
يرقان الوليد: أسبابه، أعراضه وعلاجه


ما هو يرقان الوليد؟
يرقان الوليد هو مرضٌ شائعٌ جداً يؤدي لاصفرار جلد الطفل وعينيه، ويمكن أن يحدث عند ارتفاع مستوى البِيليروبين في جسم الطفل، ومادة البِيليروبين هي صبغة صفراء تُنتج خلال التحلُّل الطبيعي لخلايا الدَّم الحمراء.
عند الأطفال الأكبر في السن وعند المراهقين يعمل الكبد على معالجة البِيليروبين، ومن ثمَّ إرساله إلى السَّبيل المعويّ. ولكن أكباد حديثي الولادة، التي لا تزال في مرحلة النمو، قد لا تكون ناضجة بما يكفي لإزالة البِيليروبين، ولكن ما يدعو إلى التفاؤل، هو أنَّ معظم حالات يرقان الوليد تُشفى لوحدها مع تطور كبد الطفل، ومع بدءه بالتَّغذِّي، الأمر الذي يُساعد البِيليروبين على المرور عبر الجسم.
سيختفي اليرقان، في معظم الحالات، خلال مدَّة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. أمَّا اليرقان الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، فمن الممكن أن يكون عارضاً لحالة مرضية كامنة.
بالإضافة لما تقدَّم، فإنَّ المستويات المرتفعة للبِيليروبين يمكنها أن تعرض الطفل لخطر الصَّمم، أو الشَّلل الدَّماغي، أو لأشكالٍ أخرى من التضرُّر الدَّماغي.
تنصح الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال بإجراء فحص اليرقان لجميع الأطفال حديثي الولادة قبل خروجهم من المستشفى، ومن ثمَّ تكراره عند بلوغهم ثلاثة ألى أربعة أيام.
ما هي أسباب يرقان الوليد؟
الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بيرقان الوليد هم:
- أطفال الولادة المبكرة ( الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع السَّابع والثلاثين من الحمل )
- الأطفال الذين لا يحصلون على كفايتهم من حليب الأم أو حليب الأطفال الصناعي، إمَّا لأنهم يواجهون صعوبة بالتَّغذّي، أو بسبب عدم توفر الحليب في ثدي الأم
- الأطفال الذين لا تتوافق زمرة دمهم مع زمرة دم الأم
الطفل الذي لا تتوافق زمرة دمه مع زمرة دم أمه، يمكن أن تتراكم لديه الأجسام المضادة القادرة على تدمير خلايا الدَّم الحمراء، والتسبُّب بارتفاعٍ مفاجئٍ لمستويات البِيليروبين.
تشمل الأسباب الأخرى ليرقان الوليد ما يلي:
- تكدُّم عند الولادة أو حالة أخرى من النزيف الداخلي
- مشاكل في الكبد
- عدوى
- عوز أنزيمي
- خلل في خلايا الدَّم الحمراء لدى الطفل
ما هي أعراض يرقان الوليد؟
تتمثَّل العلامة الأولى للمرض باصفرار جلد الطفل وعينيه. قد يبدأ الاصفرار خلال يومين إلى أربعة أيام بعد الولادة، وقد يبدأ في الوجه قبل انتشاره نزولاً إلى جميع أنحاء الجسم.
عادة ما تبلغ مستويات البِيليروبين ذروتها خلال 3 إلى 7 أيام بعد الولادة.
إذا أصبحت منطقة الجلد صفراء بمجرد الضَّغط الخفيف عليها بالإصبع، فمن المرجح أن يكون ذلك علامة على مرض اليرقان.
متى تتصل بالطبيب؟
معظم حالات اليرقان تكون اعتيادية، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن يُشير اليرقان إلى وجود حالة مرضية كامنة، كما أنَّ الحالات الحادة لليرقان تزيد أيضاً من خطر مرور البِيليروبين إلى داخل الدَّماغ، مما قد يتسبب بضررٍ دائمٍ في الدَّماغ.
اتصل بالطبيب إذا لاحظت الأعراض التالية:
- انتشار اليرقان أو ازدياد حدته.
- إصابة الطفل بحمى تزيد درجتها عن 100° فهرنهايت (38° سلسيوس).
- اغمقاق اللون الأصفر لجلد الطفل.
- عدم حصول الطفل على التغذية الكافية، وظهور علامات الإرهاق أو الكسل عليه، وبكائه بصوتٍ عالٍ.
كيف يُشخَّص يرقان الوليد؟
يُسمح لمعظم الأمهات وحديثي الولادة بالخروج من المستشفيات خلال 72 ساعة من الولادة. من المهمِّ جداً أن يقوم الأهل بإحضار الطفل إلى المشفى لفحصه بعد بضعة أيامٍ من ولادته، لأنَّ مستويات البِيليروبين تبلغ ذروتها بين 3 إلى 7 أيام من الولادة.
إنَّ تلون جلد الطفل بلونٍ أصفر مميز يُؤكد إصابته باليرقان، لكن قد يضطر الطبيب للقيام بفحوصاتٍ إضافية لتحديد مدى حدَّة اليرقان.
الأطفال الذين يُصابون باليرقان في السَّاعات الأربع والعشرين الأولى من حياتهم، يجب أن تُقاس لهم مستويات البِيليروبين على الفور، إمَّا من خلال فحصٍ للجلد أو فحصٍ للدَّم.
قد تكون الفحوصات الإضافية ضرورية للتحقُّق من احتمال أن يكون سبب اليرقان هو حالة مرضية كامنة، ويمكن أن تشمل تلك الفحوصات كلاً من العدِّ الدَّمويِّ الشَّامل، وفحص زمرة الدَّم، واختبار عدم توافق عامل ريزوس.
وإضافة لذلك، يمكن أن يُجرى للطفل اختبار كومبس للتحقُّق من احتمال وجود زيادة في تحلُّل خلايا الدَّم الحمراء.
كيف يُعالج يرقان الوليد؟
إنَّ حالات اليرقان الخفيفة تشفى عادة لوحدها مع بدء تطوُّر كبد الطفل، كما أنَّ الإطعام المُتكرر ( بين 8 إلى 12 مرَّة في اليوم ) سيُساعد على مرور البِيليروبين عبر أجسام الأطفال.
أمَّا حالات اليرقان الأكثر حدَّة فمن الممكن أن تتطلَّب علاجات أخرى، كالعلاج بالضَّوء الذي يعدَّ شائعاً وذو فعالية عالية، وهذا العلاج يستخدم الضوء لتحليل البِيليروبين في جسم طفلك.
خلال العلاج الضوئي سوف يُوضع الطفل على سريرٍ خاصٍّ تحت ضوءٍ أزرق الطَّيف، بحيث يرتدي الحفاض فقط بالإضافة لنظاراتٍ واقية خاصة، ويمكن أيضاً أن تُوضع تحته بطانية ذات ألياف بصرية.
في الحالات البالغة الخطورة، قد تستدعي الضرورة إجراء تبديل الدَّم، الذي يعتمد على إعطاء الطفل كمياتٍ صغيرة من الدَّم تُؤخذ من متبرعٍ أو من بنك الدَّم.
هذا الإجراء يُبدل الدَّم المتضرِّر للطفل بخلايا دم حمراء سليمة، كما أنَّه يزيد عدد خلايا الدَّم الحمراء، ويُخفض مستويات البِيليروبين.
هل يمكن الوقاية من يرقان الوليد؟
لا يوجد طريقة حقيقية لمنع يرقان الوليد. لكن يُنصَح أن تُجري الأم فحصاً لزمرة الدَّم خلال الحمل.
بعد الولادة، سوف تُفحص زمرة دم الطفل، إذا دعت الحاجة، لاستبعاد حالة عدم توافق زمرة الدَّم، لأنَّ هذه الحالة قد تؤدي إلى يرقان الوليد.
إذا كان الطفل مصاباً بالفعل باليرقان، فيوجد طرقٌ يمكنك من خلالها منع تفاقم المرض:
- يجب التأكد من حصول الطفل على كمية كافية من المواد الغذائية من خلال حليب الأم. إنَّ إطعام الطفل من 8 إلى 12 مرة في اليوم خلال الأيام الأولى، يضمن عدم إصابته بالتجفاف، مما يُساعد على مرور البِيليروبين عبر الجسم بسرعة أكبر.
- إذا كنت لا ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، أطعميه الحليب المُصنَّع الخاص بالأطفال، بحيث تعطيه في الأسبوع الأول من أونصة إلى اثنين كل ساعتين إلى ثلاث ساعات. أمَّا الأطفال الأصغر أو الذين ولدوا قبل أوانهم فقد يحتاجوا لكمياتٍ أقل من الحليب الصناعي، وينطبق ذلك أيضاً على الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم بالإضافة للحليب الصناعي. استشيري طبيبك إذا كنت قلقة من ما إذا كان طفلك يأخذ كمية أكبر أو أقل من الحليب الصناعي، أو إذا لم يكن يستيقظ لكي يأكل على الأقل 8 مرَّات خلال أربع وعشرين ساعة.
يجب مراقبة الطفل عن كثب خلال الأيام الخمسة الأولى من أجل رصد أعراض اليرقان، كاصفرار الجلد والعينين، وفي حال ملاحظة إصابة الطفل بأعراض اليرقان، يجب الاتصال بالطبيب على الفور.
The post يرقان الوليد: أسبابه، أعراضه وعلاجه appeared first on طبابة.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from WordPress https://ift.tt/2Rdz8gr
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "يرقان الوليد: أسبابه، أعراضه وعلاجه"
إرسال تعليق