-->
زيارة مسقط تشكل انجازا سياسيا كبيرا لنتنياهو

زيارة مسقط تشكل انجازا سياسيا كبيرا لنتنياهو

زيارة مسقط تشكل انجازا سياسيا كبيرا لنتنياهو

سلطان عمان، قابوس بن سعيد، هو زعيم سري بشكل خاص، وحاكم الدولة العربية الأقدم الذي وصل إلى الحكم 1970 بعد قيامه بانقلاب ضد والده، ويتولى أيضًا ملفات الدفاع والخارجية والمالية والمخابرات، ويقف على رأس البنك المركزي. في عُمان لا توجد مؤسسات ديمقراطية والحاكم هو الذي يعين القضاة. بناء على ذلك مشكوك في أن تصل تسريبات من مسقط عن تفاصيل ظروف زيارة بنيامين نتنياهو. وهذا ليس من شأنه أن يقلل من أهمية الزيارة التي تخرق للمرة الأولى سور الرفض العربي عن لقاءات علنية مع رئيس الحكومة الإسرائيلي.
لنتنياهو أسباب جيدة لعدم زيارة عُمان، وهناك سبب ممتاز مع ذلك لزيارتها: عُمان هي الحليفة المقربة من إيران وقطر. إحداهما في مركز الاهتمام والأهداف الإسرائيلية، والثانية تعتبرها دولة تؤيد الإرهاب بسبب مساعدتها وتحالفها مع إيران وتركيا. مؤخرًا، أعلنت عمان معارضتها لفرض عقوبات على إيران وعن نيتها إنشاء أنبوب غاز بين الدولتين. لقد ساعدت المهربين الإيرانيين في عقد صفقات دون إزعاج في فترة العقوبات السابقة، وهي تعارض السياسة السعودية المناوئة لإيران.
ابن سعيد يعارض أيضًا حرب السعودية في اليمن، ورغم أنه قرر مؤخرًا الانضمام للتحالف العربي، وحتى أنه هدد بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي بسبب معارضته للهيمنة السعودية. في السنة الماضية عندما فرضت السعودية والبحرين واتحاد الإمارات الحظر على قطر، امتنعت عمان عن ذلك، بل وسمحت لقطر باستخدام حر لموانئها من أجل تجاوز الحصار البحري، وبهذا وضعت نفسها في مواجهة مع الرياض. عُمان كما يبدو هي هدف للعقوبات السعودية ليس أقل من قطر، وربما أنها كانت ستعاقب لولا الضغط الأمريكي والرغبة في منع حدوث شرخ أوسع بين دول الخليج.

دعونا نتخيّل: ترامب يستغل الزيارة ليشجع بن سلمان على عقد اتفاق مع إسرائيل من أجل الإفلات من قضية خاشقجي

زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي لعمان لا تناقض سياسة إسرائيل تجاه إيران فقط، بل تغرس أيضًا سكينًا في أعين السعودية. مع ذلك، لم يسمع أي انتقاد من ناحية السعودية أو من دول عربية أخرى. إيران ردت على الزيارة المفاجئة بالاتهام أن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان تفكيك وحدة العالم الإسلامي. هذه صيغة معتدلة نسبيًا امتنعت عن التطرق إلى المستضيف حليفها. إيران لا تستطيع انتقاد ابن سعيد، ففي عام 2013 وافق على إجراء مفاوضات في عُمان مع شخصيات كبيرة من الإدارة الأمريكية لإعداد الأرضية للاتفاق النووي. بعد ذلك التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هناك شخصيات إيرانية رفيعة من أجل محادثات أدت إلى المفاوضات العلنية.

والآن عُمان، التي على أرضها ولد «الاتفاق الأسوأ»، كما وصفه دونالد ترامب، فهي تستضيف بحفاوة رئيس الحكومة وزوجته وحاشيته، ولا يقل أهمية عن ذلك رئيس الموساد. ليس من نافل القول السؤال لماذا انضم يوسي كوهين للزيارة، ولن يكون مدحوضًا التخمين بأن للموساد دورًا في تخطيطها، بل وفي مساعدة نظام ابن سعيد أيضًا. معظم أيامه استعان ابن سعيد بخدمات الاستخبارات البريطانية التي ضمنت سلامة الدولة الصغيرة (2.9 مليون مواطن وحوالي 2 مليون عامل أجنبي).
إزاء هذه التقديرات، فإن الاستنتاج بأن زيارة نتنياهو إلى عُمان استهدفت تجسيد وعده بإنشاء علاقات مع دول عربية لم توقع على اتفاق سلام مع إسرائيل، هو استنتاج موثوق وثابت. وهكذا يمكن القول إن للزيارة أهمية سياسية كبيرة بالنسبة لرئيس الحكومة، ولكن من السابق لأوانه القول ما إذا كان سينتج عنها علاقات سياسية كاملة أو سيأتي في أعقابها سيل من الدول العربية الأخرى التي ستنضم لهذه العملية.
يمكن التساؤل أيضًا ما الذي جعل السلطان، حليف إيران، يدعو رئيس حكومة إسرائيل لبلاده، وبهذا يثير موجة من التوقعات بخصوص المفاوضات المحتملة بين إيران وإسرائيل. زيارة إسرائيليين إلى بلاده ليست ظاهرة جديدة حقًا. ففي مسقط عملت ممثلية إسرائيلية أيضًا حتى عام 2000، ولكن مثل هذا الوضع كان في المغرب وقطر أيضًا. بالنسبة للمراهنات الإيرانية يمكن للمرء أن يهدأ: ابن سعيد (76 سنة) والمريض بالسرطان هو زعيم حقيقي يعرف جيدًا حدود النزاعات في المنطقة. لقد سمع بالتأكيد محاضرة طويلة وشاملة من نتنياهو وكوهين عن التهديد الإيراني وعن توق إسرائيل لابتعاد عُمان عن عدوتها والانضمام إلى العقوبات الأمريكية. ابن سعيد الرجل المهذب بالتأكيد شرح لضيوفه بأنه لا ينوي تغيير موقفه من إيران.
ربما فهم ابن سعيد من محمود عباس الذي زار قصره مؤخرًا، أن هناك فرصة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن مشكوك فيه إذا كان هذا هو السبب لدعوة نتنياهو، وخاصة أن صفقة القرن الترامبية تحوم في الأفق. إذا كان هناك من يستطيع ويجب عليه إقناع نتنياهو باستئناف المفاوضات، فهو الذي يجلس في البيت الأبيض وليس على شاطئ البحر في الخليج الفارسي. إذا سمحنا للخيال بالعمل فربما أن ترامب يشجع الآن بالذات ولي العهد السعودي على عقد اتفاق مع إسرائيل من أجل التطهر من قضية الخاشقجي، وأن زيارة نتنياهو إلى عمان، لدى الوسيط صاحب الخبرة، هو جزء من العملية. ولكن عندما يتحدث الخيال يجب أن نحذر.

تسفي برئيل
هآرتس 28/10/2018

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Essa

The post زيارة مسقط تشكل انجازا سياسيا كبيرا لنتنياهو appeared first on بتوقيت بيروت.



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2Oh0AXu
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "زيارة مسقط تشكل انجازا سياسيا كبيرا لنتنياهو"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel