-->
“ليبراسيون”: هل هي بداية نهاية الحرب اليمنية ؟

“ليبراسيون”: هل هي بداية نهاية الحرب اليمنية ؟

باريس-“القدس العربي”:

تصدر الموضوع اليمني عدد صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية الصادر  اليوم الأربعاء 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، والذي لفتت فيه إلى أن الحرب الدائرة في اليمن التي تقودها السعودية والإمارات فاقمت ظروف العيش في اليمن السيئة أصلا؛ وخلقت حالة من الفوضى العامة. فمع مرور الوقت بدأت الدولة اليمنية تتفكك وتضاعفت المجازر بحق المدنيين وتسبب الحصار المطبق على ميناء الحديدة الذي تعتمد عليه البلاد في إدخال المواد الأساسية؛ تسبب إغلاقه في كارثة إنسانية باتت تهدد بمجاعة شاملة.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن  التغير المفاجئ لفرنسا والدول الغربية عموما من هذه الحرب عبر الدعوة لوقف القتال بشكل فوري؛ يوصف بأن فيه نوعاً من النفاق على الرغم من أنه كان ضرورياً الاصطفاف إلى جانب الحكومة المركزية في اليمن ودعمها ضد جماعة الحوثي التي ترتكب جرائم هي الأخرى وتهدد المنطقة برمتها.

كما أوضحت “ليبراسيون” أن تنامي العنف في اليمن سمح للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة و “الدولة”  بالاستقرار في اليمن ومنها تم التخطيط للهجمات التي شهدتها فرنسا سابقا؛ غير أن الفظاعات التي ترتكبها السعودية وحليفتها الإمارات العربية في اليمن حوّلت هذا البلد إلى جحيم على الأرض وكان الأحرى بالدول الغربية التي تزود السعودية بالسلاح أن تمارس ضغوطا في وقت مبكر باتجاه التوصل لاتفاق  بدل أن تصم الآذان عن الانتهاكات التي تمارس بحق المدنيين بأسلحة غربية.  لكن الأمر تطلب قتل آلاف المدنيين من قبل التحالف العسكري السعودي -الإماراتي الذي لم يستطع الانتصار في هذه الحرب؛ كي يستفيق الغرب متأخراً ويبدأ بالمطالبة بوقف الحرب والبحث عن آلية للتسوية وهو ما يمكن أن يوصف بأنه نوع من العبث الاستراتيجي.

وبعد ثلاث سنوات من القتل والتجويع؛ بدأ المجتمع الدولي بتحرك باتجاه ممارسة ضغوط على السعودية كي توقف القصف ويجلس الطرفان على طاولة الحوار؛ حيث يتوقع أن تنعقد جولة مفاوضات قريباً.

وقد تسببت الصورة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في 26 أكتوبر الماضي للطفلة اليمنية أمال ذات السبع سنين والتي توفيت جراء سوء التغذية؛ في صدمة حقيقية للعالم جعلت أطرافا دولية تتحرك أخيرا بعدما قتل الجوع 2000 طفل يمني وانتشر داء الكوليرا بشكل مرعب وحصدت الحرب آلاف الأرواح منذ 2015.

كما أن جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي؛ ساهمت في إخراج الغربيين من صمتهم المطبق وجعلتهم يكثفون دعواتهم لوقف هذه الحرب التي وصفها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأنها “حرب قذرة”.

وبسبب الشكوك التي تحوم حول تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل خاشقجي بدأت أنظار الغرب تتجه نحو تصرفات أخرى لولي العهد الشاب خاصة الحرب في اليمن؛ وقد أكدت واشنطن أنها أوقفت تزويد طائرات التحالف العربي بالوقود لتتولى السعودية تلك المهمة؛ وأيضا تبادل مسؤولون غربيون زيارة السعودية والإمارات خلال الأيام الماضية – خاصة وزير الخارجية الأمريكي ونظيره البريطاني – يحملون نفس الرسالة وهي أن وقت السلام قد حان؛ مطالبين حكومتي الرياض و أبوظبي بوقف القصف والسماح بإجلاء عشرات الجرحى اليمنيين إلى سلطنة عمان للعلاج كبادرة حسن نية.

ويعتقد الأمين العام للأمم المتحدة آنطونيو غوتيريش أن هناك إمكانية لوقف الحرب في اليمن،  مؤكدا أن مقترحا للتسوية تم تقديمه للأطراف المتحاربة وكانت الردود الأولية إيجابية. ويعتبر هذا الأخير أن تواقف العالم حول ضرورة إنهاء الحرب في اليمن سيعزز فرص نجاح محادثات السلام المتوقعة في السويد قبل نهاية العام الجاري.

وخلال دعواتهم لوقف الحرب؛ يطالب المسؤولون الغربيون في نفس الوقت من  السعودية أن التنسيق والتعاون في التحقيق بشأن اغتيال خاشقجي؛ وهو ما يشي بأن قضية هذا الصحافي قد تؤدي إلى وقف الحرب الطاحنة في اليمن التي قد تكون عواقب استمرارها أخطر على أطرافها مما كان يتوقع.


المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Anwar



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2OLGbtx
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "“ليبراسيون”: هل هي بداية نهاية الحرب اليمنية ؟"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel