-->
الحادثة في غزة هي عملية تم كشفها وليست تصفية

الحادثة في غزة هي عملية تم كشفها وليست تصفية

الحادثة في غزة هي عملية تم كشفها وليست تصفية

السؤال الفوري الذي يطرح إزاء الحادثة في قطاع غزة، التي قتل فيها أمس ضابط برتبة مقدم وستة أشخاص من حماس، هو: لماذا الآن؟ العملية في عمق القطاع تمت في ذروة الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل المدى، وفي الوقت الذي شارك فيه رئيس الحكومة في مؤتمر سياسي هام في فرنسا؛ وبعد ساعات معدودة من خطاب طويل ومقنع جداً لنتنياهو في مؤتمر صحفي شرح فيه ـ حسب رأيه ـ سبب بذل كل الجهود من أجل التوصل إلى تسوية في غزة وعدم الانزلاق نحو الحرب.
إسرائيل الرسمية لم تقدم أي تفسير مفصل في المساء على هذا السؤال. الفلسطينيون يبلغون بتفاصيل الحادثة، لكن يبدو على الأقل أن جزءاً من هذه التقارير مضلل. على هذه الخلفية ستظل مهمة سلسلة اللقاءات تلك التي أجراها جنرال الاحتياط، طل روسو، في قنوات التلفاز والإذاعة في الليل. روسو، قائد المنطقة الجنوبية الأسبق، الذي قام بمعظم خدمته العسكرية في الوحدات الخاصة في دورية رئاسة الأركان، لا يكثر من أجراء المقابلات مع وسائل الإعلام. إذا كان قد اختار بالتحديد هذه الليلة، فمن المعقول أن أحداً ما استعان به من أجل نقل الرسائل.
في الحادثة قتل قائد من حماس في منطقة خانيونس، وهو نور بركة. الفلسطينيون يزعمون أن هذه كانت عملية تصفية إسرائيلية. نفى روسو هذه الأقوال وقال إن عملية الجيش الإسرائيلي لم تكن عملية تصفية مخططة وأن الضابط من حماس قتل أثناء التصادم مع المقاتلين. وحسب قوله، فإن الجيش الإسرائيلي يعمل بصورة بحيث «معظم المواطنين لا ينتبهون لها. هذه نشاطات تتم طوال الوقت وفي كل ليلة وفي كل القطاعات، ولكن هذه العملية كشفت كما يبدو. ليست محاولة تصفية، ولنا طرق أخرى للتصفية». في هذا الصباح، صادق المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد رونين منلس، على أن هذه لم تكن عملية تصفية.

أحداث الليلة الماضية لن تقود بالضرورة إلى عملية عسكرية واسعة لإسرائيل في القطاع

من الصعب التصديق بأنه وفي هذه الظروف يمكن أن يصادق المستوى السياسي على عملية تصفية لأحد النشطاء من المستوى المتوسط في الذراع العسكري لحماس، فليس من الواضح ماذا سيكون المكسب من ذلك. نتنياهو غارق جداً في جهود التسوية مع حماس إلى درجة لا تسمح له بالقيام بخطوة كهذه. تفسير روسو بدا أكثر معقولية. ربما أن هذه كانت عملية لجمع المعلومات، مرتبطة بالبنية العسكرية لحماس ـ الأنفاق، وتطوير السلاح. وربما في سيناريو آخر قد تتعلق بمعلومات مرتبطة بمشكلة مقلقة أخرى لإسرائيل في قطاع غزة وهي الأسرى والمفقودون. في السنوات الأخيرة، في فترة المعركة بين الحربين، تستغل إسرائيل الفوضى في العالم العربي للقيام بعدد كبير من العمليات المشابهة خلف الحدود. الأغلبية الحاسمة من هذه العمليات لا يتم الكشف عنها، لذلك لا يعلم الجمهور عنها.

إن مجرد كشف المقاتلين خطأ عملياتي، يقتضي الآن القيام بتحقيق داخلي عميق في الجيش الإسرائيلي. هل شيء ما في سلوك القوة أو في الإعداد للعملية كشف لحماس عن المقاتلين. وكذلك حقيقة أن العملية انتهت بقتل شخص وإصابة شخص آخر، والمقاتلون الآخرون تم إنقاذهم بسلام بدون إصابات أخرى. والأمر الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو أنه لم يكن هناك اختطاف لأي جندي، هذه الحقيقة تثير التقدير. من الواضح أنه تم استخدام الكثير من الشجاعة وبرودة الأعصاب من أجل إخراج القوة بسلام، من مسافة 3 كم في قلب منطقة مكتظة ومعادية.
هذه الحادثة الصعبة ستخرب كل جهود مصر من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار لزمن معين. مع ذلك، ورغم القتلى من الطرفين ورغم إطلاق 17 قذيفة هاون وصاروخ على الأقل على بلدات غلاف غزة، فإن الاتصالات بشأن التهدئة لم تنته. حافظت حماس على رد محسوب نسبياً، إذا ما أخذنا بالحسبان عدد القتلى. حماس أيضاً ستحاول بالتأكيد استثمار هذه الحادثة كإنجاز، فكشف وضرب قوة من وحدة إسرائيلية مختارة، يرسخ صورة مقاومتها العسكرية ضد إسرائيل، وبالتحديد بعد أن تصدعت هذه الصورة في أعقاب نشر صور تحويل الأموال القطرية في الحقائب الأسبوع الماضي.
سواء لإسرائيل أو لحماس، ثمة مصلحة في تجديد التهدئة، بحيث إنه رغم الحادثة الاستثنائية والخطيرة، فإن أحداث الليلة الماضية، على ما يبدو، لن تقود إلى تصعيد وإلى عملية عسكرية واسعة لإسرائيل في القطاع.

عاموس هرئيل
هآرتس 12/11/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa

The post الحادثة في غزة هي عملية تم كشفها وليست تصفية appeared first on بتوقيت بيروت.



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2PodpVl
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "الحادثة في غزة هي عملية تم كشفها وليست تصفية"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel