مقتل خاشقجي يستدعي حل الأزمة اليمنية
لندن-“القدس العربي”:
اقترحت صحيفة “واشنطن بوست” طريقة لإعادة ضبط العلاقات الأمريكية -السعودية، مشيرة إلى أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي يجب أن يقود إلى عملية ترتيب طال انتظارها للعلاقات بين البلدين وكذا الحد من تصرفات ولي العهد المتهور محمد بن سلمان.
ففي السنوات الأخيرة شن ولي العهد سلسلة من المبادرات الخارجية المتهورة والتي أضرت بالمصالح الأمريكية بما في ذلك قطع علاقاته مع قطر وكندا واختطاف رئيس الوزراء اللبناني المؤيد لأمريكا. ولكن الطريقة الأفضل لكي نبدأ إعادة تكييف العلاقات الامريكية- السعودية هي أن نبدأ من حيث بدأ بن سلمان: وهي الحرب الكارثية في اليمن.
فقد دخلت السعودية وحلفاؤها اليمن عام 2015 بعدما سيطر المتمردون الشماليون على العاصمة صنعاء وأطاحوا بالحكومة المؤيدة لها. ووعد السعوديون بعملية سرية ضد الحوثيين، ولكنهم وبعد أكثر من ثلاثة أعوام من القتال ودعم أمريكي في القصف الذي قتل آلافاً من المدنيين لا تقترب السعودية وحلفاؤها الذين يضمون الإمارات من تحقيق هدفهم. وبدلاً من ذلك أدت إلى ما تصفه الأمم المتحدة أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم وارتكبت جرائم وصفتها لجنة الخبراء في المنظمة الدولية بأنها تصل إلى حد جرائم الحرب. وهناك 8 ملايين من المدنيين يعانون من المجاعة وأكثر من مليون مصاب بالكوليرا وهو أسوأ وباء في التاريخ الحديث. ومع ذلك تتجاهل القوات الإماراتية المناشدات التي أصدرتها الأمم المتحدة وتواصل حصار ميناء تمر منه نسبة 70% من المواد الغذائية والأدوية والمواد الأخرى المستوردة. ويواصل السعوديون رمي القنابل المصنعة في أمريكا على المدنيين. ففي 19 آب (أغسطس) قتلت قذيفة 51 شخصاً منهم 40 طفلاً كانوا في حافلة مدرسية. ويزعم السعوديون أنهم يواجهون إيران التي تدعم الحوثيين. ولكن هؤلاء هم جماعة محلية لديها مظالم حقيقية ولم تؤد الحرب إلا إلى زيادة التأثير الإيراني. وكما هو واضح ولبعض الوقت فالمخرج الوحيد من الأزمة تسوية عبر التفاوض. إلا أن السعوديين عملوا جهدهم لتخريب المحاولات التي رعتها الأمم المتحدة لتحقيق السلام. وفشلت المحادثات التي خطط لها المبعوث الأممي في جنيف بسبب رفض السعودية منح المسؤولين الحوثيين ممراً آمناً. وتشير الصحيفة إلى القلق داخل الكونغرس المتزايد منذ فترة. ففي آذار (مارس) اقترب الكونغرس من الموافقة على قطع الدعم الأمريكي وتوفير الوقود للطيران السعودي. وفي آب (أغسطس) وافق الكونغرس على مشروع قرار دفاعي يطلب من الإدارة تقديم شهادة بالتزام السعوديين بحماية المدنيين قبل تمرير أي صفقة سلاح. وخلافاً للأدلة المتوفرة وضد نصيحة الخارجية وافقت الإدارة على شهادة للكونغرس هذا الشهر. ومن هنا فمقتل خاشقجي يجب أن يعيد طرح الموضوع كما يقترح سناتورات من كلا الحزبين. ويطالب السناتور الديمقراطي روبرت مينديز بتعليق طلب السعودية لشراء ذخيرة لقنابلها. وتقول الصحيفة إن صقور إيران في واشنطن سيصرخون بأن هذا سيكون في صالح طهران. ولكن هناك حاجة لأن تعيد إدارة دونالد ترامب موقفها من الحملة التي تقوم بها السعودية ضد إيران. ويجب منع هذه من الهيمنة على المنطقة، ولكن يمكن تحقيق هذا بدون متابعة طموحات محمد بن سلمان الإمبريالية والتي لا يمكن تحقيقها بالطبع.
المقال كاملا من المصدر اضغط هنا
The post مقتل خاشقجي يستدعي حل الأزمة اليمنية appeared first on بتوقيت بيروت.
شاهد أيضا
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "مقتل خاشقجي يستدعي حل الأزمة اليمنية"
إرسال تعليق