
إنقاذ ترامب لبن سلمان من قضيّة خاشقجي سيكون صعبا
شنّ أحد الصحافيين السعوديين هجوماً على السيناتور بوب كروكر، عضو لجنة الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، معتبرا أن موقفه الحازم من قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي سببه مصالح موعوداً بها في قطر، وهو اتهام، على ركاكته، يعتبر ضرباً في الغيب وإهانة مجانية للمؤسسات الديمقراطية الأمريكية.
سبب انزعاج الصحافي الموالي لوليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، على ما يظهر، هو أن كروكر، وزميلاً آخر له في لجنة الخارجية في الكونغرس، قاما بتفعيل قانون ماغنيتسكي الشهير بطلبهما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رداً رسميّاً على سؤال إن كان وليّ العهد السعودي متورّطا في مقتل خاشقجي أم لا، وباستخدامهما هذا السؤال في إطار قانون ماغنيتسكي (الذي يجيز للولايات المتحدة الأمريكية محاسبة دول على جرائم ضد حقوق الإنسان) فإن لدى إدارة ترامب 120 يوماً للإجابة بشكل رسميّ ودقيق وموثّق على السؤال.
يضاف لذلك أن لجنة الأمن في الكونغرس قرّرت بدورها البدء بتحقيق في المعلومات التي تمتلكها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA بعد تناقل أنباء عن كونها تملك تسجيلا لمحمد بن سلمان يأمر فيه بإسكات خاشقجي (وهو ما قد يعتبر دليلا على صدور أمر القتل من وليّ العهد مباشرة)، وكذلك بالتحقيق في ردود أفعال ترامب حول القضية وهل تعتبر شكلا من أشكال التغطية على علاقة بن سلمان بالجريمة.
التقييم العامّ لهذه التصريحات لخّصه ناشر صحيفة «واشنطن بوست» باعتبارها رسالة لطغاة العالم أن «ادفعوا مبلغا كافيا من المال للرئيس الأمريكي وانجوا بأنفسكم من الجريمة»، ولخّصه أيضاً أحد المغرّدين على «تويتر» بالقول: «لا أهتم بمقتل أي صحافي طالما تعطونني مالا. إذا أعطيتموني مالا فاقتلوا من تشاؤون»، فيما علّق النائب الجمهوري توم ماليناوسكي على موقف ترامب قائلا «إن الرئيس لديه تعاطف غريزيّ مع القادة الأقوياء الذين يعادون الأخلاق ولا أعتقد أن من الصعب فهم السبب».
شاهد أيضا
يستخدم النفط، بهذا المعنى، لتغطية الدم المنتهك، سواء في جريمة خاشقجي أو في اليمن أو في السجون السعودية التي زجّ فيها الناشطون والأكاديميون والعلماء والدعاة، أما بالنسبة لترامب فهو الحجّة العظمى التي تلغي الحجج الأخرى، وهنا أيضاً يظهر فهم ترامب للمواطن الأمريكي الذي لن يهتمّ لمقتل أيّ كان ما دامت فاتورة بترول سيارته قد نقصت عدة بنسات.
لكن بالعودة إلى ما قرره الكونغرس، والحملات التي ما يزال يشنّها الساسة والناشطون ووسائل الإعلام، فإن الدم سيبقى أثقل وزناً من النفط، ومحاولة ترامب إخراج ولي العهد السعودي من الورطة قد تورّطه هو شخصياً بتهم كثيرة على رأسها الإساءة للمصالح الأمريكية التي يزعم الدفاع عنها.
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
Essa
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "إنقاذ ترامب لبن سلمان من قضيّة خاشقجي سيكون صعبا"
إرسال تعليق