-->
صحيفة بريطانية: هل دفع خاشقجي حياته ثمناً لخروجه على العائلة المالكة؟

صحيفة بريطانية: هل دفع خاشقجي حياته ثمناً لخروجه على العائلة المالكة؟

لندن- “القدس العربي”- من إبراهيم درويش: كتبت كريستينا لامب، مراسلة الشؤون الدولية في “صاندي تايمز”  مقالًا جاء فيه إن “جريمة جمال خاشقجي الحقيقية هي أنه  كان من داخل النظام”.

وأضافت: “في اللحظة التي انتشرت فيها الأخبار عن دخول جمال خاشقجي إلى القنصلية ولم يخرج منها أبداً، كان من الصعب عليّ تصديق أن هذا الرجل البدين بنظارته الطبية يشكل تهديدا، فضلا عن القضاء عليه بهذه الطريقة المروعة”.

وأوضحت أن “لا أحد في حالته العقلية الصحيحة يمكنه القبول بالتفسير السخيف عن مقتله، لا يهم ولي العهد محمد بن سلمان لأن الأمر كان بالنسبة له شخصياً -جريمة خاشقجي أنه كان يعرف أسرار النظام”.

وتقول: “التقينا أول مرة في الثمانينات من القرن الماضي في بيشاور، حيث كان صحافيا شابا يغطي الاحتلال السوفييتي لأفغانستان. وكنت أذهب وأعود مع فصائل المجاهدين الذين يقاتلون لتحرير بلدهم وبدعم من الغرب. وصدمت عندما زرت معسكرا للعرب في الجبال”. وكان معهم رجل سمين يرتدي نظارة طبية، ضحك عندما طردت من مؤتمر صحافي لحكمت يار أكثر قادة المجاهدين تطرفا لأنه “كان يستطيع رؤية كاحلي”. وبعد المؤتمر شاركها خاشقجي بملاحظاته التي كتبها من المؤتمر ثم التقيا من فترة لأخرى في بيوت أمراء الحرب الأفغان.

ثم عادت والتقت به بعد عقد من الزمان في العاصمة السعودية الرياض، وذلك في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر،  حيث كان يعمل محرراً لصحيفة “الوطن”. وشعر مثل الكثيرين بالصدمة من الهجوم الذي خطط له ونفذه أبناء من بلده. و”كان واضحا لي أنه أصبح جزءا من النظام، فقد سافر مع الملك الراحل عبدالله وأصبح لاحقاً مستشاراً لتركي الفيصل الذي كان مدير للمخابرات من 1977 – 2001  وأحد الرموز المهمة في الحرب الأفغانية”.

 وتقول إنها ظلت تتلقى على بريدها رسائل من خاشقجي نيابة عن “سمو الأمير” تركي، وهي إجابات لأسئلة وجهتها حول دعم السعودية لأسامة بن لادن وطالبان وتؤكد النفي القاطع. وتضيف أن كل شيء قد تغير عندما صعد الملك سلمان إلى السلطة، وبطريقة غير متوقعة عين ابنه الأمير محمد نائبا لولي العهد. وراكم “م. ب. س” كما صار يعرف سلطات أكثر من أي أمير في تاريخ المملكة.

 وأطاح بابن عمه ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسيطر على الجيش وأنهى عقودا من التوازن بين فروع العائلة الحاكمة. وتحول الأمر إلى عبادة شخصية الفرد، وظهرت صور “م. ب. س” على اليافطات في كل أنحاء البلد. وكان هذا محط ترحيب من الشباب السعودي الذي اعتاد على أن يحكم من قبل رجال كبار في العمر.

وبعد ذلك بدأ بن سلمان بتهميش الآخرين، حيث اعتقل حوالي 400 أمير في حملة أطلق عليها “مكافحة الفساد” وشن حملات ضد الناشطين. وشعر خاشقجي بعدم الارتياح عندما طلب منه التوقف عن الكتابة وقرر مغادرة بلده.

وقال: “لم تكن لدينا حرية صحافة السعودية ولكن لم يطلب منا أبدأ أو فرض علينا نشر أفكار معينة” و”هذا أمر جديد”. وانتقل إلى فرجينيا في الولايات المتحدة وبدأ بكتابة عمود في “واشنطن بوست” وكان نقده معتدلا، فلم يطالب بالإطاحة بالنظام السعودي بل دعا لحقوق الإنسان.

وكان أشد النقد الذي وجهه لولي العهد بأنه “يتصرف مثل بوتين” الرئيس الروسي. وبحسب عضو من العائلة المالكة هُمّش ويعيش الآن في لندن، فلم يكن الأمر له علاقة بما قاله خاشقجي، ولكن بحقيقة أنه كان واحدا منهم “واحد من الداخل يكتب للخارج” فقد رأى ولي العهد هذا “خيانة”.

وقال المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي، علي صوفان: “واحد مثل جمال خاشقجي يعد تهديدا كبيرا لأنه لم يكن شخصية معارضة بل نتاجا للنظام”، مضيفا أن “كون شخص مثله جاء من الداخل، والذي كان رجل علاقات عامة لآل سعود ويتمتع بمصداقية عالية ولا يؤمن بالصورة المكلفة لـ”م. ب. س” كإصلاحي، ووجّه له النقد من على صفحات “واشنطن بوست” كان مهددا ومثيرا لغضب “م. ب. س”.

وقالت إن القتل نشر الخوف بين المعارضين السعوديين في الخارج حسب منال الشريف، الناشطة التي قادت حملة من أجل قيادة المرأة للسيارات وتعيش اليوم في أستراليا “في الوقت الحالي هناك شيء واحد تفعله إن كنت داخل السعودية، هو الصمت، ولو تكلمت فسيتم اعتقالك”.

وأدى مقتل خاشقجي لإغراق السعودية بأزمة أشد من تلك التي مرت بها في أعقاب هجمات أيلول (سبتمبر) 2001.

ففي تلك الفترة كان لديها علاقات قوية مع إدارة جورج دبليو بوش والكونغرس، واستطاعت حجب الكثير من نتائج التحقيق في الهجمات. ولكن الوضع مختلف هذه المرة، فقد أقسم ليندزي غراهام أحد الداعمين الأشداء للمملكة أن لا يعود إليها طالما ظل بن سلمان في السلطة “هذا الرجل معول هدم” قال لفوكس نيوز.

لكن التهديد الأكبر لولي العهد قد يأتي من داخل العائلة. فعمل هذه عادة ما يتسم بالغموض إلا أن عددا من الأمراء احتجوا للملك بشأن ولي العهد. وعقد مجلس البيعة لقاء. ويعرف الأمراء أن زعم الأتراك بأن لديهم تسجيلا لعملية القتل قد يضحد الرواية السعودية. وذهب الأمير خالد الفيصل إلى أنقرة للتوسط، وقال عند عودته لأحد أقاربه: “من الصعب الخروج من هذه”.

وهذا يترك الملك سلمان، (82 عاما) والذي لا يتمتع بحالة صحية جيدة أمام مأزق ” فهو بحاجة للاختيار بين ابنه أو استقرار المملكة” كما يقول صوفان. وحقيقة تعيين ولي العهد كرئيس للجنة التحقيق يعني أن الملك متردد للتحرك، وتم تحريك “تويتر” حيث أعلن عن حملة تأكيد بيعة لولي العهد.

المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

Mosab Abusaif

The post صحيفة بريطانية: هل دفع خاشقجي حياته ثمناً لخروجه على العائلة المالكة؟ appeared first on بتوقيت_بيروت ..



from صحف – بتوقيت_بيروت . https://ift.tt/2Ctbgjr
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "صحيفة بريطانية: هل دفع خاشقجي حياته ثمناً لخروجه على العائلة المالكة؟"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel