
زيارة هيل: أميركا خسرت جولة الحراك
23/12/2019
Comment


ابراهيم الأمين-
كما في كل مرة، يفترض من يعملون مع الولايات المتحدة أن واشنطن تعمل في خدمتهم. لذلك، وإذا ما تراجعت خطوة الى الخلف، يتهمونها بالخيانة والخذلان، أو بعقد صفقة حتمية مع خصومهم، وهم – في حالتنا – إيران وحلفاؤها في لبنان. أما ما لن يحصل، فهو إقرار من يفترض نفسه حليفاً لأميركا، بأنه واهم ويفترض لنفسه موقعاً ليس له أساساً.
شاهد أيضا
عملياً، جاء الرجل الى بيروت متعاملاً بواقعية مع مشهد يقول إن مشروع إسقاط الحكم في لبنان قد سقط، وإن القوى الحليفة له ليست في موقع قادر على نقل طاولة من غرفة الى غرفة، فكيف بقلب الطاولة على الجميع. ولأن الواقعية تفرض على أصحاب المصالح النزول عن الشجرة العالية، فإن أميركا باتت مضطرة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في لبنان. لن تتوقف واشنطن عن التدخل والتخريب، ولن تتراجع عن مواقفها المانعة لقيام دولة طبيعية في لبنان، وستعود إلى فرض مزيد من العقوبات عليه، وستبتزّه بشروط كثيرة للحصول على دعم معنوي هنا أو مادي هناك. وسيعود الاميركيون، مرة جديدة، الى إثارة ملفات الحدود والسلاح والنفط والمال. لكنهم يحتاجون الى لحظة مراجعة. سيتم تغيير طاقم السفارة في بيروت بفريق آخر، من السفير الى موظفين أساسيين.
حلفاء واشنطن يرفضون الإقرار بفشلهم، فتراهم يتحدثون عن خيانة أو صفقة
وسينتظر الاميركيون نتائج الجولة الجديدة من المعارك شمال شرق سوريا وغربها، وسيراقبون طريقة تأليف الحكومة الجديدة في العراق، وينتظرون نتائج المفاوضات المباشرة بين السعودية وأنصار الله في اليمن، وسيدقّقون في أحوال القوى الحليفة لهم بعد تأليف الحكومة الجديدة. وحتى لو كان بين الأميركيين من يفضل المزيد من التعثر والفوضى، بما في ذلك تعطيل عملية تأليف الحكومة الجديدة، لكن الأكيد أن بقايا قوى 14 آذار لن تكون مقبلة على أيام أفضل. ستجهد لإقناع أميركا والغرب بأنها أهل للمسؤولية. وستضطر إلى القيام بالكثير لتعيد تنظيم صفوفها، خصوصاً أن الرئيس سعد الحريري يتوعد «القوات اللبنانية»، كما الحزب التقدمي الاشتراكي، بمواقف قاسية في وقت قريب، علماً بأنه ليس من ضمانة لأن ينفذ ما يقوله، بينما قررت الكنيسة في لبنان أخذ مسافة من هذا البرنامج، ودخلت في عملية تفكير في كيفية إعداد خطة مواجهة للنتائج الاجتماعية المأسوية للانهيار الاقتصادي والمالي على الناس، كما هي حال قوى أخرى في لبنان. أما الجيش والقوى الأمنية، فإن تحدي ضبط الوضع في لبنان، ومنع الاختلالات داخل صفوفها، يتقدمان على أي أولوية أخرى، وسط مخاوف أكيدة لدى قيادات القوى العسكرية والأمنية من احتمال إقالتها في وقت ليس ببعيد، علماً بأن الضغوط لمنع حصول ذلك كبيرة جداً، من داخل البلاد وخارجها.
عملياً، لن تكون الأمور صعبة على الفهم كثيراً خلال الأيام القليلة المقبلة. في جانب أميركا وحلفائها، بحث في الخطوة المقبلة. وفي جانب الغرب وحلفائه من العرب، أيام من الانتظار لتقدير الموقف والتصرف. وفي جانب تحالف 8 آذار، بحث في كيفية توفير مناخات لقيام حكومة قوية وذات مصداقية من خلال أسماء الوزراء والبرنامج. وفي جانب الحراك، ثمة أسئلة وجودية حتمية، خصوصاً أن الفرصة باتت مؤاتية، مرة جديدة، لمراجعة تتيح إعادة تنظيم الصفوف، والتصرف كقوة رادعة للسلطة، وداعمة لأي برنامج إصلاحي، ولو كان هدفه تحسين سلوك السلطة لا إطاحتها… وغير ذلك، يبقى مفاجآت، ولو كان العنف عنوانها!.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from WordPress https://ift.tt/360V9VW
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "زيارة هيل: أميركا خسرت جولة الحراك"
إرسال تعليق