-->
المعارضة ببساطة محزنة

المعارضة ببساطة محزنة

أمور كثيرة تحدث في الوقت نفسه من انتفاضة عفوية، التي يرافقها الإعلان بأنه قد تم تحطيم الأدوات وتوقف اللعب. لنترك المؤتمر الصحافي لميري ريغف بشأن الحدث نفسه الذي كان يشكل قمة سلسلة سوء الحظ من ناحية الوزيرة، منذ إلغاء المباراة الودية مع الأرجنتين وحماقة تحديد مكان الاوروفزيون ـ لا يوجد ما يمكن إضافته.
ريغف تهان في كل يوم، ومن أنا لأزعجها. ولكن في لحظة واحدة من شدة الغضب عندما قيل لهم إنه لا يمكنهم توجيه الأسئلة في ختام المؤتمر فقد قام المراسلون وقالوا حتى هنا، نحن لسنا إحصائيات في عرضكم. استسلمت ريغف وسمحت بتوجيه الأسئلة. من الآن فصاعداً أعلن المراسلون الصحافيون في اليوم التالي بأن القواعد قد تغيرت، لا توجد مؤتمرات صحافية بدون السماح بتوجيه الأسئلة. لحظة واحدة من الغضب على سلوك مرفوض خلق احتجاجاً غير هذا السلوك.
حدث تأسيسي كما هو معروف، أحد الأسس الدراماتيكية التي يحبها الجميع، هو ما ينقص سلوك المعارضة، الذي يشبه جداً قصة لا نهاية لها. إليكم مثالاً للحظة متخيلة كان يمكن أن تكون حدثاً تأسيسياً كهذا، ولكن كالعادة تبددت: أعضاء المعارضة من ميرتس ومن القائمة المشتركة بمشاركة منظمات حقوق الإنسان «بتسيلم» و«نحطم الصمت» نظموا مؤتمراً بعنوان «الخليل أولاً»، الذي يتناول الاستيطان اليهودي في الخليل. رئيس الكنيست «يولي ادلشتاين» ألغى المؤتمر بذريعة أن كل القاعات في الكنيست ستكون مشغولة بسبب بعثة رئيس جمهورية التشيك. دوف حنين لم يقف مكتوف الأيدي وصور على الأقل قاعة فارغة واحدة أثناء الزيارة. ما حدث بعد ذلك، اسألوا، أين هي اللحظة التأسيسية لنا في هذه القصة ومتى تقشعر الأبدان ويتسع العقل.

وضع المعارضة الإسرائيلية الآن سيء فهي غير قادرة على القيام بخطوة تأسيسية تبني عليها

يجب علينا أن نخيب أملكم. من يجلسون على المقاعد الأخيرة في الكنيست، أولئك الذين كنا نريد رؤيتهم كمقاتلين شجعان، هم أيضاً المقموعون أكثر. فقد اضطروا إلى حني رؤوسهم خوفاً من ألا يتم تمرير مشاريع قراراتهم، ولن يحظوا بالتعاون. لذلك فإنهم لن يخاطروا بالنزاع مع رئيس الكنيست. أمام المنظمين وقف احتمال التوجه إلى زملائهم في المعارضة وطلب القيام بعملية احتجاج تظاهرية مشتركة رداً على الإلغاء. لنفترض، إبلاغ رئيس الكنيست بأنهم لن يحضروا جلسة الكنيست بشكل جماعي عندما يخطب رئيس التشيك إذا لم يغير قراره.

ولكن الحكومة مفتتة. يئير لبيد يخاف من أن يصنف أحد ما حزبه مع الخاسرين في المعسكر الصهيوني، ولأنه يبني لنفسه منصب رئيس حكومة الظل ووزير خارجيتها، وخصص لعوفر شيلح منصب وزير الدفاع، معروف للجميع بأن الأمر يتعلق بأرستقراطية برلمانية غير مستعدة للاختلاط مع الرعاع الزعبيين. المعسكر الصهيوني يخاف من ظله ومن تماهيه مع القائمة المشتركة، وميرتس يخاف من إلغاء الفوارق بينه وبين المعسكر الصهيوني. هكذا، بدلاً من منح مصوتيهم التقاط الأنفاس، فإن المعارضة تلقي عليهم اليأس والتراخي.
الانعطافة الأخيرة ـ حيث سقطت مشاريع قوانين هامة للمعارضة لأن عضو كنيست واحد (روبرت تيفياف) صوت للائتلاف وفي أعقابه عضو كنيست آخر (حيليك بار) اختفى في الصين وهو يرفض التوسلات لعودته ـ تذكر بصورة معاكسة كيف أن الليكود بالـ 12 مقعداً بائساً له نغص حياة الحكومة أسبوعاً بعد آخر وقدم دليلاً آخر على أن الحجم ليس بالضرورة هو الذي يقرر.
في الفراغ الذي نشأ يتوجه إلى مقاول خارجي والمعارضة البديلة ما زالت على قيد الحياة من خارج مبنى الكنيست. لذلك فإن الأسماء الكبيرة للانتخابات القادمة، اشكنازي وغانتس وباراك، لم تأت من مقاعد المعارضة. ربما لو أن الجمهور رأى أعضاء الكنيست الذين انتخبهم يحاربون بلا هوادة، ويحطمون الأدوات وينغصون حياة هذا الائتلاف القابل للتحطم، لما كان متعطشاً بهذا القدر للجنرالات. وزملائي في هذه الصفحة لم يكونوا لينزعوا البتلات عن تيجان الأزهار في لعبة «يحبني أو لا يحبني» مع زعيمنا الواحد والوحيد حتى الآن، الذي لا ينجح أحد في تهديده.

ايريس ليعال
هآرتس 2/12/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2FVxoq3
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "المعارضة ببساطة محزنة"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel