-->
الوزراء في مصر نائمون والضرر يتحمله المواطن… مأساة خاشقجي تعجل بظهور سعودية جديدة

الوزراء في مصر نائمون والضرر يتحمله المواطن… مأساة خاشقجي تعجل بظهور سعودية جديدة

الوزراء في مصر نائمون والضرر يتحمله المواطن… مأساة خاشقجي تعجل بظهور سعودية جديدة

القاهرة ـ «القدس العربي»: «بيني وبين قاتلي حكاية طريفة، فقبل أن يقتلني حلّفني بالكعبة الشريفة. أن أطعن السيف أنا بجثتي، فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفة. حلفني أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة. فهو عجوز مؤمن سوف يصلي، بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة»، هل كان أحمد مطر يقرأ الغيب حينما كتب منذ سنوات تلك الأبيات التي تحاكي مأساة الشهيد جمال خاشقجي، مع العصابة التي أجهزت عليه بأوامر عليا؟

من جانبه علق جمال سلطان على تمكن نجل خاشقجي من السفر أخيراً: «من أشهر العقوبات التي تتوسع في استخدامها الديكتاتوريات العربية هي عقوبة المنع من مغادرة «الوطن»، المنع من السفر، باعتبار أنهم نجحوا في تحويل «الوطن» إلى سجن كبير، وأن البقاء فيه في ظل حكمهم عقوبة في حد ذاتها». أما محمد سعد عبد اللطيف فاعترف بأنه: «من السهل أن تتخلص من الأشخاص بالسجن أو حتى القتل، لكن كيف ستتخلص من الأفكار».

الغلاء يصيب الحكومة بالرعب والأغلبية بالغضب والأقباط يطالبون الرئيس بردع جيش الاحتلال

أما أبرز التصريحات المفعمة بالسخرية فكانت من نصيب أستاذ القانون نور فرحات: «لا وقت للابتسام، بل من الحكمة تجنبه، فقد يفسر على أنه نشر أخبار كاذبة لتكدير السلم العام». غير أن طارق نجيدة خائف من أن يفسر الأمر على أساس: «أن الامتناع عن الابتسام إنكار للعدالة وإشاعة للقنوط والتكدير العام». وتذكر سلمان الحكيم شخصين عزيزين على الأمة: «سوار الذهب في السودان وولد فال في موريتانيا. نموذجان لكائنات سماوية». وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية تعمم منشورا علي كل خطباء الجمعة أن يكون موضوعها الدعوة والثناء والدعاء لولي الأمر وولده على ما قدموه ويقدمونه من جهود عظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين «. المجمعات والهيئات الإسلامية والدعاة في السعودية يخسرون سمعتهم ومكانتهم وشرف مقامهم كلما جعلوا من علمهم ودينهم أداة طيعة لخدمة الملوك وأبنائهم والساسة وألاعيبهم. توظيف الدين لخدمة السياسة والملك والملوك تضييع للدين وهدر لقدسيته، وإضعاف للدولة والساسة الذين يقبلون بذلك.
وتناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 26 أكتوبر/تشرين الأول عددًا من الأخبار والقضايا، وكان من أبرزها: السيسي: قمة الخرطوم رسالة أمل بمستقبل التكامل مع السودان. الرئيس في مؤتمر صحافي مشترك مع البشير: وحدة مصير البلدين سوف تظل حقيقة راسخة الجذور متماسكة البنيان وشجرة ضاربة بجذورها في أعماق الأرض. قاتل طفليه في الدقهلية يعترف بالجريمة 3 مرات ويقر بصحة أقوال الشهود. الرقابة الإدارية تضبط كميات كبيرة من البطاطس المخزونة.

علاقة ولي العهد بزكي رستم

لأن الهجوم على ولي العهد محظور في الصحف المصرية لجأ أسامة غريب في «المصري اليوم» لحيلة ماهرة كي يتجاوز مقص الرقيب: «في فيلم «رصيف نمرة 5» قام زكي رستم بقتل زوجة فريد شوقي، وفي المساء ذهب ليقدم واجب العزاء لصديقه المكلوم. كانت عينا زكي رستم تفضحانه ويده الآثمة تضغط على يد الصديق المغدور به.
في مواقف كهذه تقول العيون الكثير، ترى ما الذي يجعل القاتل يتحسب للنظر في عيون أهل القتيل، حتى إنه ليبدو رغم جبروته منكسراً؟ أظن السبب يكمن في أن العيون ليست مجرد وسيلة للرؤية والإبصار، لكنها تختزل الإنسان كله في نظرة، وبإمكانها أن تحمل في لمحة كل الأمل والألم والعتاب، كما أنها حاملة ومستقبلة رسائل طوال الوقت، لهذا فإن كثيراً من الناس تتحاشى النظر في عيون من تحدثه، سواء من أجل أن تخفى الكذب الذي تلوكه، أو الشر الذي تضمره، وقد قالوا من قديم أن الصبَ تفضحه عيناه، أي أن العاشق مهما اجتهد في إخفاء مشاعره فإن نظرة منه إلى المحبوب، يراها الناس، كفيلة بكشف قصة الحب التي اجتهد العاشقان في تخبئتها، والشاعر أحمد فؤاد نجم وصف عيني المرء بأنهما «شباكين ع القلب دوغري موصّلين»، أي أن ما يعتمل في داخل النفس وما يموج به الصدر من مشاعر وأفكار يجد ترجمة تنقلها العينان للناس في منتهى البساطة، لهذا فإن القاتل يخشى من مواجهة كل ذلك، ويتحاشى أن تلتقي عيناه بعيني أهل صديقه القتيل، خشية الكوابيس الليلية التي ستصاحبه بقية العمر، وتفسد عليه المغانم التي حصدها من طعن الصديق الذي جمعته به أيام وليال ومواقف وذكريات، ولعل هذا سببه الأشعة التي تخرج من العينين المغدور صاحبهما، تلك الأشعة التي يخشاها الناس حتى في أوقات السلم والحياة الطبيعية في ما بينهم، يحدث هذا بين أبرياء، فما بالنا بتبادل النظرات بين القاتل والضحية؟».

العسل بلا آثار جانبية

نبقى مع القضية نفسها وسيد قاسم نائب وزير الخارجية السابق الذي يلازمه الإحباط بسبب المأساة نفسها مشيراً في «الشروق»: «جمال خاشقجي لم يكن أشد المعارضين، بل قد يكون أكثرهم اعتدالا ــ إلا أنه كان ذا مصداقية ومنطق وتحليل هادئ، يصل إلى العقول وذا انتشار عالمي ومن كتاب الأعمدة في جريدة «الواشنطن بوست»، وكلامه يصل إلى الدوائر التي تهم صناعة القرار في الرياض، وهنا مكمن الخطورة التي قادته إلى هذه النهاية المأساوية.

إلا أن الذي قتله لإخماد صوته أوصل بفعلته هذه صوته مدويا إلى جميع أركان العالم، وجعل أشد المخاوف التي كان يخشاها القاتل مطروحة الآن وبقوة على موائد البحث في العواصم العالمية. هناك مقولة سمعتها كثيرا في السعودية «عمل لسنوات سفيراً لمصر في الرياض» تقول «اللي يقتلك بالسم أقتله بالعسل»، وبالفعل كانت هذه هي القاعدة التي تسير عليها الأمور، فما الذي حدث لهم ولماذا استُبدل العسل بالسم، وبهذه الفظاعة والفجاجة والقسوة الوحشية، أعتقد أن جريمة مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده والتبريرات البائسة التي صدرت، والتي تدين ولا تبرئ تشكل سابقة لا مثيل لها تضاف إلى مصائبنا العظام وسيكون لها نتائج كارثية».

بات رمزاً للإنسانية

الكلام عن خاشقجي لا ينتهي بالتأكيد في مختلف العواصم ومنها واشنطن حيث محمد المنشاوي مراسل «الشروق» يهتم بالقضية: «منذ اللحظات الأولى لأخبار اختفاء خاشقجي، لعبت صحيفة «واشنطن بوست» دورا كبيرا في إلقاء الضوء على القضية، وكان لتركيزها عليه بداية، كونه أحد كتابها، دور كبير في دفع منافستها الأهم والأشهر «نيويورك تايمز» إلى تخصيص مساحاتٍ واسعةٍ لتغطية الموضوع. وتم إرسال عشرات من الصحيفتين إلى تركيا لمحاولة فك طلاسم عملية الاختفاء. وساهم تركيز «واشنطن بوست» على وجود «خطيبة تركية ومشروع زواج» في مضاعفة البعد الإنساني للتغطية. وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الاختفاء، لا تخلو صفحات الرأي والافتتاحيات والتقارير الإخبارية في «واشنطن بوست» وغيرها من كبريات الصحف ومحطات التلفزيون من موضوع جمال خاشقجي. وساهمت «واشنطن بوست» في الضغط على البيت الأبيض للتدخل في القضية. وألقت اللوم على علاقة ترامب وصهره جاريد كوشنر الحميمة مع محمد بن سلمان، العلاقة التي يعتقدون أنها دفعته إلى التفكير خارج الصندوق، والإقدام على مغامرة جديدة غير محسوبة العواقب. وكان لتواجد محررة مقالات خاشقجي في الصحيفة، كارين عطية، دور مضاعف في شخصنة قضية الاختفاء، إذ أصبحت رمزا للقضية ولا تمر ساعات إلا وتظهر منادية بالبحث عن حقيقة اختفاء خاشقجي، وضرورة معاقبة المسؤول أيا ما كان. وبين هذه الأطراف الأربعة وما نعرفه وما لا نعرفه في ما يدور بينهم، أصبح خاشقجي رمزا عالميا لأشياء كثيرة وأفكار نبيلة عند أغلب دول العالم ومجتمعاته، منها، الحق في التعبير وحرية النشر والانتقاد وسيادة القانون وضرورة احترام القانون الدولي، وأخيرا أمن الصحافيين وسلامتهم حول العالم».

ضاقت أم فرجت؟

هل العالم العربي مقبل على انتكاسة؟ أم على انفراجه بعد الحادث المتمثل في مقتل جمال خاشقجي، عماد الدين أديب متخوف في «الوطن» من تبعات ما هو مقبل: «منذ الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الحالي نعيش في قواعد لعبة جديدة تماماً. أطراف صعدت وأخرى تحت الضغط والجميع يحاول استثمار الفرصة وابتزاز الموقف بأكبر قدر من «المغانم المادية والسياسية والتجارية»، كما قال لي مصدر خليجي رفيع: «قواعد اللعبة تغيرت من بعد حادثة خاشقجي»، بمعنى أن عالم ما قبل الحادث غير عالم ما بعده. وحذّر المصدر من أنه من الخطأ ألا يدرك البعض هذا العنصر الجوهري. ودائماً، وكلما كانت هناك أزمة كبرى يحاول البعض استغلالها بشكل إيجابي، وآخرون بشكل سلبي وشرير. وكما يقول المفكر الاقتصادي والمدير المالي العالمي الدكتور محمد العريان: «كلما كانت هناك أزمة توجد هناك فرص». للأسف نحن نعيش الآن محاولات شريرة من أجل أن يكون الهدف الأكبر والأهم هو ضرب التحالف المصري – السعودي – الإماراتي – البحريني، الذي يعتبر معسكر الاعتدال، إذا أضيفت إليه قوى عاقلة مثل الأردن والمغرب. ضرب هذا التحالف يهدف إلى عدة أمور استراتيجية وجوهرية، أبرزها كما يشير الكاتب، تتمثل في ضرب تحالف مواجهة الحوثيين وإيران في اليمن».

القتل الخطأ

سعى صبري الموجي في «الأهرام» لتبرئة ساحة الحكومة السعودية من التخطيط لقتل خاشقجي: «من المؤكد أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي شكل صدمة للعالم كله شرقا وغربا؛ وهي جريمة لا يمكن لدولة في قيمة وقامة المملكة العربية السعودية أن تقع فيها، وهو ما أكده ولي العهد محمد بن سلمان في أكثر من حديث، وما صرح به مؤخرا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حيث أعلن أن مُرتكب تلك الجريمة النكراء لن ينجو من العقاب، ولن يفلت من يد العدالة. ولا شك في أن تصريح الملك سلمان بمعاقبة الجاني ضمَّد جراح كثير من المكلومين لمقتل خاشقجي، وحتى لا تزيغ الحقيقة، ويفلت الجاني تعالوا نتفق أن اتهام السعودية – كدولة – بارتكاب تلك الجريمة مُجانبةُ للصواب، إذ إنها لو أرادت التخلص من خاشقجي فليس من الحكمة أن تجره لمقر القنصلية السعودية للتخلص منه، بل كان بإمكانها تصفيته في أي مكان آخر بعيدا عن قنصليتها، لتختفي معالم الجريمة. أضف إلى ذلك أن دخول خاشقجي مقر القنصلية برجليه لتخليص بعض الأوراق هو دليلٌ على أن ما حدث له هو خطأ فردٍ أو أفراد وليس تورط – دولة – ذات ثقل ومكانة، كما ردد كذبا من ينفخون في النار لتزداد اشتعالا. كما أن دولة في مكانة المملكة وهبها الله الثراء استجابة لدعوة نبيه إبراهيم، وجعل له سببا ملموسا يتمثل في عائد البترول والحج والعمرة، هو أمر يؤرق كلَّ من كان في قلبه مرض من دول الغرب، ممن يمدون أعينهم إلى ما في أيدي العرب، ويسعون حثيثا لنثر بذور الفرقة والخراب في الشرق الأوسط».

ما أريكم إلا ما أرى

«جهر خاشقجي ببعض آرائه المخالفة لتوجهات بن سلمان الذي لا يقبل السماع للرأي الآخر حتى لو كان إصلاحيا، كما يشير جمال المنشاوي على موقع «الشبكة العربية»، فقرر الانتقام منه وتأديبه وجلبه للمملكة مخطوفا أو مقتولا إن فشل الخطف، المهم أن تصل الرسالة لا مجال للمعارضة ولا للمخالفة على طريقة فرعون «ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد»، فحدثت الواقعة والطامة بقتله داخل القنصلية في إسطنبول واختفاء جثته التي قيلت فيها الأقاويل من تقطيع أصابعه أولا، كما حدث مع سليم اللوزي، ثم تقطيع الجثة كلها واختفائها بالكلية، مما يرجح قصة تقطيعها وجلب الرأس لابن سلمان، على طريقة القرون الوسطى، ليشفي غليله ويرضي كبره وغروره. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويهيج العالم ويوضع بن سلمان في ركن ضيق يكيل له الجميع اللكمات، وينتظر الجميع منه وبالأخص ترامب ثمن السكوت، حفنة مليارات من أموال الشعب السعودي، الذي يئن الآن من الغلاء، والذي تبدد أمواله في مغامرات طائشة وسفه غير مقبول. وأصبح بن سلمان في مهب الريح يبحث عن مخرج وكبش فداء ليستطيع الاستمرار في الحكم، الذي يعتمد أساسا على موافقة من صرح له بالتواجد وقبل به وشجعه ليزيح الآخرين، ولي النعمة والكفيل الرئيسي (دونالد ترامب). فظهرت الحاجة لأسلوب يتبعه مقاولو العمارات المصريون المخالفىن للقواعد والقوانين، الذين يتسببون في كوارث نتيجة البناء المخالف بالذات في الإسكندرية من استئجار شخص يتحمل كل الإجراءات الرسمية والنتائج المخالفة أمام القانون مقابل مبلغ مالي كبير يؤمن حياته حتى لو دخل السجن وأغلبهم يدخلونه، هل ستنطلي اللعبة على المجتمع الدولي ليختفي أثر جريمة غير مسبوقة؟».

قلب واحد

يعقد كثير من الكتاب الأمل جراء التقارب بين مصر والسودان ومن بينهم أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «من بين كل الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسى الخارجية، فإن المصريين يتعاملون مع زيارته للسودان على أنها زيارة في وطنه، وهذا ليس كلاما إنشائيا، وإنما واقع يفرضه التاريخ والمصير المشترك والأحلام المشتركة لشعب وادي النيل في التنمية والرخاء، وتحقيق مصالح الطرفين، ولأن العلاقة والتعاون والتكامل بين مصر والسودان واحد من الصفقات التي يربح منها الطرفان. وأي متابع لخطوط العلاقة المصرية السودانية، يكتشف كيف قفزت العلاقة على ما كان سائدا من علاقات روتينية، أو تحركات تقليدية ترفع الكثير من الشعارات، كانت فكرة التكامل مطروحة على مستوى العناوين. والتصور النظري يحمل سؤالا: كيف تمتلك مصر والسودان كل هذه المقومات مقومات الجغرافية والبشرية والأرض والمياه، تمثل بناء اقتصاديا زراعيا واستثماريا كاملا، ثم تعاني من نقص أو تحتاج لاستيراد غذاء أو تبحث عن فرص استثمار. دائما ما كانت السياسة تلقي ظلالها على هذا الملف، وهو ما عبّر عنه الرئيس السيسي في كلمته المشتركة مع الرئيس البشير «الأيام والسنين» أكسبت علاقاتنا مزيداً من الرسوخ والمتانة والقدرة على التصدى لأي تدخلات خارجية، ومعالجة أي مشكلات مصطنعة، وعكست حجم ما يعلقه شعبا البلدين من آمال وطموحات، لتحقيق مزيد من التكامل والترابط بين مصالح شمال الوادي وجنوبه، في ظل ما تمتلكه الدولتان من قدرات بشرية وثروات طبيعية ندر أن تزخر بها أي دولتين جارتين في العالم».

«موت يا حمار»

«القطار الذي تلهث خلفه الأغلبية التي يراقبها عبد الرحمن فهمي في «المصري اليوم»، يجري بلا توقف ما دامت السكة مفتوحة، ولا يوجد أي شيء يوقفه، وأيضاً غياب الضمير. قطار الأسعار يسير كل يوم بل كل ساعة، والناس تحاول اللحاق به والبعض يسقط تحت العجلات، والبعض يلقي نفسه تحت العجلات، والبعض يلقي أولاده تحت العجلات، والبعض قفز فوق القطار في محاولة بائسة لإيقافه، فقطعت الأسلاك العليا رقبته، بقى السؤال، هل هناك محطة نهائية؟ لكل قطار محطة أخيرة لتعود الأسعار إلى أصلها إلا قطار أسعار مصر بالذات، طيب وبعدين؟ ولا قبلين، سيظل القطار يسير إلى أن يحقق ما لم تستطع أن تحققه الحكومات منذ أيام عبدالناصر حتى الآن، حاولوا المستحيل لتحديد النسل ووقف زيادة التعداد المستمر التي لن يفلح معها أي استثمار عالمي، وحينما نتخلص من الذين ماتوا من الجوع أو الانتحار أو قتل الأولاد أو الهجرة المشروعة وغير المشروعة، هنا ينخفض الطلب عن العرض فتنخفض الأسعار طبقاً للقانون إياه، الذي ينتظره كتابنا وإعلاميونا الكبار، الكاتب والسياسي فاروق جويدة ومصطفى الطويل المستشار ورئيس شرف حزب «الوفد» وهو ابن عبدالفتاح باشا الطويل، وزير المواصلات في كل حكومات الوفد، والإذاعى عمرو أديب والكاتب سليمان جودة وغيرهم، إذا انتظرنا قانون العرض والطلب نكون قد طبقنا قولاً قديماً قاله جدودنا «موت يا حمار».

لا يليق

«لاحظ محمد حسن البنا الكاتب في «الأخبار» هذا الأسبوع ثلاثة تصريحات تحمل معايب لا يصح أن تكون في مجتمعنا، الأول تهديد الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب بوقف وتأجيل الجلسات إذا لم يكتمل النصاب، كان عبد العال دخل الجلسة نحو الساعة العاشرة والنصف ولم يجد النصاب القانوني للأعضاء مكتملا، فقرر تأجيل الجلسة نصف ساعة. ودخل للمرة الثانية الساعة الثانية عشرة ولم يكتمل النصاب، وهو نصف عدد الأعضاء زائد واحد. العيب هنا في هؤلاء الأعضاء الذين يتقاعسون عن أداء دورهم ومهمتهم البرلمانية، التي انتخبهم الشعب لأجل إنجازها، كما أن الدستور والقانون واللائحة أعطت لهم ميزة التفرغ لأداء رسالتهم النيابية عن الشعب، ومنحتهم من المرتبات والبدلات والمميزات المالية والأدبية، إضافة إلى الحصانة كي يؤدوا دورهم البرلماني، لكنهم يهربون ويزوغون، ويفضلون قضاء المصالح عن المشاركة في مناقشات المجلس. أما الثانية فهذا التصريح الغريب للدكتور علي مصيلحي وزير التموين، بأن الحديث عن ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة وعدم انتظام الأسواق، يعود لغياب الكيانات الأساسية لمنظومة التجارة الداخلية. وأنا أتساءل من المسؤول عن منظومة التجارة الداخلية يا وزير في حكومة مدبولي، هل المواطن المستهلك المطحون الغلبان؟ أما المعيبة الثالثة فهي تصريح عمرو طلعت وزير الاتصالات الذي يعترف بأن شبكات الاتصالات تبيع أرقام العملاء للشركات، لتسهيل بيع وتسويق منتجاتها، وهذا سبب شكوى المواطنين من الإزعاج بإعلانات الشركات على تليفوناتهم الخاصة، والسؤال أين جهاز تنظيم الاتصالات؟ وأين حماية المستهلك؟ وأين دور ومسؤوليات الوزارة وأجهزتها؟ للأسف كل الضرر على المواطن والوزراء والحكومة نائمون في العسل».

الصمت خيانة

«اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على الرهبان المصريين في (دير السلطان) في القدس، تراه عبلة الرويني في «الأخبار» جزءً من سلسلة طويلة من الاعتداءات والانتهاكات ومحاولات محو الهوية، وانتزاع الدير من تبعيته للكنيسة القبطية المصرية، ومنحه للرهبان الأحباش، الذين يقيمون فيه كضيوف، منذ أن استضافهم الأقباط بعد طرد حكومة الأحباش لهم من كنائسهم وأديرتهم قبل ثلاثة قرون. نزاع طويل ممتد للاستيلاء على الدير وإخراج الأقباط منه وانتزاعه من المصريين، سنوات استولى الأحباش على مفاتيح الدير، وسنوات بعد حرب (67) أطلقت إسرائيل أيدي الأحباش، وطردت الرهبان الأقباط، ومئات القضايا التي تداولتها المحاكم الإسرائيلية حول الدير، كسبتها جميعا الكنيسة القبطية المصرية ضد الحكومة الإسرائيلية، مثبتة أحقيتها القانونية والتاريخية في الدير، وهو ما ترفض إسرائيل إلى اليوم تنفيذه. تجدد اعتداء إسرائيل على الرهبان المصريين واعتقال أحدهم، بسبب احتجاج الرهبان على التدخل الإسرائيلي في أعمال ترميم الدير، وإصرارها على منح الأحباش مباشرة الترميم، ومنع المصريين من القيام أو المشاركة أو حتى الإشراف على ترميم كنيستهم، في انتهاك صارخ للقوانين، ومواصلة مسلسل السرقة وانتزاع الدير. محاولات إسرائيل الاستيلاء على دير السلطان وتغيير هويته، كانت وراء قرار البابا كيرلس السادس، بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي (1967)، وهو القرار الذي تمسك به أيضا البابا شنودة. الاعتداءات الأخيرة على الدير، دفعت كثيرا من الأقباط للمطالبة بتفعيل قرار منع زيارة القدس، ومطالبة الحكومة المصرية بالتدخل الحاسم في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية».

الأقباط غاضبون

«أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على أن القيادة المصرية مهتمة بقضية دير السلطان في القدس، باعتبارها قضية وطنية مصرية وليست مشكلة كنسية فقط، مشيرا وفقاً لـ«المصري اليوم» إلى أن وزارة الخارجية المصرية والسفير المصري في تل أبيب عقدوا العديد من الاجتماعات لبحث سبل إعادة ملكية الدير للكنيسة المصرية الأرثوذكسية. وناشد البابا، خلال عظته الأسبوعية من كنيسة الملاك ميخائيل في الجيزة، كل الجهات التحرك لحل هذا الموضوع، وزارة شؤون الأديان الإسرائيلية والخارجية المصرية والكنيسة الإثيوبية والسفارة المصرية. وتابع البابا: منذ سنة أو أكثر، تقدم بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس بدعوة لعقد مصالحة بين الكنيسة القبطية والكنيسة الإثيوبية هناك. وقال: «عرض الأمر علينا ووافقنا وتم تشكيل لجنة ضمت عددا من المطارنة والأساقفة ومعهم محامي الكنيسة القبطية هناك، وبعض الرهبان وكذلك الوفد الإثيوبي ووفد من سفارة المصرية في تل أبيب والسفارة الإثيوبية، وحضر ممثل عن وزارة الأديان الإسرائيلية ووزارة الداخلية وبحضور الأب ثاؤفيلوس بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس. وظننا أنه بالتجمع الهادئ ده ممكن المشاكل تتحل، لكن الحوار لم يكن حوارًا محايدًا دائمًا. حيث مال للجانب الآخر».

الحليب يؤدي للسجن

قصة تستحق أن تروى أدمت قلب أحمد أبوالمعاطي في «الأهرام»: حزمة إجراءات قانونية دفعت بـ«أشرف. ف» إلى غياهب السجون، ليقضي بين جدرانها عاما كاملا من أجل مبلغ بسيط، كان باستطاعة أحدهم أن يدفعه من جيبه، ولا يحرم رجلًا من بيته وأسرته، ولا طفله الرضيع الذي اضطر للاستدانة من أجل أن يوفر له علبة الحليب؟ إن المرء لا يملك في هذا المقام، وهو جد خطير، إلا أن يثمن تلك المبادرة الكريمة التي أطلقها الرئيس السيسي في أغسطس/ىب الماضي، تحت عنوان «سجون بلا غارمين»، ولعلها تلهم كثيرا من منظمات المجتمع المدني، لأن تقوم بدورها الغائب في دعم المجتمع، والحفاظ على السلام الاجتماعي، في بلد يعيش مرحلة من أصعب المراحل التي يمكن أن يمر بها مجتمع في العصر الحديث، وأن تضطلع هذه المنظمات بتغطية الفجوة التي أحدثتها إجراءات الإصلاح الاقتصادي الصعبة، والمتوقع أن تبلغ ذروتها العام المقبل، مع تطبيق الشريحة الأخيرة من برنامج صندوق النقد الدولي، وما سوف يصاحبها من موجة غلاء جديدة، يأمل الجميع أن تمر بسلام، يقول لي الدكتور حسام بدراوي، وقد جمعنا لقاء أخير: إن منظمات المجتمع المدني، أسهمت في برامج التنمية التي تنفذها الدولة في السنوات الأخيرة، بأكثر من 17 مليار جنيه، وهو رقم ضخم لم يشعر به أحد، لأن الإعلام لم يسلط عليه الضوء، فهل تكفي قصة أشرف لأن تنتبه العديد من جمعياتنا الأهلية لتلك الكارثة، فتمد يد العون أكثر للعديد من شرائح المجتمع قبل فوات الأوان».

السيسي يقظ

نتحول نحو المعارك الصحافية ضد تركيا التي يتهمها جمال طه في «الوطن» بالتخطط ضد مصر: «العدائيات التركية تتجه للتصعيد بصورة بالغة الخطورة، بدأت بتعزيز وجودها العسكري في مواقع ضمن دائرة الأمن القومي لمصر «سواكن، الصومال، قطر، وشمال قبرص»، ما يهدد مصالحنا في البحرين الأحمر والمتوسط والخليج، مصر في المقابل وجهت لتركيا ضربات في الصميم، أطاحت بحكم الإخوان، الذين وصلوا للسلطة بدعم تركي قطري أمريكي، ألغت اتفاقية الرورو التي كانت تعفي سفنها من رسوم المرور في القناة، وتسمح بتهريب الأسلحة والمتفجرات لعناصرها في الداخل، فككت البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية التي تدعمها في سيناء والوادي، وأغلقت الحدود الغربية في وجه تسللهم عن طريق ليبيا، ونسقت مع الجيش الوطني الليبي لإغلاق طرق الدعم البحرية والجوية للجماعات الإرهابية، تحول مصر إلى مركز لإنتاج وتوزيع الغاز والبترول، يعتبر أشد اللطمات التي وجهت لوضع تركيا الجيواستراتيجي، ومصالحها الاقتصادية، لذلك فإن ما تمارسه من تحرشات قرب مناطق ومشروعات الغاز المصرية شرق المتوسط ينبغي التعامل معه بكامل اليقظة والحذر، ومعالجته بالحكمة والحزم. رسائل الرئيس بعد قمة كريت الثلاثية، بالغة الوضوح، نأمل في أن تؤدي إلى تحكيم الطرف الآخر للعقل، وأن يدرك أن ثمن الرعونة سيكون فادحاً».

إحذروا الفتنة

في «الوفد» يدق وجدي زين الدين الأجراس بسبب خطر داهم يحيط بالمصريين: «تحريك الفتنة في مصر لعبة قديمة كان المتربصون بالبلاد يحاولون بها إشعال المجتمع وهدم استقراره، بهدف النيل من البلاد وتعريض الوطن للخطر. وبنظرة سريعة نجد أنه في الوقت الذي بدأ فيه الإرهاب يندثر ويتم القضاء على أصحابه، الذين روعوا البلاد والعباد، يسعى المتربصون من جديد لإحداث الفتنة بين المصريين. المتربصون بمصر، سواء في الداخل أو الخارج، يحاولون بكل السبل والطرق أن يشعلوا الأوضاع الداخلية، بهدف ألا تقوم قائمة لمصر في ظل المشروع الوطني الجديد لبناء مصر الحديثة، محاولة إشعال الفتنة بين المصريين، محاولة دنيئة قام بها المتربصون الذين يصطادون في الماء العكر على مدار حقبة من الزمن، وباءت كل هذه المحاولات بالفشل الذريع، وبعدها انشغلت مصر بالحرب على الإرهاب واقتلاع جذوره. لو دققنا النظر في الأحداث نجد أن ما يحدث لا يعدو تصرفات من أشخاص لإحداث «فتنة»، والشعب المصري صاحب النسيج الواحد لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يجرفه المتربصون إلى الوقوع في الفتنة، لأن الجميع يد واحدة، وهذه عادة المصريين الأزلية منذ زمن بعيد، وقد جرّب أعداء مصر اللعب على هذا الوتر كثيراً لإصابة البلاد بحالة عدم الاستقرار، ولم تفلح محاولاتهم في هذا الأمر. إذن يعود السؤال مرة أخرى: لماذا الآن تحريك محاولات الفتنة مرة أخرى؟ الأمر سهل وبسيط وهو ما أكرره مرة أخرى، أن البلاد تطهرت الآن من الإرهاب وأن أعداء الأمة يحاولون إصابة الوطن بحالة عدم استقرار، فعادوا من جديد إلى ممارسة لعبتهم القديمة في إثارة الفتنة».

بين شكوكو والعقاد

ما الذي دفع بالابتذال والسفه أن يسود؟ السيد الغضبان لديه تفسير منطقي في «الوفد»: «كان الحوار محتدماً بين جماعة من المهمومين بقضايا الإعلام، وكل منهم يعرض رؤيته لأسباب تدهور الإعلام في مصر، خاصة الفضائيات، وطلب أحد الحاضرين أن ينال فرصة ليقدم لنا قصة طريفة يخفف بها مناخ الجدل الساخن، إحدى الصحف أرادت أن تتعرف على رأي الجماهير، فطرحت على الجماهير سؤالا حمله محررها إلى الجماهير في أكثر من موقع في مصر، كان السؤال: ماذا تعرف عن شكوكو وعباس محمود العقاد؟، وجاءت النتيجة مذهلة، فقد تحدث أكثر من خمسة وتسعين في المئة عن شكوكو، باعتباره النموذج الممتاز للفنان الذي تعشقه الجماهير وتساءلت هذه الأغلبية من هو عباس العقاد؟ وعدد من الخمسة في المئة الباقية قالوا، إن محمود عباس العقاد صحافي، وأقل من واحد في المئة هو من قرأ كتباً للعقاد. وصمت الرجل عند هذا الحد، وحاصرته أسئلة كثيرة، وما علاقة كل ما ذكرت بموضوع الإعلام الذي نناقشه؟ قال الرجل: ما أشبه الليلة بالبارحة، الصلة وثيقة، بل يكاد المشهد يتطابق، وقبل أن يواصل الحاضرون أسئلتهم مضى الرجل يقول: التشابه يا سادة نجده في المسؤولين عن إدارة هذه الفضائيات وسماسرة أغنياء الحرب، ونجده في وجوه كثيرة تحتل شاشات الفضائيات، وتنتحل صفة مذيع أو مقدم برامج وأكثر ما تقدمه ينافس مونولوج شكوكو «البدنجان أبو خل وأنا نفسي أفتح لي محل»، وعندما لاحظ أحد الحاضرين أن نسبة كبيرة من جماهير الفضائيات لا تعرف «البدنجان أبوخل» قال الرجل هذا صحيح، ولذلك فلن نندهش إذا سمعنا أحد هؤلاء يطور مونولوج شكوكو ليقول «بحب ريحة الملوخية وهفتح قنوات فضائية»، وانتهت الجلسة بضحكات عالية، لكنها الضحكات التي قال فيها المتنبي: وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا».

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Gamal

The post الوزراء في مصر نائمون والضرر يتحمله المواطن… مأساة خاشقجي تعجل بظهور سعودية جديدة appeared first on بتوقيت بيروت.



from صحف – بتوقيت بيروت https://ift.tt/2ObuIn7
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "الوزراء في مصر نائمون والضرر يتحمله المواطن… مأساة خاشقجي تعجل بظهور سعودية جديدة"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel