
الأردن بين بن سلمان واردوغان: تقديم المساعدة رداً على التنكر وإصرار على تجاهل جريمة خاشقجي

عمان – «القدس العربي»: لا يقترب أي إفصاح رسمي أردني عندما يتعلق الأمر بجريمة قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، حتى من العبارة المتأخرة لولي العهد الأمير محمد ابن سلمان التي تصف ما حصل بـ»حادثة بشعة وغير مبررة».
قبل ذلك تجاهل الرسميون الأردنيون إطلاق أي وصف من أي نوع تجنبًا للحماسة والحساسية السعودية .
وتجنبت ماكينة الحكومة الأردنية حتى الاستناد إلى الموقف العلني لوزير التجارة السعودي عندما اعتبر أن قتل خاشقجي «لا يمكن تبريره» .
لكن تلك الوقفة الأخلاقية لا تعني نفض اليد من الغبار السياسي، فقد وجهت عمان خلال الساعات القليلة سلسلة إضافية من الرسائل الحكيمة للجانب السعودي أهمها على الإطلاق دعم المؤتمر الاقتصادي الصحراوي بحضور الملك عبد الله الثاني شخصيًا وإظهار أقصى طاقات التضامن مع الشقيقة الكبرى بأدبيات مقتضبة وحذرة جدًا.
شاهد أيضا
وكذلك بالرغم من البرنامج المتصاعد الذي يضغط على المصالح الأردنية باسم علاقة سرية غير شرعية بين الرؤية السعودية الجديدة واليمين الإسرائيلي العدائي .
يتجاهل الأردن هذه الحسابات على سطح الحدث، ويتجنب المشاركة في حفلة تنديد بجريمة قتل خاشقجي.
لكنه يبالغ في التجاهل إلى درجة أنه يتجنب في الإفصاح الرسمي حتى تلك الأوصاف التي تطلقها القيادة السعودية على الجريمة نفسها وهي تحاول إيجاد مخرج استراتيجي للأزمة الكونية التي تواجهها بعد المغامرة الاستخبارية التي صدمت الجميع من حيث شكل التنفيذ وبؤسه وعلنيته، بالإضافة إلى وقاحة الجريمة والمجرمين .
هذه المبالغة بحد ذاتها أيضًا رسالة سياسية يقول فيها الأردنيون لما تبقى من الشقيق السعودي المجروح الآن والمأزوم، عبارة ..» لن نستثمر ولن نشارك في حفلة الاستغلال « .
الجبهة في مصر والإمارات غير مرتاحة وقواعد اللعبة تتغير
تلك في كل حال أخلاقيات الدولة الأردنية، لكنها تنمو إلى جانب توقع محتمل بأن يلتفت السعودي لعبارة التضامن الأردني التكتيكية، وأن يوقف بالحد الأدنى تحرشاته العبثية بمصالح الأردن في قضية فلسطين وعملية السلام .
قابل الأمير محمد بن سلمان الوقار الأردني السياسي الذي لا يعكس مشاعر الرأي العام الأردني في الواقع، بلفتة صغيرة تتحدث عن أن الاقتصاد الأردني قد يستفيد لاحقًا من موجات الانفتاح الاستثماري التي يخطط لها السعودي، وإن كان المجس الأردني في عمان يفترض أن تداعيات قضية خاشقجي قد تلتهم الكثير لاحقًا بما فيه مشاريع «نيوم» الشهيرة التي كان يفترض أن تستفيد منها مدينة العقبة حصريًا.
ثمة ما يوحي أردنيًا بأن الماكينة تحاول التحرك لترتيب جبهة آمنة لصالح السعودية عند الأتراك.
وثمة ما يوحي بأن رقبة التحقيق السعودية في قضية خاشقجي، والتي يتحكم بها اليوم اردوغان، قد تحرر الأردنيين بصفة حصرية من العقدة السعودية في طريق تنمية العلاقات مع تركيا.
وذلك في إشارة مباشرة، إلى أن الأردن بصدد استئناف اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا ولو تحت عنوان التوسط والمساندة بين التركي والسعودي تحت عنوان التحقيق المشترك والتعاون في قضية خاشقجي.
في اللحظة الحرجة قد يجد بن سلمان أن القناة العربية والإقليمية الوحيدة التي يمكن أن تساعده في أنقرة عمليًا في ظل العداء الإسرائيلي والإماراتي والمصري قد تكون عمان فقط، خصوصًا إذا قررت الرياض أن الظروف لا تسمح باستخدام القناة القطرية هنا.
بمعنى آخر، الأردن مستعد للوساطة والخدمة.
لكن هذه المرة ليس بالضرورة أن يقابل النشاط الأردني بالنكران وأن يكون مجانيًا في المقابل سياسيًا على الأقل.
وتلك مسألة يدركها العهد السعودي الجديد المأزوم مرحليًا لأن الأصالة الأردنية في الموقف تبرز اليوم مقابل مظاهر الابتزاز التي يمكن أن تشتغل بكفاءة عند الأطراف الأخرى، سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل، وبدرجة أقل في تركيا.
السؤال الآن: هل تنحسر موجة الغرور السعودي في التعامل مع الأردن؟
الإجابة غير متاحة قبل التجربة، لأن غرفة القرار في عمان ومنذ انطلقت شرارة قضية خاشقجي حسمت الاتجاه على أساس الفارق بين تداعيات جريمة جنائية وحشية وبشعة وبين المجازفة بالدولة السعودية نفسها، لأن الأردن متضرر بكل الأحوال ولا يقبل مثل تلك المجازفة.
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
Huda
The post الأردن بين بن سلمان واردوغان: تقديم المساعدة رداً على التنكر وإصرار على تجاهل جريمة خاشقجي appeared first on بتوقيت بيروت.
from بانوراما – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2SjxU3i
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "الأردن بين بن سلمان واردوغان: تقديم المساعدة رداً على التنكر وإصرار على تجاهل جريمة خاشقجي"
إرسال تعليق