-->
فلننزع سلاح حماس

فلننزع سلاح حماس

فلننزع سلاح حماس

بدأت حماس طريقها كجمعية خيرية دينية وكحزب مدني ـ إسلامي، وإلى هناك هي ملزمة بأن تعود. وبالتالي، فإن هدف إسرائيل في المواجهة معها يجب أن يكون نزع سلاحها وعلائم الحكم على الأرض.
قد يبدو الهدف غير معقول ولكنه واقعي. فقد وافق البريطانيون على التسوية مع التنظيم السري الإيرلندي فقط بعد أن نزع هذا سلاحه. وفي ختام الحرب الأهلية الطويلة في كولومبيا وقعت المنظمة الثورية «فارك» على اتفاق مع الحكومة تضمن نزع سلاحها ومشاركتها في الانتخابات كحزب.
وفي إسرائيل، حل بن غوريون البلماخ والتنظيمات السرية لأنه فهم بأنه في الدولة لا مكان للجيوش الخاصة. أما اليوم، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالذات يفهم هذا جيداً أفضل منا: فهو مستعد للتسوية مع حماس فقط شرط أن تنزع هذه سلاحها وتكف عن أن تكون دولة في داخل الدولة الفلسطينية المستقبلية. الشرط ذاته طرح بعد حرب لبنان الثانية على حزب الله، ولم يتحقق. ويعود مصدر الأزمة الحالية في لبنان إلى المواجهة المحتمة بين الدولة ومنظمة عسكرية ترغب في التحكم بها. ونزع سلاح حماس كفيل بأن يكون نموذجاً للبنانيين.

عندما تنكشف الوثائق في المستقبل عن المداولات الداخلية في قيادة الحكم عندنا، ستظهر منها صورة إعطاء أولوية لسياسة فرق تضعف: استعداد لدفع ثمن المواجهات في الجنوب مقابل الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة.
ابتداء من عام 2009 سمحت حكومات إسرائيل لحماس بأن تتثبت كصاحبة السيادة في القطاع على أمل خفي في أن تقسم سيطرتها الأمة الفلسطينية إلى الأبد، وبذلك تشطب عن جدول الأعمال المطالبة بالدولة. وكانت النتيجة هدامة بالنسبة لنا، ولا سيما لسكان الجنوب: فقد أصبحت حماس جيشاً مسلحاً يهدد إسرائيل بأسرها.
حين يكون هدف نزع سلاح حماس في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً على رأس الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه غزة، فإن الخطوات السياسية والاقتصادية والعسكرية ستنبع منه. مثل هذه السياسة معناها عملياً الاقتراح على حماس ما يلي: تريدون مساعدة دولية؟ فقط بعد أن تنزعوا سلاحكم. تريدون رفع الحصار وفتح الحدود؟ انزعوا سلاحكم. تطويراً للبنى التحتية؟ انزعوا سلاحكم. تسوية؟ شريطة أن تعيدوا السلاح إلى السلطة الفلسطينية وتقبلوا بسيادتها.
إن حماس وملحقاتها لن يرفعوا علماً أبيض فقط حيال إسرائيل، ولكنهم سيرفعونه حيال سكان مستائين، وضغط دولي وسلطة فلسطينية حازمة مسنودة من العالم العربي. هذا هدف قابل للتحقق. رئيس الوزراء قال إنه لا يريد حرباً زائدة الآن. وأنا لا أريد أن أبقي لأطفالي وأحفادي حروباً محتملة في المستقبل.

سيفر بلوتسك
يديعوت 14/11/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2RTIoFh
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "فلننزع سلاح حماس"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel