
معركة الحديدة وانكسار أوهام بن سلمان

من جديد يتوهم التحالف السعودي ـ الإماراتي إمكانية تحقيق اختراق عسكري نوعي واستراتيجي في محافظة الحديدة غربي اليمن، وذلك في سباق محموم مع الزمن قبل أن تتبلور احتمالات وقف إطلاق النار استجابة للطلب الأمريكي، وافتتاح محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة يتردد أن السويد يمكن أن تحتضنها. كذلك فإن الضغوطات الهائلة التي تخضع لها الرياض منذ انكشاف الوقائع الرهيبة لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، أضعفت كثيراً موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عراب عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، وباتت تجبره على الانحناء أمام إلحاح واشنطن بصدد إيجاد حل سياسي.
كما أن العلاقة بين اغتيال خاشقجي والملف اليمني بدأت تنعكس على الموقف البريطاني الذي أخذ يتحول تدريجياً عن سياسة حكومة تيريزا ماي في مقاومة ضغوطات المعارضة وبعض أعضاء مجلس العموم الهادفة إلى وقف تصدير السلاح إلى السعودية. والتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت تصب في منحى توجيه اللوم إلى التحالف السعودي ـ الإماراتي والحوثيين معاً بسبب الاقتصار على معالجة المشكلة اليمنية عن طريق الحلول العسكرية وحدها، وهذه «كانت لها عواقب كارثية على الناس» كما قال هنت. كذلك تتولى بريطانيا إعداد قرار في مجلس الأمن الدولي يخصّ وقف إطلاق النار وبدء جولة جديدة من المفاوضات تحت إشراف المبعوث الأممي مارتن غريفث، وهذا ما كانت الحكومة البريطانية تتهرب منه طيلة سنوات الأزمة.
وكما هو معروف كانت القوات الإماراتية، المدعومة بغطاء جوي سعودي ومشاركة لوجستية أمريكية مباشرة، دشنت معركة الحديدة مطلع شهر حزيران /يونيو الماضي، بهدف إغلاق مدخل المدينة الشمالي الغربي الذي يؤدي إلى العاصمة صنعاء، والتحكم بمنافذ 70 في المئة من الموارد المختلفة، خاصة الغذائية والطبية، بما يزيد الضغط على القوات الحوثية. لكن المعركة تكشفت عن عناصر بالغة التعقيد ميدانياً، بسبب تبعثر الجبهات واتساع خطوط القتال وتعدد مراكز القرار العسكري بين الوحدات الإماراتية والسودانية وقوات كل من طارق صالح وهيثم قاسم طاهر ونبيل المشوشي.
وكان غيرت كابيلاير، المدير الإقليمي لمنظمة اليونسيف في الشرق الأوسط، قد اختصر الحال في هذه العبارة الرهيبة: «اليمن اليوم جحيم على الأرض، ليس بالنسبة إلى 50٪ أو 60٪ من الأطفال، بل هو جحيم على الأرض بالنسبة إلى كلّ طفل وطفلة في اليمن». ومع ذلك فإن عرابي الحرب العبثية يواصلون تغذية أوهام الانتصار، بالدم والحديد والنار.
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
شاهد أيضا
Essa
from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2PgPjM3
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "معركة الحديدة وانكسار أوهام بن سلمان"
إرسال تعليق