-->
أين كان هذا الدعم يوم غزت جحافل الارهاب الجرود ومارست القتل والبطش بحقّ الجنود”؟

أين كان هذا الدعم يوم غزت جحافل الارهاب الجرود ومارست القتل والبطش بحقّ الجنود”؟

 

“ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح


يستغربُ المرءُ كيف تطوّر موقف السياديّين من أبناءِ الرابع عشر من آذار، من مستوى انعدامِ الرُؤية الذي تجلّى في رفضِ فِكرةِ وجودِ أو استقرارِ الإرهاب في الجرود اللّبنانيّة لا بل تسجيل هذا الوجود تحت خانةِ “النّزوح”، إلى قيادةِ موجةِ الحماس للعمليّة التي يعتزمُ الجيش اللّبنانيّ القِيامَ بها! لا يمكن للمرء ذاته أن ينسى كيفَ أنّ السلطة، والتي كانوا طرفاً مُقرراً فيها عام 2014 قطعت على الجيش دابر الثأرِ لنفسهِ بعد أن غزاهُ الإرهابيّون وقتلوا وأسروا جنوداً.. وقفت يومها السلطة السياسيّة حائلاً أمام تنفيذِ الجيش لمهامه، فضاع الحقّ.
اعلان

يقولُ بعض المُتابعين من تلكَ المرحلة، إنّ موقف الرابع عشر من آذار كمجموعةٍ سياسيّةٍ، والذي تجانس مع المُعارضة السوريّة المُسلّحة حد التزاوج، والرافض تصديقَ أنّ القاعدة بات لها “قاعدة” شرق البلاد، كان بمثابة “مجموعة ضغطٍ” نغّصت على الجيش خطواته ووقفت سدّاً منيعاً أمامه كونها لم تسمح بتوفير غطاءٍ سياسيٍّ لعمليّةٍ عسكريّةٍ في عرسال استناداً إلى مُنطلقاتٍ سياسيّةٍ – استغلاليّة راعت ظروف تلك المرحلة وجعلت منطقةً تحمل على أكتافها وظيفة ما الى أنّ سقطت لاحقاً. يُردِّد هذا البعض أيضاً، أنّ وحدات الجيش التي حضرت إلى المِنطقة لملاحقةِ فلولِ المُهاجمينَ يومها أُمِرَت بالتوقّفِ عن مُزاولةِ عملها، والسبب الضغط الذي قامَ به أحد مَراجِع “الفريقِ السّياديّ” معاكساً مصلحة الجيش كلّياً مفضّلاً مصلحتهُ ومصلحة مجموعتهِ على المصلحةِ العليا، فما الذي تغيّرَ اليوم حتّى أضحى هؤلاء سيف الجيش وتِرسِهِ في الهجوم المُزمعِ القيام به؟

يَرُدُّ مُتابعون آخرون السببَ إلى انتصاراتِ حزب الله في الجرود التي ومن منطقةِ النكاية، حتّمت على الرابع عشر من آذار تغيير مفاهيمه والانتقال من الارتماءِ بحضنِ المُعارضةِ السّوريّة ورميهم في أحضانهم، إلى حضن الجيش والطبل والزمر له، علماً أنّ أولئك السياسيين لم يقتنِعوا لغاية اليوم (كذلك الجيش لم يقتنع بتأييدهم المُستجدّ له)، أنّ التنظيمات التي كانت تحتلّ الجرود، إرهابيةً، اللّهم إلا بعد أن اعترف الأميركيّ والسعوديّ بذلك، وحرجاً من الناس والجيش!
اعلان

لكنّ خلف هذا التهليل والتكبير من قِبلهم للجيش وخططه، أوجه خُبث عدّة يكمن في طيّاتها الكثير من عوامل الشرِّ أو الرِّهان على الإيقاع بين المؤسّسة العسكريّة والمقاومة. يشيرُ أحد العليمين لـ”ليبانون ديبايت” إلى أنّ انكباب “الآذاريين” أو بقاياهم على دعم عمليّة الجيش بهذا الكم بعد كلّ الذي اقترفوه بحق هذا الجيش، لم يأتِ بقصدِ إبعاد الإرهابيّين عن الجرود أو ايماناً قُدُرات المؤسسة العسكريّة بقدرِ ما هو رِهان على تعرية حزب الله من انتصاراته! وتصوير أنّ الحاجة إليه انتفت بعد أن باتَ الجيش قادراً على مُزاولة مهام حفظ الحدود!

شاهد أيضا

لا نقول إنّ الجيش ليس قادراً هنا، بل نُكرّر ما يقوله الخبراء والمعنيون، من أنّه بحاجةٍ إلى السُّبُل اللّوجستيّة – إلى جانب مصادر القوّة التي يحتويها – ليصبحَ ذات قدرةٍ على مُقارعةِ كلّ المخاطر، ونركن في قولنا هذا إلى ما صرّح به فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون يوم قال: “طالما أنّ هناك أرضاً مُحتلّةً من إسرائيل، وطالما أنّ الجيش اللّبنانيّ ليس قوياً كِفايةً ليحاربَ إسرائيل وليقفَ بوجهِها فمنَ المُؤكّد أنّنا نشعرُ بضرورةِ وجودِ سلاح المُقاومة الذي هو مُكمّلٌ للجيش ولا يتناقض معه”.
رهان الآذاريون اليوم هو عبارةٌ عن ورقةٍ اعتماد يتمُّ وضعها في الصندوق الأميركيّ خدمةً للمشروع الجديد الناشيء في الاقليم؛ فحوها أنّ الجيش باتَ قادراً، لديه ثقة وينال الثقة، من الداخلِ والخارج، وتُذرُّ عليه المُساعدات العسكريّة، إذاً لم يَعُد من شيء يوجبُ وجودَ حزب الله وانتفاء ذريعة وجودهِ تُحتّم نزع سلاحه أو إخضاعه على الأقلّ، كي لا ندخل في فتنة، إلى منطقِ الدولةِ وسلطة الجيش، وفي هذا الشقّ الأخير رهان أو مقامرة، قديمة جديدة، على إيقاعِ فتنةٍ بين الجيش والمقاومة، عمل عليها قبل مدّةٍ طويلةٍ حتّى قبل الانسحاب الإسرائيليّ أو السوريّ من لبنان!
ولهذا الطرح مُوجبات أخرى باتت ضرورةً بالنسبةِ إلى “بقايا الفريق السياديّ”، إحدى أهمّها معاينتهِم الظرفيّة أنّ دور الحزب في الجرود نال تأييداً وطنيّاً وهذا ممنوع، ممنوعٌ أن يُنظرَ إلى حزب الله على أنّه حامٍ للبنان، وبالتالي يقضي “أمر الهجوم” بإزالة أسباب هذا الدعم وسحب فتائِلِه، ولأنّهم أصحاب عقليّاتٍ مريضةٍ، ركنوا إلى استغلال خُطط الجيش في مُخطّطاتهم الشيطانيّة، كي يُقطعَ على المُقاومة طريق استثمار الإنجازات وحدها، ولا يقرأ دفعهم وتأييدهم لمعركةِ الجيش إلّا من بابِ “سحب التراكمات من يد حزب الله”، علماً أنّ الحزب أو الجيش على حدٍّ سواء يجدونَ في شراكتهما أمراً لا ريب فيه، لا بل موجب وضروريّ، ومكان ترحيبٍ وثناءٍ وتقديرٍ وهو مصدرُ قوّةٍ ضروريّةٍ وحاجة ماسّة وفائدة ذات جدوى وخيار لا رجوعَ عنه، ولو شاء الحاقدون!
“النوايا الخبيثة” لن تمرَّ على قيادة الجيش الواعية والمُدرِكة لعظائمِ الأمورِ وكبائرها وصغائرها كذلك قيادة المُقاومة التي ما بَرِحَت تتصرّفُ على أساسِ وحدة البُندُقيّة مع الجيش، لكن النوايا تلك ستبقى حتماً بعقلِ بعض المُرضى من الذين يجوبون السفارات ليل نهار، لتقديمِ تلكَ المُقارنة والسخاء في دعم الجيش أمام السفراء، ليس حُبّاً بالجيشِ بل طمعاً بمصالحهم، حتّى يسأل سائل: “أين كان هذا الدعم يوم غزت جحافل الارهاب الجرود ومارست القتل والبطش بحقّ الجنود”؟
يقرأ مُتابع في النهاية عن أسباب طرحِ توسيع مهام قوّات اليونيفيل اليوم عبر إجراء تعديلٍ على القرار 1701، ليستخلصَ أنّ من يدفع نحو هذا التعديل ويزايد في “الحبّ المُصطنع” للجيش، لا يريد من هذا المطلب إلّا شرّاً.. لذا، فكفّوا أيديكم وألسنتكم عن هذا الجيش واتركوه بعيداً عن ضغائنكم!

The post أين كان هذا الدعم يوم غزت جحافل الارهاب الجرود ومارست القتل والبطش بحقّ الجنود”؟ appeared first on بتوقيت بيروت.



from اخبار لبنان – بتوقيت بيروت http://ift.tt/2w3OZ8O
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "أين كان هذا الدعم يوم غزت جحافل الارهاب الجرود ومارست القتل والبطش بحقّ الجنود”؟"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel