
إحجام وارتباك.. هل فشلت واشنطن في التعامل مع الملف الليبي؟


محمد المنشاوي-واشنطن
يمثل إعلان البيت الأبيض عن محادثة هاتفية -جرت بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص الشأن الليبي- آخر حلقات موقف غامض مرتبك تتخذه واشنطن تجاه تصاعد الأحداث في ليبيا.
وأكد البيان الصحفي الصادر أمس الخميس أن الزعيمين دعوَا إلى وقف “التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية” إلا أن بيانا مصريا موازيا ذكر أن السيسي أشار إلى أهمية الدور الذي تقوم به قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في مجال “مكافحة الإرهاب في ليبيا”.
ويشير ماك إلى أن “إدارة ترامب تتواصل مع جميع الليبيين بمن فيهم حفتر من أجل الوصول لتسوية سياسية”.
شاهد أيضا
قلق مزدوج
تبنت واشنطن موقفا غير مرحب بلجوء طرفي الصراع الليبي لطلب الدعم من أطراف خارجية لمساندتهما في الحرب.
فقد أعربت مورغان أورتاغوس (المتحدثة باسم الخارجية) عن قلق بلادها “إزاء طلب حكومة الوفاق الوطني الحصول على دعم عسكري من تركيا”.
6118306049001
3a8670d4-2fb6-4996-82b9-5007c43fb41a
c4ce643c-d43e-477f-9cfa-3a89cdb7193c
video
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس الخميس بخطاب إن البرلمان سيصوت في يناير/كانون الثاني المقبل على مقترح قانون لإرسال قوات إلى ليبيا.
في الوقت ذاته، قال مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية لوكالة رويترز إن بلاده “تشعر بقلق بالغ إزاء اشتداد حدة الصراع في ليبيا، وسط تقارير عن وجود مرتزقة روس يدعمون قوات حفتر على الأرض”.
وكانت تقارير مختلفة قد أشارت إلى زيادة أعداد قوات شركة فاغنر من المرتزقة الروس داخل ليبيا.
وذكر مصدر دبلوماسي بواشنطن للجزيرة نت طالبا عدم الكشف عن هويته “تزايد النشاط العسكري الروسي غرب ليبيا أصبح مصدر إزعاج كبير للدوائر الأميركية”.
وشهد الشهر الماضي اجتماعا بين مسؤولين أميركيين كبار وحفتر اعتبره بعض الخبراء دليلا على تزايد قلق واشنطن إزاء “استغلال روسيا للنزاع على حساب الشعب الليبي”.
ودعت واشنطن حفتر إلى إنهاء هجومه على طرابلس، معتبرة أن ذلك سيؤدي إلى تسهيل المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة وليبيا.
تردد في الضغط على الحلفاء
وتشير دراسة حديثة لخدمة أبحاث الكونغرس بشأن الصراع الليبي إلى قلق واشنطن من توافر بيئة مشجعة للجماعات “الإرهابية” داخل ليبيا بسبب الانقسام السياسي والعسكري بين الفرقاء الليبيين. ورأت الدراسة أن التوصل لحل سياسي سيخدم مصالح واشنطن بليبيا، وذلك على العكس مما يراه حلفاء واشنطن الإقليميون.
6118295427001
dc832e63-c887-45bd-b4d5-67714b397684
b6599d66-ee3a-449a-9d0f-ee887ac83514
video
ويرى السفير ماك أن واشنطن تفتقد القدرة على الضغط بهذه القضية حتى الآن، وقال للجزيرة نت إنه لا “وجود لضغوط أميركية جادة على حلفائها الإقليميين كمصر وتركيا والإمارات وقطر والسعودية من أجل إيقاف تدخلهم العسكري بالشأن الليبي لصالح طرف أو آخر”.
واستبعد ماك أن تتدخل بلاده عسكريا في ليبيا “حتى إذا تدخلت روسيا رسميا في الصراع الليبي الداخلي” إذ تخشى إدارة ترامب التدخل العسكري في أي نزاع خارجي، و”لنا في حالة سوريا أو أوكرانيا نموذج لهذا التردد” كما يقول السفير الأميركي السابق.
ويعتقد ماك أن بلاده “فشلت حتى الآن دبلوماسيا في ليبيا، فلم تستطع واشنطن استخدام نفوذها الواسع لإدارة الصراع بدلا من ترك فراغ تملؤه دول مثل روسيا وتركيا وغيرهم”.
ويرى أن ترامب “يريد أن يدعي أنه، وعلى العكس من الرئيسين بوش وأوباما، قد حافظ على بقاء القوات الأميركية بعيدا عن مناطق النزاعات العسكرية غير الهامة للأمن القومي الأميركي”.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
from WordPress https://ift.tt/2F0z1zm
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "إحجام وارتباك.. هل فشلت واشنطن في التعامل مع الملف الليبي؟"
إرسال تعليق