
أوبزيرفر: هل انتصر التيار الليبرالي في انتخابات الولايات المتحدة النصفية؟

لندن- “القدس العربي”: هل غيرت الانتخابات النصفية الخريطة الإنتخابية الأمريكية وعبرت عن انتصار ليبرالي؟ أم أن حديث الرئيس دونالد ترامب عن انتصاره في الانتخابات صحيح؟ فلا تزال نسبة الأمريكيين خاصة في الضواحي تؤمن بالشعبوية.
يقول ويل هاتون، المعلق في صحيفة “أوبزيرفر” إن الإنتخابات النصفية، والتي قال إنها حملت رسالة عن أمريكا جديدة متقدمة تتشكل.
وقال إن النتائج التي حققها الليبراليون في الأسبوع الماضي، تجعل من حديث ترامب عن انتصاراته أمرا مثيرا للغرابة. وكتب قائلا إن “العامين الماضيين كانا أسودين في بريطانيا والولايات المتحدة. وبدا المستقبل وكأنه بيد اليمين المتطرف الأنغلو- أمريكي، الشعوبيون والمعادون للأجانب والمعادون للاتحاد الأوروبي والتحالف المعادي للحشمة العامة الذي يمتد من دونالد ترامب إلى نايجل فاراج (زعيم حزب الإستقلال السابق) وجاكوب ريز–موغ (النائب المحافظ) كانوا الأسياد، ولو آمنت بشيء فانسه”.
ولم تقلب انتخابات الثلاثاء السحر على الساحر أو كما بدا في النظرة الأولية، فقد أعلن دونالد ترامب عن “انتصار شبه كامل” بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع. وعندما خسر الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب. وكان مبالغا في هذا ولكنه لم يكن أحمقا بدرجة كبيرة. فما توقعه الكثيرون عن موجة ديمقراطية، تبين أنها مجرد موجة صغيرة. فلم يفوزوا في مجلس النواب بالمقاعد كما كانوا يأملون، فيما أحكم الجمهوريون قبضتهم على مجلس الشيوخ. حيث ركز ترامب كثيرا وفاز.
لكن الطريق أمام عام 2020 لا يزال غير واضح لولاية ثانية. ولو نظرنا للنتائج بصورة مختلفة فإننا نجد أن الكثير من الأمريكيين شاركوا في انتخابات عام 2018 أكثر من أية انتخابات نصفية منذ عام 1966. وصوت أكثر 10 ملايين للديمقراطيين لا الجمهوريين. وكما تكشف النتائج الأخيرة للمكاسب في مجلس النواب وتضم 30 مقعدا استهدفها الديمقراطيون وكانت غير محتملة في معاقل الجمهوريين بالضواحي وهي ردة قوية في وقت يعيش فيه الاقتصاد حالة من الازدهار.
وتبدو الصورة في مجلس الشيوخ مختلفة. فقد تمسك الديمقراطيون بمونتانا حيث بدا أنهم خسروها، وفازوا بنيفادا ومتقدمون في أريزونا. وفي فلوريدا فالنتائج كانت قريبة لكل من مجلس الشيوخ والحاكم وستكون هناك إعادة إحصاء. وفاز شيرود براون في ولاية أوهايو، وهي الولاية التي فاز بها ترامب عام 2016 وبهامش 10%. كما وأصبحت الولايات الثلاث التي أعطت ترامب الفوز ويسكونسين وبنسلفانيا وميتشغان في يد الديمقراطيين الآن. ومن هنا فالحديث عن نصر شامل مجرد خرافة.
ويشير الكاتب إلى ما حدث في تكساس التي تعد من أكثر الولايات الأمريكية محافظة. وقام فيها مرشح الديمقراطيين فرانسيس (بيتو) اورورك بحملة انتخابية تقدم صورة عن التقدم الذي حققه الديمقراطيون في الولايات الحمراء التي يسيطر عليها الجمهوريون.
فرغم فارق الهزيمة الضئيل ضد السيناتور الجمهوري تيد كروز إلا حملته تقدم صورة عما يجري في أمريكا اليوم. فأوروك يمثل الالتزام الليبرالي الواسع من ناحية مواقفه من الصحة الوطنية والهجوم على كارهي المرأة ودفاعه عن المهاجرين ودعوته لرأسمالية تحت الرقابة والحد من استخدام السلاح ويدعو لرفع الحظر الفدرالي عن الماريغوانا وهو ضد عسكرة السياسة الخارجية.
كل هذا يجعل من قضيته فاشلة ولا أمل فيها، بالإضافة لدفاعه عن الأمريكيين السود في الفريق الوطني للكرة، والذين ركعوا عندما عزف النشيد الوطني، تعبيرا عن المطالبة بحقوقهم.
ولكن من بداية متواضعة في شاحنة صغيرة مستأجرة توسعت حملته، حيث زار كل المحافظات في تكساس وعددها 254. واستطاع من خلال موقعه “أكت بلو” جمع 70 مليون دولار لحملته واستطاع تجنيد 25.000 متطوع نسبة 71% منهم ما بين 18-29 عاما، وجعل الليبرالية شعبية في تكساس واقترب من الفوز.
وتكررت الأشكال نفسها في الولايات المتحدة من ريتشموند إلى فرجينيا التي سيطر عليها الديمقراطيون. وكل مدينة وبلدة أصبحت في يد الديمقراطيين، وصوتت نسبة 60% من النساء للديمقراطيين وحركة هاشتاغ “مي تو” والخضر والمدافعين عن التغيرات المناخية وتبني الشباب فكرة الجنوسة المتواصلة واحترام ثقافة الآخرين والنمو المتزايد نحو النباتية.
ولكن الرسالة من الانتخابات النصفية هي ليس ما تعتقده الغالبية الأمريكية أو تريده. فثقافة الغالبية تعاني من الحرمان على يد النظام الانتخابي الأمريكي. فالولايات الريفية مثل وايومينغ ونورث داكوتا بعدد أقل من مليون نسمة لديهما نفس المقاعد في مجلس الشيوخ مثل كاليفورنيا البالغ عدد سكانها 40 مليون نسمة. كما أن تشكيل مناطق اصطناعية للغالبيات الجمهورية وحرمان السود والمساجين السابقين والتحيز مع المحافظين يكمل الصورة. ولكن مجلس النواب هو المكان الذي يمكن من خلاله التعبير عن هذه الفروق، ويبدو اليوم مثل الولايات المتحدة التي عبر عنها أورويك، ليبراليا بعدد كبير من النائبات منهن مسلمتان. وأصبحت كاليفورنيا ونيويورك بيد الديمقراطيين وكذا الشباب الأفرو-أمريكي واللاتينيون أصبحوا ديمقراطيين. ويعتمدون على وسائل التواصل الإجتماعي من خلال الشبكات الفردية لا البيانات وهم المستقبل الذي يرفض خطاب ترامب وقيمه. وقد ينقلون أسلوب أورويك إلى المناطق الريفية والضواحي التي يفضلها النظام الأمريكي. ومثل الولايات المتحدة فهذه الثقافة تستقر في بريطانيا رغم الإعلام اليميني المتطرف. فالبريكسيت وخلافا لانهزامية جيرمي كوربن يمكن وقفها، و”استفتاء شعبي” يمكن أن يوقف هذه الموجات وينقذ بريطانيا. وكل ما يجب فعله هو أن يستيقظ حزب العمال.
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
Mosab Abusaif
The post أوبزيرفر: هل انتصر التيار الليبرالي في انتخابات الولايات المتحدة النصفية؟ appeared first on بتوقيت بيروت.
from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2OxoBJT
0 تعليق على موضوع "أوبزيرفر: هل انتصر التيار الليبرالي في انتخابات الولايات المتحدة النصفية؟"
إرسال تعليق