بين فكي كماشة “الحزب” و”التيار”…لا خيار للحريري سوى الإستقالة!
يبدو أن مصير الحكومة الحالية بات على المحك في ظل حدة التناقضات التي بدأت تعصف بمكوناتها، و بفعل غياب الحدود الدنيا من التضامن بين هذه المكونات.
كثيرة هي العوامل التي أدت إلى هذه الحال المأزومة، والتي تستلزم خطة طوارئ لتدارك المخاطر، لكن اﻻرباك الحكومي في طريقة التعامل مع زيارات عدد من الوزراء الى سوريا قد تساهم بإنفجارأزمة حكومية، وفي ظل الحرج التي تسببت به للحريري شخصيا، الذي قد يفتح المجال أمام اﻻعتكاف أو تعليق عقد جلسات مجلس الوزراء .
تتسرب إلى الإعلام مرارة “مستقبلية” من وقوع الحريري بين فكي كماشة “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، بل تزداد الشكوى في أروقة “التيار اﻻزرق”، في ظل إمعان الشركاء بإحراج الحريري في أكثر من ملف وقضية ، ووضعه في مواجهة جمهوره وحاضنته الشعبية وإظهاره ضمن حلقات القرار اللبناني بأنه بلا حول ولا قوة .
وفق أوساط “مستقبلية” فإن “سطوة” وزير الخارجية جبران باسيل ﻻ تحتاج إلى أدلة ، ما دام يتصرف وكأنه الحاكم الفعلي ويتحكم بكل مفاصل اﻻدارة والمؤسسات العامة، كذلك إندفاعة “حزب الله” ومحاولته كسر العزلة الدولية عن نظام اﻻسد وفتح ثغرات ما بين لبنان وحكومة اﻻسد .
ووفق المعطيات المتوافرة، فقد بدأت اﻻصوات ترتفع إحتجاجا في نقاشات إجتماعات كتلة “المستقبل” النيابية، جراء التقدير الخاطىء ﻻطراف معنية لحجم التنازلات التي أقدم عليها الحريري منذ التسوية الرئاسية وتشكيل الحكومة الحالية، كما تبرز عوامل تفسخ تنظيمي داخل تيار “المستقبل” في ظل إمتعاض قطاعات واسعة من نهج التساهل الذي يتبعه نادر الحريري في مختلف المجالات .
في المقابل، فإن هوامش التحرك امام الحريري تبدو محدودة، إن لم تكن معدومة، خصوصا في ظل حجم الضغوط المتوقعة اﻻقليمية والدولية في المرحلة المقبلة، وعنوانها اﻻساسي عدم جرّ لبنان صوب المحور اﻻيراني، والتي تتزامن مع قرار أميركي حاسم بالتصدي لتكريس التواصل البري الممتد من طهران حتى بيروت مرورا ببغداد و دمشق .
بالخلاصة، لن تنفع المحاولات “الحريرية ” لتمرير المرحلة بأقل قدر من الخسائر، والهروب من المواجهة المحتومة عبر وضع حد لمسار التنازلات الحاصل منذ مكوث الحريري في السراي الكبير حتى اليوم، والتي تفرض حكما خطوات تصعيدية داخل الحكومة، خصوصا في ظل حجم الضغوط الدولية على لبنان، كما العقوبات اﻻقتصادية المنتظرة من قبل إدارة ترامب، والتي ستساهم أطراف أخرى مثل اﻻتحاد اﻻوروبي ودول الخليج العربي بتطبيقها .
The post بين فكي كماشة “الحزب” و”التيار”…لا خيار للحريري سوى الإستقالة! appeared first on بتوقيت بيروت.
from بانوراما – بتوقيت بيروت http://ift.tt/2i8S81l
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "بين فكي كماشة “الحزب” و”التيار”…لا خيار للحريري سوى الإستقالة!"
إرسال تعليق