-->
قرارات مجلس الشيوخ وأبعادها..

قرارات مجلس الشيوخ وأبعادها..


أن يصوّت الكونغرس “بالإجماع “على قرار يعتبر فيه أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أقدم مباشرة على اصدار التعليمات التي ادّت الى مقتل الصحفي المعارض جمال الخاشقجي في سفارة بلاده في اسطنبول فهذا ليس قراراً عابراً أبداً وله الكثير من الرسائل الداخليّة الموجّهة لشخص الرئيس ترامب من جهة وللمملكة العربيّة السعوديّة كنظام وليس فقط للدلالة عن رفض شخص محمد بن سلمان كولي عهد وحليف استراتيجي من جهة أخرى …
…أنا أرى أن تلازم التصويت الزمني على قرارين أحدهما يتعلّق بتعليق تزويد مملكة آل سعود بالسلاح بهدف الضغط لإيقاف الحرب الجائرة على اليمن ما هو إلاّ بداية لإنهاء دبلوماسيّة ترامب والإقرار الصريح بتمدّد نفوذ إيران في المنطقة ومقدّمة للعودة إلى ما رسمته المؤسّسة الحاكمة في الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك اوباما لناحية الإنفتاح على الجمهوريّة الإسلامية…
..تقديري أن قرارات الكونغرس تُخفي بطيّاتها “إشارة ما” لنهاية عهد ترامب قبل انتهاء مدّة رئاسته خاصّة وأن سياسة البلطجة التي انتهجها البيت الأبيض ذهبت بالكرة الأرضية إلى توتّر مسلّح غير مسبوق أضرّ بسمعة واشنطن وكاد أن يفقدها الكثير -لو استمرّت- من الحلفاء الإستراتيجيين لاسيّما اوروبا…
طبعاً،الذي سيقلق من الآتي -لو حصل-هو نتنياهو وما ثبات محور المقاومة وتمدّده إلاّ غنيمة سيبحث الأمريكي فيها كيفيّة التقرّب من إيران بعد فشله في تحقيق أيْ إنجاز ميداني رغم كل الحروب التي خاضها مباشرة أو بالوكالة…تقديري أنّنا أمام مرحلة تجاذبات متناقضة ستلعبها السياسة الأمريكية في المرحلة القادمة بين التودّد لطهران الذي سيعتبر مؤشّر واضح للمزايدة على سياسة موسكو وعلاقتها الإستراتيجيّة مع الجمهوريّة الإسلاميّة وبين حماية اسرائيل التي ربّما ستنتهي بإنعكاسات ميدانيّة تهدف إلى إعادة تبلور موازين قوى إقليميّة في مرحلة ما قبل رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط…
وبرأيي أنّ الحديث عن المؤشّرات والدلالات المعزّزة للبحث أعلاه كثيرة منها،الانفتاح الإماراتي والأردني على دمشق، الإقرار الأمريكي ببقاء الرئيس الأسد في السلطة، العمل الجدّي على إنهاء حرب اليمن، الحضور الروسي المتزايد في الشرق الأوسط،فشل محاولة حصار أوعزل إيران لاسيّما تصديرها للنفط، النيّة الأوروبيّة لإيجاد نظام بديل لنظام “سويفت “الأمريكي المتعلّق بالتحويلات النقدية بغية عدم خسارة الشركات الأوروبيّة للعقود المبرمة مع طهران ، بدء الكثير من الدول في تنفيذ اتفاقات ثنائية تستغني بموجبها عن الدولار كعملة رئيسية،تحوّل السعوديّة إلى عبء إيديولوجي لا يمكن لجم تداعياته مهما حصل من تغيير او انفتاح داخلي ،ضعف حلفاء أمريكا وعدم الثقة في الإعتماد على أي منهم، تراجع دور إسرائيل العسكري الواضح تجاه محور المقاومة في المنطقة وأخيرا وهو الأهم تحوّل الولايات المتّحدة من مستهلك يعتمد على نفط الخليج العربي إلى مصدّر له بعد اكتشافها واستخراجها للنفط الصخري ما يعني بلغة المصالح أن حماية خامات الدول الخليجيّة لم تعد أولويّة استراتيجيّة كما كان الحال طيلة العقود الماضية…
بقلم المحامي محمّد فضل خشّاب

, MOHAMAD SAAD ,

رابط المقال من المصدر



from بانوراما – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2ULQQZD
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "قرارات مجلس الشيوخ وأبعادها.."

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel