الكمامات لا تمنع انتشار فيروس كورونا القاتل
يسارع الناس حالياً إلى شراء الكمامات في محاولة لحماية أنفسهم من فيروس كورونا في المملكة المتحدة، لكن خبراء الصحة يشككون في مدى فعاليتها.
معروف أن انتقال الفيروس بين البشر قد تأكد في ثلاث من الدول الـ 15 التي سُجلت فيها إصابات بين البشر، وهي اليابان وألمانيا وفيتنام.
ورغم عدم وجود أي إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة حتى الآن، إلا أن مبيعات العلب التي تحتوي على ست كمامات جراحية “آمنة وسليمة” قد نفدت على موقع شركة المنتجات الطبية والصحية الشهيرة “بوتس”، وكُتبت ملاحظة تفيد بأن الشركة لن تحصل على مزيد من هذه البضاعة. كما أن العلب التي تحتوي على 50 كمامة قد نفدت أيضاً، مع ملاحظة مرفقة تقول إنه لن يتوفر المزيد منها لدى الشركة.
أما في متجر أمازون الإلكتروني، فقد نفدت أيضاً علب تحتوي على 12 قناعاً جراحياً “مضاداً لفيروس الإنفلونزا”، بينما يذكر الموقع أنه من غير المعروف متى ستتوفر هذه البضاعة ثانية، على الرغم من وجود أقنعة أخرى للبيع على الموقع.
ويبدو أن مخزون الكمامات الواقية من الغبار كان منخفضاً في أحد فروع شركة “بي أند كيو” لمواد البناء، إذ كانت الرفوف فارغة بحلول مساء يوم الأربعاء الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
على أية حال، يقول الخبراء إن الكمامات الجراحية قد تسمح للبكتيريا بالوصول إلى الوجه لأنها فضفاضة جداً ولا يمكنها تغطية الأنف والفم بإحكام، كما يمكن للجزيئات الصغيرة جداً أن تمر عبر الكمامات المصنوعة من الورق. كما أن الفيروسات قد تصل إلى العينين أيضاً.
سألت “إندبندنت” جيمي ويتورث ، وهو أستاذ الصحة العامة الدولية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، عن مدى فعالية هذه الأقنعة الطبية، فقال “هناك أدلة قليلة على أن الكمامات فعالة جداً. إنها ناجعة إذا كنتَ مصاباً بفيروس ولا تريد نقله للآخرين أكثر منها في منع إصابتك بأي شيء”.
وأضاف البروفيسور ويتورث أن الناس يلمسون وجوههم كثيراً، مما يسمح للبكتيريا بالاقتراب من العينين، رغم أن الكمامات تمنع الناس على الأقل من لمس أفواههم. لكن يجب تغيير الأقنعة بشكل متكرر.
وتابع “من الطرق الأفضل للوقاية من العدوى هي غسل يديك بالماء الدافئ والصابون، وعدم لمس عينيك أو أنفك، وإذا كنت تسعل، إفعل ذلك في منديل ورقي ثم ارمِ به في سلة المهملات”. وأكد البروفيسور ويتورث أنه لن يستخدم كمامة حتى لو وصل فيروس كورونا إلى لندن.
يذكر أن عدد ضحايا فيروس كورونا في الصين بلغ 170 ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 29% في عدد الوفيات، فيما زاد عدد المصابين المؤكدين هناك الذي وصل إلى 7711 شخصاً يوم الخميس الماضي.
أما منظمة الصحة العالمية التي تقول ” يجب أن يكون العالم بأسره في حالة تأهب” بشأن فيروس كورونا، فتتهيأ لاتخاذ قرار بخصوص إعلان حالة طوارئ صحية عامة دولية.
وكان ثلاثة يابانيين عائدين من الصين مصابين، ولم تظهر أي أعراض على اثنين منهم قبل إخضاعهما لفحوص أكدت نتائجها إصابتهما بالفيروس إيجابية.
