
حكومة الـ20… التنازل الوحيد لدياب
21/1/2020
Comment

نقولا ناصيف – الأخبار
ما حدث في وسط بيروت ليلي السبت والاحد ارسل اكثر من اشارة غير بعيدة من تأليف الحكومة: انتقال التفاوض على التأليف الى الشارع، من دون ان يكون المتفاوضون الاساسيون في هذا الشارع. لكن الرسالة الابلغ كانت الى مجلس النواب
طُرِح في الساعات الاربع والعشرين المنصرمة اقتراح من شأنه شق الطريق امام تأليف الحكومة الجديدة، وتذليل العراقيل التي تعترضها. ذُكر ان الرئيس المكلف حسان دياب ابدى مرونة حياله واستعداداً ايجابياً، في ضوء دعم حزب الله له بسبب استعجاله انهاء هذا الاستحقاق. يُرضي الاقتراح ايضاً رئيس الجمهورية ميشال عون ويستجيب طلبه، ويفسح في المجال امام بضعة مخارج متلازمة. الانطباعات الاولية ان الرئيس المكلف لم يرفض الاقتراح للفور.
في فحوى المخارج التي يتناولها اقتراح رفع عدد الوزراء الى 20، الآتي:
شاهد أيضا
2 ـ استرضاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه باعطائه مقعداً ثانياً – الى مقعد ماروني أول – هو المقعد الكاثوليكي الاضافي، بعدما كان لوّح بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة. تلقف الثنائي الشيعي هذا الموقف بانزعاج بسبب اصراره على مشاركة حلفائه في قوى 8 آذار في الحكومة التي اضحت حكومة اللون الواحد. اذ يبدو من غير المنطقي لفرنجيه توقع حصوله على مقعدين مارونيين من اربعة.
3 ـ من شبه المؤكد ان الوزير جبران باسيل ليس في وارد التنازل عن ستة مقاعد في الحكومة الجديدة جراء اصراره على ان تكون من 20 وزيراً، مع الاخذ في الاعتبار تحالفه مع حزب الطاشناق. في حسبان باسيل ان 6+1 يمنحانه الثلث+1 في مجلس الوزراء، في حين ان في حسبان الرئيس المكلف وحزب الله ان لحزب الطاشناق استقلالية حتمية تجعله لا يلتصق تماماً بالكتلة الوزارية للتيار الوطني الحر، وإن شاع عنه تاريخياً انه حزب رئيس الجمهورية. يتمسك رئيس الجمهورية بنيابة رئاسة الحكومة ووزير الدفاع في حصته، فيما يتمسك باسيل بحقيبة الاقتصاد لأيمن حداد، ما يفضي الى اخراج النقيبة امل حداد من التشكيلة الحكومية بعدما اصر الرئيس المكلف على توزيرها، وان يعهد اليها – بلا حقيبة – في تولي رئاسة اللجان الوزارية على غرار الدور الذي اضطلع به نائب رئيس الحكومة سابقاً عصام فارس في حكومتي 2000 و2003 مع الرئيس رفيق الحريري.
في فحوى موقف حزب الله محاولته الموازنة بين دعمه دياب متمسكاً بترؤسه الحكومة، وبين عدم اغضاب رئيس الجمهورية وارغامه على ما لا يرضى به.
4 ـ تسمية وزير ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في المقعد الدرزي الاضافي في حكومة الـ20. بذلك يُسترضى الحزب تعويض تأييده توزير النقيبة حداد. علماً ان الوزير الدرزي الاول، القريب من النائب طلال ارسلان، محسوب في الاصل على الرئيس المكلف وزميله في الجامعة الاميركية.
يوازن حزب الله بين دعمه دياب وعدم اغضاب عون
ذهب غلاة هذا الرأي القصير النظر الى الاعتقاد بأن في وسع رئيس الجمهورية سحب بيان التكليف، مع ان مرجعية التكليف تعود الى مجلس النواب وليس الى الرئيس الذي لا يعدو كونه، والحال هذه، صندوقة بريد تبليغ بما قررته الغالبية النيابية. اخفقت جهود التضييق على الرئيس المكلف، الى ان سلّم بعض النادمين بأن المواجهة المطلوبة معه مباشرة فحسب عبر فرض شروط جديدة. وهي الملعب الذي يحلو للرئيس المكلف – كما لأي رئيس مكلف سبقه – ان يلهو فيه ما دام الآخرون تيقنوا تعذر ارغامه على الاعتذار.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from WordPress https://ift.tt/3aobhUl
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "حكومة الـ20… التنازل الوحيد لدياب"
إرسال تعليق