
كيف ستكون أشكالنا في المستقبل؟ مأساة الدب السوري! والقدس تنادي أهل الخليج

أن تصل متأخرا خير من أن لا تأتي، ينطبق ذلك على الخطوة الشجاعة، التي اتخذتها مصر ضد البرازيل بعد إلغاء زيارة وزير الخارجية فيريرو للبلاد ردا على إعلان رئيس البرازيل، جاير بولسونلرو، عزمه نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس.
التقرير المفصل، الذي بثته قناة “روسيا اليوم” يتحدث عن زيارة كانت مقررة أن تبدأ اليوم الأربعاء، في إطار خطة عمل حتى 11 من الشهر الجاري تشمل لقاءات مع كبار المسؤولين المصريين ورجال الأعمال، الذين وصلوا بالفعل إلى القاهرة واضطروا إلى مغادرة البلاد بسبب إلغاء الزيارة.
أهمية هذه الخطوة، التي تجاهلتها معظم الفضائيات العربية، لسبب غير معروف، أنها تسجل موقفا مطلوبا الآن من كل العواصم العربية، حتى يتوقف هذا المسلسل السياسي الكارثي، بسبب ضعف وغياب مطلق للسياسة العربية تجاه الفلسطينيين.
لن يتوقف تهويد القدس بالزيارات، ولن تحجم عواصم عالمية كبرى عن نقل سفاراتها، إلا إذا شعرت أن 21 دولة عربية قادرة على تهديد وإيذاء من ينقل سفارته إلى مدينة محتلة من دولة محتلة، حسب جميع قرارات الأمم المتحدة.
شاهد أيضا
الدب السوري وحيونة البشر
قليلون جدا من يعلمون أن هناك دبا اسمه “الدبّ البنيّ السوري”، وهو من أندر سلالات الدببة في العالم، بعد أن تم الاعتقاد سابقا بأنه انقرض منذ زمن، نتيجة الغباء والإجرام في التعامل مع الحيوانات والبشر أنفسهم في هذه البلاد.
مناسبة الحديث عن هذا المسكين، هو عرض محطات عراقية فيديو انتشر بشكل كبير عبر وسائط التواصل، يُظهر كيف يلهو قتلة بلباس عسكري ومدني بجثة هذا الدب السوري، الذي لجأ إلى منطقة الحدود بين سوريا والعراق عله يجد السكينة، هربا من المعارك الدائرة بين “داعش” والأكراد، حيث دخل في حالة من السكينة والسبات الشتوي، قبل أن يعثر عليه الجنود نائما ويقتلوه، بدم بارد، بدل أن يطعموه ويعتنوا به ويوفرون له ملجأ باعتباره مهددا ومن أصل هذه البلاد وليس دخيلا أو محتلا لها!
مع إطفاء عيني هذا الحيوان الجميل نكون قد قضينا على سلالة عجزت آلاف السنين القبائل البدائية عن فعله، وخسرنا شيئا لا يقل أهمية عن آثار هذه البلاد المنهوبة والمدمرة في السلم والحرب.
وهذا الفعل الجبان، ليس منعزلا أبدا عن غياب الرحمة، الذي تتربى عليه أجيال تتعامل مع مخلوقات الله بوحشية متجذرة في نفوس بعض البشر، فقد شاهدنا مؤخرا كيف أطعم شخص سوري حصانا حيا بأبشع صورة ممكنة، وصّوره ونشره على وسائط التواصل كنوع من الفخر، إرضاء لنفس مريضة تشكل خطرا ليس على أوطانها فحسب، بل على عموم الإنسانية.
فلم تأت عمليات القتل والحرق والذبح والتفنن في جزر أجساد البشر، التي شهدناها في سوريا والعراق من فراغ، بل كانت منهجا بني منذ الطفولة على التعامل مع الحيوانات ومخلوقات الله بوحشية وسادية، وظهرت جلية أثناء انتشار الفوضى.
وإذا لم يستطع هؤلاء البشر التمييز في القرن الواحد والعشرين أن الحيوان يتبع غريزته لا عقله كالإنسان فلا فرق أبدا بين الاثنين، بل يصبح الإنسان أشد حيونة.
بناء الأوطان والمجتمعات يبدأ دائما بقوانين وعقود اجتماعية، وإذا أرادت هذه البلاد الانتقال فعلا من عصر الحيونة الاختيارية إلى العصر الإنساني، عليها تجريم معاملة الحيوانات باعتبارها مقدمة حصرية لحيونة البشر.
أي جنس بشري سيسود؟
لطالما تساءلنا باندهاش كيف سيكون شكل الإنسان مستقبلا مع التسارع الصاروخي للتقدم التكنولوجي، الذي بات يحكم ويقولب حياتنا في كل شيء، هل يتحول البشر إلى هجين بين الطبيعي والصناعي، هل نصبح أصغر حجما أم أطول قامة، وهل نصبح كائنات نحيلة أم سمينة، وهل تتغير قواسم الوجه لدينا أم تتخذ بشرتنا لونا آخر، هل نصبح وسيمي المظهر؟
هذه التساؤلات طرحها برنامج علمي على قناة “بي بي سي” البريطانية، محاولا الإجابة على بعض التساؤلات التي تشغل بال الإنسان المعاصر.
تساؤلات لا حصر لها تخطر في البال، كيف سيكون شكل أحفادنا في المستقبل؟ هل ستطور أجسادهم إضافات إلكترونية، وهل ستعود أطرافهم للنمو إن بترت أو شاخت، وهل تصبح عيونهم مثل الكاميرات، كما رأينا في أفلام الخيال العلمي، هل ستتبدل مورثاتهم، هل سيصبحون طوال القامة أم قصارا لتوفير الطاقة مع تكاثر البشرية؟
وفي الوقت الراهن، تزرع بعض الأدوات أو الأجهزة خارج الجسم، ومنها زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب أو زرع مفصل، وربما مستقبلا تُزرع أشياء أخرى لتحسين قدرات الشخص، كأن يتوسع مجال زراعات الدماغ، فضلا عن إضافات أخرى.
وكثيرا ما سمعنا عن إمكان انتقاء جينات الوليد في المستقبل، ولدى العلماء اليوم التقنية التي تمكنهم من تعديل جينات الأجنة، لكن الأمر مثير للجدل، وإذا مضينا قدما فليس معروفا كيف ستسير الأمور بعد ذلك.
النظرة قد تتغير مستقبلا بالنسبة للتعديلات الجينية والجانب الأخلاقي، وفي هذا الإطار قد يختار الناس ملامح أولادهم فيتشكل الأبناء، حسب رغبات والديهم. ماذا عن لون البشرة والتلاعب بجينات الإنسان، وأي الأجناس ستطغى مستقبلا، وهل ستتطور خصائص الإنسان كي يتسنى له العيش في كواكب أخرى؟
طبعا لا سبيل للتيقن من الإجابة عن معظم الأسئلة، لكن من المؤكد أننا لن نظل على الصورة نفسها في السنوات المقبلة.
كاتب من أسرة “القدس العربي”
, Anwar Alqasim ,
from منوعات – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2PcfNOG
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "كيف ستكون أشكالنا في المستقبل؟ مأساة الدب السوري! والقدس تنادي أهل الخليج"
إرسال تعليق