أما رعايا المملكة المتحدة الذين أعيدوا إلى الوطن من مدينة ووهان في الصين، وهي بؤرة تفشي المرض، فسيخضعون لحجر صحي لمدة 14 يوماً. ويذكر أن حكومة المقاطعة الصينية اشترت أكثر من 3 ملايين كمامة.
وفي هونغ كونغ والفيلبين، اصطف الناس في طوابير طويلة أمام المتاجر التي لديها مخزون من الكمامات. وما زال مسؤولو الصحة في بريطانيا يحاولون تتبع حوالي ألفي شخص كانوا قد وصلوا إلى البلاد في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت شركة “بوتس” إنها تسعى لتأمين المزيد من الكمامات في المتاجر وعلى الإنترنت خلال الأسبوع المقبل، لكن يمكن طلبها حالياً من الصيدليات. أما شركة أمازون فرفض متحدث باسمها التعقيب، وجرى التواصل مع شركة “بي آند كيو” للحصول على تعليق.
وقالت ناتالي ماكديرموت، من جامعة كينغز كوليدج لندن، إن ارتداء الكمامات يعني أن الناس لا يقومون بالسعال أو العطس في أيديهم، وبالتالي يكون احتمال انتشار الفيروسات أقل عند ملامسة الأسطح. لكنها أضافت “إن الأقنعة الجراحية البسيطة للغاية توفر حماية محدودة لأنها لا تناسب قياس الوجه بشكل كاف ولأنها قد تتبلل بسرعة كبيرة خلال عملية التنفس.. إن الكمامات غير مصممة لحماية من يرتديها من الإصابة بفيروس، لكنها صممت لترتديها الطواقم الجراحية لحماية المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية من أي فيروسات أو بكتيريا يحملها أعضاء الفريق الطبي الموجود في غرفة العمليات في الأنف أو الفم”.
يشار إلى أن هناك قناعاً أقوى يحمل اسمN95، وهو مصمّم لتصفية الملوثات، ويوفر حماية أفضل من الأقنعة الجراحية، وفقاً لما ذكرته مجلة “نيو ساينتست”، لكنه قد يجعل التنفس صعباً على المستخدم، لذلك ربما يكون ارتداؤه خطيراً بالنسبة لشخص تظهر عليه أعراض العدوى. والتي تشمل السعال وضيق التنفس.
يُذكر أن نصيحة منظمة الصحة العالمية المتعلقة بكيفية تجنب فيروس كورونا، تشتمل على نظافة اليدين والجهاز التنفسي والتعامل مع الغذاء بصورة الآمنة. وورد في أحد الملصقات “إذا اخترت ارتداء كمامة، فتأكد من أنها تغطي الفم والأنف، وتجنب لمسها بعد ارتدائها … تخلص مباشرة بعد كل استعمال من الكمامات المخصصة للاستعمال مرة واحدة، واغسل اليدين بعد إزالة الكمامات”.
وقالت متحدثة باسم شركة “بوتس” إن “أفضل طريقة للمساعدة في منع الإصابة بفيروس هي التأكد من غسل يديك بانتظام بالصابون، وتجنب لمس عينيك أو أنفك أو فمك لمنع انتقال العدوى عبر الأسطح، خاصة بعد تنظيف الأنف والعطس والسعال. يمكن أن تكون معقمات اليدين الرغوية والهلامية المضادة للفيروسات مفيدة أيضاً عندما تكون خارج المنزل”.
كما أن خبراء الصحة ينصحون الناس بالسعال والعطس على أكمامهم للحفاظ على نظافة أيديهم.
الرابط الاصلي للخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from الصحة و التكنولوجيا – بتوقيت بيروت | اخبار لبنان و العالم https://ift.tt/2tI0dAX
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "الكمامات لا تمنع انتشار فيروس كورونا القاتل"
إرسال تعليق