكن. حجم التغيرات المجتمعية التي عصفت بالعاصمة القاهرة، كنموذج قياسي بالغ الأهمية، للتعبير عن معاني التغير المستمر والمتوالي والمنفجر، مرتبط بلا شك بحجم الانفجار السكاني المستمر، وتشبع المدينة بأعداد سكانية مهولة، مما كان له اثره في احتلال المقابر للسكنى، ثم في التمدد العشوائي جنوبا وشرقا وغربا في بولاق الدكرور وإسطبل عنتر والبساتين وعين شمس والزاوية الحمراء ومنشية ناصر، وغيرها من عشوائيات تشكل أكثر من 60٪ من حجم العاصمة. وتفاعل الحكومة مع حجم الانفجار السكاني بعد تجاهل مستمر، لينعكس في خلق محاور مرورية فحسب، لإمكانية ومواجهة وتعبئة التحرك والتنقل للبشر كمسؤولين أو كمواطنين، فتمددت من الاوستراد إلى الطريق الدائري الأول، إلى الطريق الدائري الثاني. ويصحو الناس فيرون مجتمعات عشوائية جديدة حول مسار الدائري الأول في القاهرة الكبرى، بمحافظاته الثلاث، في انفجار معماري بالغ القبح وعشوائية طرق وممرات لا تسمح بإقامة مجتمعات صحية، تواجه الكوارث الطارئة من حوادث تحتاج إلى خدمات الإسعافات والمطافئ، وسرعة المواجهة ليغرق الجميع في مجتمع بدائي يفتقر لآليات التواصل والخدمة والنمو، وإمكانية الإنقاذ المادي أو الاجتماعي، مما تحتاجه المجتمعات والناس. حدث هذا عبر الستة عقود الماضية، في تسارع بالغ وانهيار مستمر، وعزلة وانفصال كامل بين المجتمع المتجدد دوما، ونخبه باختلاف توصيفاتها، سواء حكومية أو سياسية أو ثقافية أو اجتماعية. في هذا الزحام المتدفق تكونت تشكيلات اقتصادية مختلفة عرفت طريقها في التفاعل مع الواقع المتجدد، واستثماره بآلياته من فساد وارتشاء متبادل، ومواصفات تقنية وآمنة مفتقدة في جهل وطمع وتسارع لرغبات الحيازة وامتلاك الثروة بعيدا عن أي خطط نمو أو استثمار أو تشغيل منتج، يشارك ويصنع فيه المجتمع ككل آليات وطرق تقدمه، في ظل استغفال وتخلٍ حكومي للأعباء الواجبة عليها، من ملاحقة حجم النمو والانفجار السكاني ومواجهته بخطط متجددة ومبتكرة، في التعليم واحتياجات السوق وفرص العمل، وتحديث المجتمع، عبر تحديث واقعه المادي من احتياجاته السكنية، وشبكات المياه والصرف والمواصلات، واحتياجاته الثقافية والتعليمية، عبر إعلام منفتح متابع، في حركة سريعة دؤوبة مستمرة. حجم الأعباء الواجبة من متابعة وتواصل في ظل فيضان مستمر من التفاعلات الحياتية، خلقت خرائط اجتماعية متتالية للمصريين، لم تحظ إطلاقا باهتمام ووعي المهتمين بتطور الوطن وأحواله، ما أوجد عزله ثقافية واغتراب خطاب ولغة بين المهتمين بالشأن العام وجمهور الناس العاديين، الذين يمارسون حياتهم اليومية باحثين عن منافذ وحلول واقعية لها، أوجدت روحا وتواصلا اجتماعيا، لم تتلمسه وتلحظه نخب المهتمين بالشأن العام، فتصحو منزعجة تارة على «كتكوت الأمير» و«مدرسة المشاغبين» وأحمد عدوية وأخرى على مشايخ الخليج وإعلامهم وفضائياتهم وكاسيت الميكروباص المتنقل بين كل وأقصى نقاط الوطن. والآن على المهرجانات وبيكا وشاكوش واستعراضات رمضان البذيئة. أما الأجهزة التنفيذية والحكومة والنخبة الحاكمة عبر تشكيلاتها السياسية المختلفة، فقد غرقت في فرض قبضتها الحديدية ومراقبة خصومها السياسيين، وممارسة الاستغفال والتجاهل للأعباء التنفيذية المتجددة الواجبة عليها، وغرقت في خدمة صالح المحاسيب، وأصحاب الحظوة والحظ من مسؤولين وأسرهم وأتباعهم، ليجنوا كل الثمار، فغير مفهوم في الحقيقة الحديث انزعاجا أو استنكارا، عن ظواهر شاكوش أو رمضان فهذا هو نتاج تطور مجتمعنا، والنتيجة التراكمية لأحوالنا، وغدا سوف تجد تفاعلات أخرى في تراكم جديد لنندهش ونصرخ كيف ومتى ولماذا؟».

اللغز

مجدي سرحان في «الوفد»: ما قلناه سابقا حول اعتقادنا بأن هناك تهويلا إعلاميا مبالغا فيه بشأن فيروس الكورونا، وتصويره على غير الحقيقة، وكأنه وباء عالمي خطير.. أكدته بالأمس الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، قالت الوزيرة في تصريحات صحافية أن نسبة الشفاء من فيروس كورونا المستجد، وصلت إلى 98٪، وإن 82٪ من حاملي الفيروس يستطيعون التغلب عليه، من خلال المناعة القوية للشخص. كما أن مضاعفات الإصابة بالفيروس لا تأتي في الأغلب إلا بين كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة. وزيرة الصحة أضافت لنا معلومة جديدة أيضا وهي تعلن أن الشخص الأجنبي المصاب بالفيروس، الذي تم اكتشافه في مصر غير معد ، لأنه حامل للفيروس، لكن لا تظهر عليه أعراض الإصابة التي تنقل العدوى (الرشح والسعال والحرارة).. ومعنى كل تلك التصريحات أن نتوقف عن الحديث عن «كورونا» باعتباره وباء عالميا قاتلا. لكن يثير انتباهنا واستغرابنا أن الوزيرة لم تقل هذا الكلام، إلا الآن بعد الكشف عن حالة الإصابة التي يُفترض أنها الوحيدة حتى الآن في مصر.. ولم تقله من قبل عندما رأيناها تستنفر جهود العاملين بالقطاع الطبي، وتنفخ نفير الطوارئ استعدادا لمواجهة الخطر المقبل، ويثير استغرابنا أيضا أن تأتي هذه التصريحات من الوزيرة، بعدما تبين إصرار على عدم كشف الحقائق الكاملة حول هذا «المريض الأجنبي غير المعدي».. فما زلنا لا نعلم إلا ما كشفه بيان الوزارة الغامض.. الذي لم يجب عن أسئلتنا المنطقية: كيف تم الاشتباه في هذا الشخص، إن لم تكن ظهرت عليه أعراض الإصابة؟ ولماذا لم يحدد البيان هويته وجنسيته؟ وحتى عندما ظهرت وزيرة الصحة في لقاء مع الإعلامي عمرو أديب.. اكتفت بالتأكيد على أن الشخص المصاب لا علاقة له بمدينة ووهان الصينية، التي تمثل بؤرة الفيروس.. لكنها أيضا تعمدت عدم تحديد جنسيته. ما هذه الألغاز؟ وبالمناسبة.. هناك معلومات يرددها أطباء في ما بينهم تقول، إن هناك فتاة صينية من «ووهان» دخلت مصر أثناء فترة الحضانة للفيروس، ولم تكن تعاني من أي أعراض.. ومرّت على الحجر الصحي.. بينما معدات تحليل الفيروس 2019-nCOv المعروف باسم كورونا، لم تكن موجودة في مصر أصلا حتى وقت قريب.. وأقامت هذه الفتاة في مصر وذهبت إلى عملها في أحد «المولات» الشهيرة في مدينة نصر.. ثم شعرت بالتعب فذهبت للإقامة لدى معارف لها صينيين أيضا في مدينة الرحاب، قبل أن تغادر القاهرة متوجهة إلى الصين.. وهناك أجروا لها التحليل عند وصولها فاكتشفوا إصابتها بالفيروس.. وقامت السلطات الصينية بإبلاغ مصر.. فقامت جهات الاختصاص المصرية بإجراء التحليل لزملاء الفتاة الصينية في العمل وعددهم 6 أشخاص، وكشف الفحص أن أحدهم يحمل الفيروس، وهو صيني أيضا.. وهذه هي الحالة التي تم الإعلان عنها رسميا في بيان الوزارة. كما تم إجراء الفحص لثمانية أشخاص ممن أقامت معهم الفتاة في الرحاب، لكن كانت النتائج سلبية.. والجميع الآن محجوزون في الحجر الصحي تحت الفحص والملاحظة.. ولم تثبت إصابة جديدة بينهم. ويقول الأطباء إن هذه الرواية هي التي تفسر سبب إعلان الوزارة عن الحالة المكتشفة في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية.. وعدم تمكنها من التكتم على الأمر.. لأن الصين أصلا أبلغت المنظمة العالمية بالقصة كلها، عند اكتشاف حالة الفتاة العائدة من مصر.. وبالمناسبة فإن قناة «سكاي نيوز» الإخبارية كانت قد تحدثت قبل أيام أيضا عن أن الحالة المكتشفة في مصر تخص فتاة صينية. هنا.. نسأل من جديد: ما مدى صحة هذه الرواية؟ ولو صحت فمتى دخلت هذه الفتاة الصينية مصر؟ وأين كانت تعمل تحديدا؟ هل كانت في أحد المطاعم الصينية (تبقي مصيبة)؟ وهل لم تتعامل مع أي أشخاص خلال فترة إقامتها إلا زملاء العمل وشركاء السكن؟ ألم تستعمل وسيلة مواصلات في تنقلها؟ ألم تتعامل بنقود ورقية يمكن أن تنتقل العدوى من خلالها؟.. وهل.. وهل.. وهل.. وهل؟ نرجوكم قولوا لنا الحقيقة فهذا أفضل».

المال الحرام

كل أسبوع تقريبا نقرأ في الحوادث أن عصابة استولت على أموال بالملايين من المواطنين بغرض تشغيلها، أو ترسية مزاد عليهم، ثم تتبخر العصابة، ويذرف المواطنون الدموع، ويستغيثون بأجهزة الأمن. محمد أمين يتساءل في مقاله في «المصري اليوم»، لماذا نجرى وراء الثراء السريع؟ لماذا نريد أن نحقق الملايين بلا تعب، وإن كان حتى من مال حرام؟ الملايين الحرام لا تفيد ولا تبني البيوت.. الحرام حرام.. اتعبوا شوية وضعوا أموالكم في البنوك، وليس عند العصابات.. ألم تسمعوا عن المثل الذي يقول: «طمعنجي بناالوا بيت فلسنجي قعدلوا فيه؟».. هم يستغلون حكاية الطمع فيعرضون قصص الثراء السريع للطماعين، حتى يقعوا في الفخ.. كلهم يعملون في الحرام! عيب عليكم والله، أن تلجأوا للنصابين من عصابات تستغل سذاجة وطمع من يتعاملون معها، فتبيع له الوهم.. داخل البلاد أو خارج البلاد بحجة الثراء السريع.. لم نتعلم على مدى ربع قرن من حكايات الريان والسعد، التعامل الطبيعي للأموال يكون عبر حسابات البنوك، وليس عبر جماعات نصب وعصابات. ضعوا أموالكم في استثمارات حقيقية.. أنفقوها في الحلال لتشغيل الشباب، وإيجاد فرص عمل، أم تخافون أن ينكشف أمركم، وتعرف حساباتكم.. ما هي النماذج التي تحاولون الاقتداء بها؟ بالمناسبة، لا يوجد واحد مشهور رجل صناعة أو رجل أعمال لم يتعب.. كلهم دفعوا فواتير، ثم أصبحوا ملء السمع والبصر.. إعملوا مشروعات ومصانع ستعود عليكم بالمال الكثير.. لا توجد أموال تأتي من الهواء أو من تسخير الجن، فلا تعطوا أموالكم لنصابين.. الأجهزة الأمنية تحذركم من وضع الأموال تحت البلاطة، أو وضعها فى أيدي عصابات.. أبلغوا عن هؤلاء أنهم لا يغشونكم وحدكم، إنما يغشون العشرات والمئات غيركم. أبلغوا عن النصابين الذين ينتحلون صفة موظفين عموميين أو موظفين في أجهزة حساسة.. ليس هناك موظف في جهة حساسة يستغل، فهؤلاء مراقبون بدرجة عالية جدا، هؤلاء أجهزتهم تطردهم وتحاكمهم.. فلا تسمعوا أن هناك موظفا يمكن أن يعينك مقابل رشوة، أو يساعدك على أمر غلط، بلغ عنه وإن ساعدك شخصيا.. لا أتعاطف مع هؤلاء المواطنين الذين يدفعون أموالهم للعصابات أو النصابين والمحتالين.. هناك طريقان لوضع الأموال: إما في البنوك، وإما في مشروعات إنتاجية أو صناعية.. وغير هذا فلا تفعلوا.. القانون لا يحمي المغفلين.. ولا يمكن تعيين حراسة على كل مغفل حتى لا يعطي أمواله للنصابين! ألا يوجد في النهاية حل لهذه القضية الشائكة تقدمه البنوك أو الحكومة، لفتح المجال أمام الأموال الموجودة تحت البلاطة، وتبحث عن طريق استثمار آمن، مطلوب عمليات توعية لمن يملكون الأموال من الجهلاء.. فهؤلاء كثيرون ولكن لا تعلمون».

حين لا ينفع الندم

أما محمود عبد الراضي في «اليوم السابع» فكان مقاله عن «كسارة الجمجمة» يقول:»على الرغم من الجرائم التي يرتكبها الأطفال يوما تلو الآخر، وتتصدر صفحات الحوادث، بسبب السلوك العدواني الذي يكتسبه الصغار من الجلوس لوقت طويل أمام الإنترنت، إلا أن بعض الأسر، مازالت تمارس دورها السلبي، في التخلص من «زن الأطفال» بتركهم فريسة للإنترنت، ولا يبالون بالعواقب الوخيمة لذلك. مؤخرا، ظهرت لعبة على الإنترنت يطلق عليها «كسارة الجمجمة» ترسخ للسلوك العدواني لدى الأطفال، وتحول براءة الصغار لعنف ودمار، فهى لعبة، أو كما تُسمى فى عالم مواقع التواصل الاجتماعي «تحدّ»، يقوم فيه شخصان بالتغرير بشخص ثالث، وإقناعه أنهما يصوران مادة «فيديو» للتّسلية، وأنه يُتطلب منه لإنجاح العمل أن يقفز معهما إلى أعلى حتى إذا كانوا جميعا في الهواء؛ أسقط الشخصان صاحبهما أرضا؛ ليقع من فوره على جمجمته؛ وليُختَتَم الفيديو بأصوات ضحكاتهم المُتعالية، فلم تقف المؤسسات المعنية مكتوفة الأيدي أمامها، حيث بادر الأزهر الشريف بالتصدي لها، فأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه تابع بعض المواد المُصوَّرة والمُتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لما يسمى بـ«كسّارة الجمجمة». الأزهر الشريف نبه إلى خطورة الأمر، مؤكدا أن الإسلام حذّر من تعريض النّفس لمواطن التهلكة؛ فقال تعالى: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ»، قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاءِ لِمَا لا يُطِيقُ»، وكما أمر الإنسانَ بحفظِ حياةِ وصحةِ نفسه، أمره كذلك بحفظِ حياةِ وصحةِ غيره، وحرَّم إيذاء النفس أو الغير بأي نوعٍ من أنواع الإيذاء؛ إذ المؤمن سلام لكل من حوله؛ قال صلى الله عليه وسلم: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لِسَانِه ويَدهِ، والمُؤمنُ مَن أَمِنَه النَّاسُ عَلى دِمَائِهم وأموَالِهِم». للأسف..تحول دور الأسرة من رصد وتتبع لسلوك الأطفال وتقويم السلبي منها، إلى «أسرة افتراضية»، ولت ظهرها لبراءة الأطفال، تركتهم للإنترنت، يربيهم على العنف والعدوان، ويرسخ لسلوكيات سلبية، في غياب الوالدين، فتصدر بعض الأطفال صفحات الحوادث، وارتكبوا الجرائم بتنوعها، وما أن ظهروا خلف قضبان المحاكم، حتى انهالت دموع الوالدين خوفا وقلقا على مستقبل الزهور، في وقت لا يفيد فيه الندم».

تطهير المقابر

«بدأت هوجة بين سكان مئات القرى المصرية، خاصة في محافظات الصعيد، بعنوان «تطهير المقابر من السحر والأعمال»، وانتشرت العدوى بصورة كبيرة، كما يقول محمد أحمد طنطاوي في «اليوم السابع»، خاصة بين أوساط الشباب، في انتهاك غير مسبوق لحرمة القبور، خاصة أنه في أغلب الأحيان يتم فتح المقابر القديمة ونبشها بصورة تخالف كل الشرائع والأديان، وكل المبادئ الإنسانية، التي تحترم حقوق المتوفى وتمنع من الاعتداء على رفاته أو العبث بها.
لا أتصور ونحن في عام 2020، ومع كل هذا التطور العلمي، والتقدم الذي أحرزته البشرية في مختلف المجالات، أن نعلق مشكلاتنا وأفكارنا، بل ومستقبلنا على السحر والأعمال السفلية، ونظن أنها سبب التأخر أو التراجع أو ضيق الرزق، أو المرض والموت، وكل ما يثار في هذا الشأن، فنحن لا نرجع الأمور لأسبابها الحقيقية، ولا حتى نعود لصحيح الكتب السماوية والشرائع، أو نأخذ بالأسباب العلمية التي تعتمد على العقل والمنطق. الدعوة لتطهير المقابر من السحر والأعمال السفلية، في ظاهرها حركة جادة ومهمة بطولية لتخليص الناس من شرور السحرة والدجالين، لكن في باطنها وحقيقتها انتهاك صريح للإنسانية، حيث يتم العبث برفات الموتى، بل دهس ما تبقى من عظامهم، في مشاهد لا نقبلها جميعا على موتانا، ولا نرضاها لأنفسنا بعدما يقضى الله أمرا كان مفعولا، فقد يأتي من لا يفهم ويعبث بعظامك أو جمجمتك ويدهسها تحت قدميه أثناء بحثه عن سحر أو عمل أو ما يقال من هذه المآسي التي نسمعها.
دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى قاطعة حول فتح القبور، لتنظيفها من الأعمال السحرية، وأكدت أن ذلك اعتداء على حرمة الأموات، وأوضحت أن حرمة الإنسان ميتا كحرمته حيا، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلم يجب أن يكون ذا عقيدة علمية، فيرجع الأمور إلى أسبابها لا إلى السحر، فمثلا إذا تعثر في عمله يبحث إن كان مقصرا أو نحو ذلك، أو إذا وقعت له حادثة طريق، ينظر إذا كان قد قصر أثناء القيادة، أو أنه لم يلتزم بإرشادات الطريق، فهذا الرد العلمي الشرعي من دار الإفتاء المصرية، التي هي جهة الفتوى في مصر، فيجب علينا ألا نندفع ونرتكب الحرام بدون أن ندري، لذلك يجب توعية شبابنا وأسرنا وأهلنا في الريف والصعيد وفى كل مكان بمصر أن يبتعدوا عن هذه الظاهرة غير الإنسانية. علينا جميعا أن نتجه إلى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وننشغل بالعمل والمستقبل بدون أن نعلق حياتنا ومصائرنا على خرافات وتفاهات تتعارض مع العقل والعلم وصحيح الدين، فيجب أن نحارب الشياطين في عقولنا أولا قبل أن نخاف منها أو نبحث عنها في المقابر».

مشايخ السلفية

وإلى المعركة ضد شيخي السلفية أبو إسحاق الحويني ومحمد حسان وإعلانهما الاعتذار عن فتاواهما السابقة، فحذّر أحمد باشا رئيس تحرير جريدة «روز اليوسف» الذي يوقع باسم رشدي أباظة، من أن التراجع والتوبة ليست حقيقية، إنما خطة لمعاودة هجوم سلفي كبير وقال: «هل الحويني عزم على عدم العودة لما كان عليه أو هل هو قادر؟ في الحقيقة هي توبة سياسية فرضتها تحولات جذرية تحدث في المملكة العربية السعودية، إلى جانب ضغوط قطرية حتما قد مورست عليه، بعدما تسرب فكره إلى محيط اجتماعي قطري، فأصبح خطرا على طبيعة المجتمع في الدوحة. ليست بتوبة بقدر ما هي تحول سياسي سلفي، مثل الهروب الاضطراري الذي لا يخلو من عملية تمويه طويلة المدى، لا تنسى ولا تغفل ولا تتناسى. وأرصد جيدا الالتفاف السياسي الذي سينفذه حزب النور، كرد فعل لهذه التوبة التكتيكية، الغرض هو انفصال ظاهر عن مجموعات دعوية هي نفسها من سيجند كوادر، من أجل خدمة المشروع السياسي السلفي، أي أن المطلوب هو استخدام تلك الأصوات انتخابيا في الحشد مع عدم التحمل السياسي لمظاهر وأفكار تطرفهم من خلال مناورة توحي بحدوث انشقاق فكري، وهو ليس كذلك لأن الطرفين يقفان على أرضية شرعية واحدة، وبينما يمارس أحدهما العمل الدعوي بهدف مراكمة رصيد انتخابي، فإن الآخر يمارس عملا سياسيا ظاهريا يستمد قوته من هذا الرصيد».

نشوة الشهرة

أما سمير رجب فقال عنهما في «المساء»: «للأسف يشيع تجار الفتاوى هذه الادعاءات في وقت جاء فيه أحد كبار دعاتهم ليعترف بأن كل «رأي ديني» أفصح عنه ونشره على الملأ لا ينم عن حق، ولا عن حقيقة، وذلك كان خلال فترة شبابه التي ملكته خلالها نشوة الشهرة، وبالتالي تاهت من بين يديه أطراف الخيط، فجاءت بالتالي فتاواه مجافية للصواب، بل متعارضة مع أصول الدين الصحيح بالله عليكم هل هذا كلام؟ كيف ترضى على نفسك يا رجل أن تفعل ما فعلت على مدى عقود من الزمان ثم تجيء الآن لتبدي اعتذارك أو ندمك؟ هل نسيت أن فتاواك تلك قد قلبت حياة شبان وشابات، فدفعتهم إلى طريق العنف والعنف المضاد، فمات منهم من مات، وأصيب من أصيب، إنها جرائم وجرائم وليست جريمة واحدة لا يكفر عنها اعتذار أو اعتراف أو محاولة للرجوع للحق، لاسيما وأنك مازلت تمارس نشاطك المذموم، ولم تجد سوى عيد الحب لتطعنه كما طعنت من قبل معاني جميلة ومبادئ راقية نبيلة، إذهب يا رجل لا سامحك الله وكل عام وملايين المصريين والمصريات بألف خير».

قبول الاعتذار

لكن الحويني وجد من يدافع عنه وهو أحمد عبد التواب في «الأهرام»، بل طالب بإجراء حوارات معه تذاع عبر التلفزيون وقال: «لا يتسق أن تشارك في انتقاد وتوبيخ الشيخ الحويني على تراجعه واعتذاره عن فتاواه الغريبة، بعد أن كنت تهاجمه على هذه الفتاوى نفسها التي كنت ترى انها تزرع الفتنة والكراهية بين أصحاب الديانات المختلفة، لاحظ أن فتاوى الحويني التي يتراجع عنها الآن، كان لها تأثير كبير على قطاعات عريضة من الجماهير داخل مصر وخارجها، وقد اعتمد عليها تنظيم «داعش» وأمثاله، وقد يكون من المفيد إفساح المجال للحويني، لأن يعلن موقفه الجديد وأسبابه بالتفصيل في حوار مذاع على التلفزيون، يجريه معه أصحاب الأفكار الأخرى، شريطة أن يكون حوارا هادئا عاقلا يستهدف إجلاء أفكار إيجابية تفيد في الارتقاء بالوعي العام، بمعنى أنه ليس من المفيد الطعن في توجهاته الجديدة بأنها محاولة منه لمواكبة التغيرات التي تشهدها السعودية الآن، لأنه لم يفد في السابق انتقاده بأنه كان يتبع النهج السعودي القديم».

الرابط الاصلي للخبر

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي



from WordPress https://ift.tt/323RHbY
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "أغنية حسن شاكوش تتجاوز ثوابت المجتمع المصري وعصابات تستولي على أموال من المواطنين بالملايين"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel