-->
انتخابات الجولة الثانية: معضلة المقدسيين

انتخابات الجولة الثانية: معضلة المقدسيين

انتخابات الجولة الثانية: معضلة المقدسيين

حرج كبير يعيشه كثير من المقدسيين في ضوء إعادة الانتخابات بعد غد للاختيار بين بركوفيتش وليئون؟ واضح للجميع أن كليهما متعلقان بالقوة الأصولية الصاعدة في مجلس البلدية. غير أنه لدى ليئون، الذي لم ينجح في أن يدخل حتى نفسه إلى مجلس البلدية، هناك تخوف بأن التعلق سيشتد ليصبح ربطة عنق خانقة. هل هناك احتمال أن يدير ليئون سياسة مستقلة وألا يكون فاعلاً ينفذ إرادة درعي وجفني وليبرمان؟
من جهة أخرى، ينبغي الاعتراف بأن مجال مناورة بركوفيتش، الذي سيتعين عليه أن يعمل مع مجلس أصولي كدي ـ ضيق جداً. يحتمل أن يكون قرب ليئون بالذات من الأصوليين سيسهل عليه الوصول إلى توافقات في صالح كل الفئات الاجتماعية. وسيكون بركوفيتش مستقلاً بأضعاف في مواجهة الإملاءات الأصولية. كتلته «اليقظة» هي الأكبر في المجلس البلدي، وماله من ظهر، لاتخاذ موقف مستقل يأخذ بمصلحة كل سكان المدينة، ويكون أكثر اتساعاً بأضعاف من ظهر ليئون.
يتحدث بركوفيتش في الأيام الأخيرة كثيراً عن التزامه بالقدس الصهيونية. أما ليئون، كما ينبغي القول، فليس أقل صهيونية منه، ولكن مشكلته هي أن قسماً من الحاخامين والمتفرغين السياسيين الذين جلبوه إلى حد كرسي رئيس البلدية ـ ليسوا بالضبط الصهاينة الكلاسيكيين. يسأل مؤيدو ليئون لماذا تكون شاس وليبرمان، وديغل واغودات يسرائيل «شرعيين» كشركاء في الحكومة، ومرفوضين على المستوى المحلي. هم محقون، ولكنهم لا يأخذون بالحسبان بأنه على المستوى المحلي، فإن الشراكة، ولا سيما بأغلبية أصولية ـ غامضة أقل، وتلمس مباشرة لدرجة أن الكثيرين يرون فيها «تهديداً».

المتنافسان على بلدية القدس محيران فلكليهما مزايا إيجابية وسلبية

لليئون ميزة بارزة واحدة: فهو مجرب أكثر بأضعاف من بركوفيتش في إدارة منظومات كبيرة على المستوى القطري. فقد ترأس سلطة تطوير القدس، وأدار ديوان رئيس الوزراء. وهو خبير ومتمرس أكثر بأضعاف من بركوفيتش في العمل مع المستويات الحكومية والبرلمانية، ما سيسهل عليه الحصول على الميزانيات للمدينة. وأثبتت الأشهر الأخيرة بأنه يخوض المفاوضات على نحو أفضل من بركوفيتش، حين نال تأييد الليكود، واغودات يسرائيل، والبيت اليهودي، وشاس وديغل هتوراة. وبالمقابل، فإن سحابة شبهات وتحقيقات تورط فيها في الماضي، وإن كان خرج منها «دون ضر»، لا تزال تجعل من الصعب على بعض الجمهور التصويت له.

يقول ليئون إنه ملتزم بعمل فاعل يمنع تقسيم القدس. أما بركوفيتش فيرفض حتى هذه اللحظة التعهد بطريقة مشابهة في موضوع على هذا القدر من الأساسية والجذرية. والادعاء بأنه ليس لرئيس البلدية تأثير على القرارات السياسية، ليس صحيحاً ببساطة؛ فالمدينة في يديه كالمادة في يد المبدع، وكذا القرارات أو غياب القرارات في مواضيع التخطيط، والبناء والأراضي، وتصمم الخريطة، التي يتعين على القيادة السياسية أن تراعيها.
اليمينيون الواضحون يقسمون في الأيام الأخيرة على أن بركوفيتش «منا». وكذا من يصدقهم ومستعد لأن يتبنى التفسير ـ بأن صمته ينبع من التزام بـ «قاعدته» الانتخابية الواسعة وللرفاق في قائمته من اليسار ـ يصعب الإجابة، هل هذا الالتزام سيستمر حتى بعد الانتخابات أيضاً؟ بمعنى هل أن بركوفيتش كرئيس للبلدية سيمتنع عن أعمال مبادر إليها ومطلوبة، وغايتها منع تقسيم المدينة في المستقبل؟
كلاهما تهمها القدس. بركوفيتش يعد: الاستقامة، والمساواة، والشفافية والعمل من أجل كل السكان في المدينة. ليئون يعد أن تدوس قدماه الشوارع من واحد إلى آخر، مثلما فعل تيدي كوليك. كلاهما يتحدث عن ضرورة أن يحتوي الناس بعضهم بعضاً. كلاهما سيزداد صعوبة في الالتزام بذلك؛ فالتخوف والخوف متجذران وعميقان جداً. سيحسنان الصنع إذا ما عملا بعد الانتخابات الواحد مع الآخر وليس الواحد ضد الآخر. السياسة ليست خطة تعدها كما تريد، والامتناع عن التصويت ليس خياراً، وحتى يوم الثلاثاء سيتعين على المقدسيين أن يحسموا هذه الأسئلة.

نداف شرغاي
إسرائيل اليوم 11/11/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa

The post انتخابات الجولة الثانية: معضلة المقدسيين appeared first on بتوقيت بيروت.



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2PYeUck
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "انتخابات الجولة الثانية: معضلة المقدسيين"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel