-->
العناد السياسي يُعطّل تشكيل الحكومة والحريري: «الوطن ليس فندقاً»

العناد السياسي يُعطّل تشكيل الحكومة والحريري: «الوطن ليس فندقاً»

Editor

بيروت ـ عمر حبنجر تشكيل الحكومة اللبنانية متوقف على حاجز العناد السياسي، فيما يندفع الوضع الاقتصادي نحو المنحدر دون توقف. وتحولت مسألة تشكيل الحكومة الى مسألة تقويم كلام، حزب الله يتمسك بإصراره على توزير احد النواب السُنة الملتحقين به والا فلا حكومة مادام ليس هناك من توزير، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يرى انه تراجع كثيرا من اجل التسوية السياسية التي كلفته الكثير ولا زيادة لمستزيد. اما النواب السُنة الستة فقد اصبحوا محرجين تجاه الحزب الذي يضرب بسيفهم وامام بيئتهم السياسية التي سبق ان تعاملت مع من مروا في حالتهم بما لا يشجع، ومع ذلك فإنهم مازالوا ينتظرون تحديد موعد لهم مع الرئيس المكلف، والرئيس المكلف يعتبرهم كتلة مصطنعة، لذلك فهو مستعد لاستقبالهم كنواب افراد وليس ككتلة، بينما هم ومن وراءهم يعتبون مثل لقاء كهذا لزوم ما لا يلزم. الرئيس الحريري تجنب حديث التكليف خلال رعايته مناقشة حول المخدرات، وذكر بقول والده الشهيد: الوطن ليس «اوتيل»، ندخله بضعة ايام ثم نخرج ولبنان وطننا كلنا، ونسمع كثيرا عن فساد وهدر وموبقات لكن نبقى جميعا لبنانيين، ولن اتحدث عن التعطيل، علينا ان نجد حلا بين هذه «الغيمات»، وفي النهاية سنصل الى حل، الدستور يجمعنا وامور قليلة تخلفنا وانا سأركز على ما يجمعنا. رئيس مجلس النواب نبيه بري بقي على كلامه: «الحكومة مطولة»، محيدا نفسه عن هذه المعمعة بعد عدم الاخذ بترشيحه عضو كتلته قاسم هاشم الذي التحق لاحقا بكتلة اللقاء السُني المستحدثة في حين يرى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدته اليومية ضرورة اللجوء الى تسوية، مهما كانت مرارتها، تفاديا للانهيار، وهو ما كان اعتمده في موضوع الوزير الدرزي الثالث. اما حزب الله فقد اعتبر بلسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد انه متمسك بحلفائه ولن يكون شاهد زور. وفي رأي قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله ان ما قاله الرئيس عون ان «الازمة كبرت» لكنها بسبب «محاولة البعض تكبير حجمه واحتكار تمثيل طائفته»، وختمت بالقول: «رحم الله امرأ عرف قدره ووقف عنده»، والمقصود هنا واضح، وقد رد «المستقبل» بالقول: فعلا الازمة كبيرة كما وصفها الرئيس عون بالكبيرة، بعد العقدة التي اخترعها حزب الله لمصلحة ايران. ولاحظ التيار الوطني الحر ان الوضع الحكومي تراجع الى الصفوف الخلفية دون ان يتراجع المعنيون بتشكيل الحكومة قيد انملة عن مواقفهم. ويرى عضو التيار نائب جزين زياد اسود انه اذا حلت مشكلة تمثيل هؤلاء النواب فستظهر مشكلة اخرى تعوق تشكيل الحكومة، وحتى لو أنجز التشكيل فلن تستطيع الحكومة بتعدد توجهات اعضائها ان تعمل، لأننا في الوقت الاقليمي الضائع، ولبنان مجرد ورقة على طاولة الصراع الاميركي ـ الروسي، والايراني ـ العربي وسط غياب وعي اللبنانيين، موحيا بمسؤولية حزب الله. بدوره، دعا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل رئيسي الجمهورية والحكومة ليكونا بشارة الخوري ورياض الصلح (بطلي الاستقلال) وان يرفضا الاداء ويعلنا كونهما رجلي الجمهورية الثالثة، معتبرا ان بوسع حزب الله «تركيع» الطبقة السياسية لكنه لا يستطيع تركيع الشعب اللبناني. في غضون ذلك، عاد البطريرك الماروني بشارة الراعي من الفاتيكان امس اقل ارتياحا لما سمعه عن وزير خارجيتها من انتفاء امكانية عودة النازحين السوريين في الوقت الحاضر في ضوء قرار المجتمع الدولي وانكفاء المبادرة الروسية بهذا الخصوص. مصادر متابعة اضافت لـ «الأنباء» اسبابا اخرى للقلق العام في لبنان حول هذا الموضوع تتصل بالضغوط التي يتعرض لها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون منذ اعلانه الدعم لفكرة الجيش الاوروبي استغناء عن الاعتماد على القوة الاطلسية الاميركية التي تحولت الى مصدر ابتزاز. وذكرت المصادر بالطالب اليهودي ـ الفرنسي ـ الالماني دانيال كوهين باندت الذي قاد مجموعات طلابية في العام 1968 بوجه الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول عندما دعا للعودة الى القاعدة الذهبية بدل الدولار الاميركي، كتغطية للعملات الوطنية، وتخلل الاعتصامات حوادث شغب واقتلاع لارصفة الشوارع بدعم من اليمين المتطرف، وقد أُبعِد باندت الى فرانكفورت، موطنه الاساسي، لكن ديغول استقال لعدم رضاه عن نتائج انتخابات جرت عقب ذلك.

The post العناد السياسي يُعطّل تشكيل الحكومة والحريري: «الوطن ليس فندقاً» appeared first on Lebanon news – أخبار لبنان.

, Editor ,

رابط المقال من المصدر



from اخبار لبنان – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2TIYWlf
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "العناد السياسي يُعطّل تشكيل الحكومة والحريري: «الوطن ليس فندقاً»"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel