
«الجارديان»: هل انتصار الحزب الديمقراطي هو نهاية قبضة ترامب المطلقة على السلطة؟

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالًا للكاتب الأمريكي ريتشارد وولف تناول فيه الانتصار الأخير للديمقراطيين في الانتخابات النصفية؛ إذ يذكر أن هناك شعورًا مزعجًا يتردد في خبايا عقل دونالد ترامب الواسع للغاية، وينخر في نرجسيته المتعجرفة. فمؤيدوه لم يعودوا معجبين به كما كانوا.
Embed from Getty Imageswindow.gie=window.gie||function(c){(gie.q=gie.q||[]).push(c)};gie(function(){gie.widgets.load({id:’Xl7_In9MTQlh5fzSVcZTTQ’,sig:’4wGxduHqdH1ug6v6UDTp1sm2ii6GQvX2wlOf_OlPBAA=’,w:’594px’,h:’396px’,items:’1057839830′,caption: true ,tld:’com’,is360: false })});
لم يتخلوا جميعهم عنه طبعًا؛ فالرجال المسنون الغاضبون ما يزالون هناك، يصرخون بإهاناتهم للمهاجرين ووسائل الإعلام وأي شخص آخر ليس رجلًا مسنًا غاضبًا.
لكنَّ جميع هؤلاء النساء البيض – الذين يسميهم ترامب أغلبية النساء (لأنَّ البقية لسن ذات أهمية بالنسبة له) – ركضن إلى الأبواب التي تقول (وداعًا ترامب).
إذ أعطى مسح اقتراع الناخبين (الذي يستطلع آراء الناس فور خروجهم من صناديق الاقتراع) ميزة ضخمة بمقدار 21نقطة للديمقراطيين بين النساء، بينما تقدم الجمهوريون بمقدار نقطتين فحسب بين الرجال. انقسمت النساء بنسبة 50-48لصالح الحركة المعارضة لترامب المعروفة بالديمقراطيين. كانت المجموعة الوحيدة التي فاز بها الجمهوريون هي مجموعة الرجال الأكبر عمرًا من 65 عامًا، وفازوا بها بنسبة 1٪ فحسب.
«نيويورك تايمز»: هكذا يمكن للحزب الديمقراطي الأمريكي استغلال انتصاره بطريقة بناءة
تخلي النساء عن ترامب
وقال وولف: «إنَّ النساء البيض، في مسوح اقتراع الناخبين هذه ذاتها منذ عامين فحسب، أعطين ترامب تقدمًا بمقدار 9نقاط ضد أول امرأة تحصل على ترشيح لخوض الانتخابات الرئاسية من حزب كبير. كانت النساء المتزوجات منقسمات إلى حد كبير عام 2016، لكنهن كنَّ ميالات إلى الديمقراطيين بشدة يوم الثلاثاء».
Embed from Getty Imageswindow.gie=window.gie||function(c){(gie.q=gie.q||[]).push(c)};gie(function(){gie.widgets.load({id:’3AqA9rbHQ-97yx3qxpYzXg’,sig:’kXIHSS-hXUNLa0lnp6cl5dP6ihOTNn3CAd6lbXQsrac=’,w:’594px’,h:’396px’,items:’1057833624′,caption: true ,tld:’com’,is360: false })});
يسرد وولف في مقاله أنَّ انتخابات 2018 تحكي قصة ابتعاد نساء الضواحي البيض عن ترامب؛ ما أدى إلى تحويل السباق في ولاية تكساس إلى سباق مثير للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزمان. ولا يحتاج المرء إلى أن يكون مستشارًا سياسيًا ليعرف معنى أن تكون تكساس تنافسية بالنسبة للسباق الرئاسي الذي يبدأ بعد ذلك مباشرة تقريبًا.
من المؤكد أنَّ هذه هي النقطة التي يقول فيها الخبراء العاقلون إنَّ الانتخابات النصفية مختلفة عن الدورات الرئاسية. فأوباما قد مني بهزيمة ثقيلة في الانتخابات النصفية لعام 2010، وفاز بإعادة انتخابه بسهولة بعد ذلك بعامين، لكنَّ أوباما كان عاقلاً وطبيعيًا وحريصًا على الوصول لحل وسط مع الناخبين. أما ترامب فهو ليس كذلك، ولا يظهر أية قدرة على التعلم.
يذكر وولف أن ترامب في هذا الوقت الذي يخمن فيه الناس أنه قد يكون حلقة الوصل بين الديمقراطيين المنتخبين حديثًا والجمهوريين التقليديين الذين يديرون مجلس الشيوخ. هذا رجل لا يستطيع كبح جماح نفسه، سواء كان الأمر متعلقًا بإفشاء معلومات استخباراتية إلى الروس، أو إهانة المرأة التي اتهمت مرشحه في المحكمة العليا بالاعتداء الجنسي، أو الهجوم العنصري على اللاتينيين الذين يشكلون أسرع تكتلات الناخبين نموًا في البلاد.
يرى وولف أن ترامب لا يمكن أن يتغير. أيًا كان ما يقوله له الناخبون. فالرجل ما ينفك يزداد «ترامبية»، ويزداد تمسكه بآخر ما تبقى له من الخيوط الواهنة لمؤامرات اليمين المتطرف بينما تدور هذه المؤامرات في بالوعة الحمام.
كما يعتقد وولف في مقاله أن هناك عدد لا بأس به من الأخبار ليخدع ترامب نفسه وناخبيه للاعتقاد بأنَّ كل شيء على ما يرام. فالانتخابات النصفية لعام 2018 لم تكن بمثابة «تسونامي« كامل مسح جميع الجمهوريين. فالحزب الجمهوري فاز بعدد قليل من مقاعد مجلس الشيوخ في أرض معركة كانت تميل بقوة لصالحهم، استنادًا إلى دورة مدتها ستة أعوام تصادفت مع عام إعادة انتخاب أوباما. لو كان هذا بمثابة انتصار، فيمكن لإنجلترا أن تحتفل بانتصاراتها الكثيرة في كأس العالم منذ عام 1966.
التغيير قادم
يكمل وولف أن الجمهوريين كان ينبغي لهم أن يبحروا إلى النصر في فترة من السلام النسبي والازدهار، مع انخفاض البطالة إلى معدلات تاريخية وارتفاع الأجور، لكن ظهر للناخبين في مجلس النواب – وهو سباق وطني بحق، بخلاف مجلس الشيوخ – أنه ليس ثمة حدود انتخابية واضحة لعنصرية ترامب المسعورة المعادية للمهاجرين وتحيزه المذهل الوقح ضد النساء.
ويرى وولغ أن ما يسمى بالشعبوية، ليست على هذا القدر من الشعبية. اتضح أنَّ الناخبات من نساء الضواحي لا يفضلن كثيرًا إجبار العائلات على الانفصال، وتقليص تغطية الرعاية الصحية. وبعد قراءة كل هذه المقابلات الصحافية مع ناخبي ترامب في عربات الطعام في البلدات الصغيرة، من يدري؟
التغيير قادم في فلوريدا، حيث كانت خيبة أمل الديمقراطيين في سباقات مجلس الشيوخ وحاكم الولاية شديدة. فالولاية التي قررت للتو مصير سباقين بأقل من مائة ألف ناخب، قررت أيضًا استعادة حقوق التصويت لـ1.4مليون مجرم سابق.
فاز رون دي سانتيس بالحكم على الرغم من روابطه الوثيقة بالقوميين البيض، لكنه سوف يكون بحاجة إلى ما هو أكثر بكثير من هذه العصابة من البيض ما إن يبدأ أولئك المجرمون السابقون في التصويت. وفي غضون ذلك، فإنَّ كوريس كوباش في كانساس، الذي يخوض الانتخابات بدعم مشابه من أصدقائه العنصريين فشل في الفوز بالحكم في ولاية فاز فيها ترامب بأكثر من 20 نقطة.
وقال وولف: «إنَّ الحياة قد تغيرت بشكل أساسي بالنسبة لترامب. ربما لا يكون مدركًا لذلك بعد، لكنه سوف يدركه قريبًا. فبعد هزيمة ترامب في مجلس النواب، أنهى الديمقراطيون عامين من الرفض المصمم للحزب الجمهوري إجراء أي رقابة ذات معنى على إدارته».
عواقب الهزيمة
وبحسب وولف بدلًا عن تكتل الحرية اليميني المتطرف، سوف يكون هناك تحقيقات متعددة في الخسارة المخزية لآلاف الأرواح الأمريكية في بورتو ريكو بعد إعصار ماريا. إذ نجح الجمهوريون في إعاقة أي تحقيقات جادة في مئات ملايين الدولارات من عقود إغاثة منكوبي الكوارث التي كان من الممكن أن تنقذ الكثير من الأرواح.
وبدلًا من الهوس بإبطال برنامج أوباما للرعاية الصحية «أوباما كير»، سوف يكون ثمة تحقيق جدي – مدعوم بسلطة أوامر الاستدعاء – في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، والتواطؤ مع حملة ترامب والروابط التجارية مع منظمة ترامب.
Embed from Getty Imageswindow.gie=window.gie||function(c){(gie.q=gie.q||[]).push(c)};gie(function(){gie.widgets.load({id:’e7QB8MaORqVJcuAEDcdVYw’,sig:’kHWJU2M5SrwBWDgtYJ7qN6idpJSreoO_CFOXdlmmpgA=’,w:’594px’,h:’396px’,items:’896010010′,caption: true ,tld:’com’,is360: false })});
وأكد وولف على أنَّ قبضة ترامب المطلقة على السلطة قد انتهت نهاية مفاجئة، ولو كان لنا الاستدلال بما حدث مع أسلافه، فلن تعود هذه السلطة في أي وقت قريب. لن يكون هناك المزيد من التخفيضات الضريبية من ترامب للشركات الكبرى، ولن يكون هناك تخفيضات من قبل ترامب للضمان الاجتماعي أو الرعاية الصحية. ومع ذلك، فسوف يكون هناك المزيد من قضاة ترامب، وربما المزيد من المرشحين للمحكمة العليا للولايات المتحدة.
بالنسبة للكثير من كبار الديمقراطيين، فليس هذا احتمالًا رائعًا، لكنَّ سيناريو يكون فيه الكونجرس خاضعًا للتحكم الكامل لم يكن رائعًا هو الآخر. كانوا يخشون من الدخول في سباق رئاسي عام 2020 يتنافس فيه ترامب ضد كونجرس ديمقراطي، لكنَّ ذلك أصبح أكثر صعوبة بكثير مع انتصارات الجمهوريين في مجلس الشيوخ. كانت منافسات هذا العام مقدمة للمعركة الحقيقية للفوز بكل من الكونجرس والبيت الأبيض. وإلى حين استعادة الديمقراطيين للرئاسة، لا يمكنهم الأمل في علاج الجروح المتقيحة التي تسبب فيها ترامب.
بالأرقام.. هل نجحت «بلطجة» ترامب على العالم في إنعاش جيب المواطن الأمريكي؟
النساء قادمات
وقال وولف: إنه ليس من قبيل المصادفة أنَّ من بين الديمقراطيين الذين فازوا بانتخابات مجلس النواب عددًا أكبر بكثير من النساء من العدد الذي كان بين الأغلبية الجمهورية القديمة. سوف يقود هؤلاء الديمقراطيين أول رئيسة للبرلمان، ويتحكمون بأكثر من نصف الكونجرس للمرة الثانية، وهو ما يعتبر إنجازين تاريخيين.
Embed from Getty Imageswindow.gie=window.gie||function(c){(gie.q=gie.q||[]).push(c)};gie(function(){gie.widgets.load({id:’k4qNkdS-TKZ6g1exy8xeFA’,sig:’-2yl15qHyD2dAtAOi4TW69OgddygvDg4-eX7Rtsu7Ds=’,w:’594px’,h:’431px’,items:’855175096′,caption: true ,tld:’com’,is360: false })});
لذا فلن يكون من قبيل المصادفة أنَّ المتنافسين على الانتخابات الرئاسية عام 2020 – ومن ثم الحق في نقل المعركة مباشرة إلى دونالد ترامب – سوف يكن من النساء. واختتم وولف بالقول: «إنَّ انتخابات 2018النصفية لم تكن انتصارًا كاسحًا للديمقراطيين، لكنها كانت فوزًا ساحقًا للناخبات والمرشحات».
يختتم وولف مقاله ساخرًا أن بالنسبة لرجل كان يعتقد أنه قادر على الإمساك بالنساء من أعضائهن التناسلية، فإنَّ دونالد ترامب على وشك تجربة مدى ألم هذا الإمساك.
The post «الجارديان»: هل انتصار الحزب الديمقراطي هو نهاية قبضة ترامب المطلقة على السلطة؟ appeared first on ساسة بوست.
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
إسراء محمد
from بانوراما – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2qxt2uq
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "«الجارديان»: هل انتصار الحزب الديمقراطي هو نهاية قبضة ترامب المطلقة على السلطة؟"
إرسال تعليق