-->
صحافه | ابرز ما تناولته الصحف العبرية

صحافه | ابرز ما تناولته الصحف العبرية


ابرز ما تناولته الصحف العبرية30/05/2017

التحقيق مع وزير الداخلية درعي وزوجته بشبهات الفساد المالي

تكتب “هآرتس” ان وحدة “لاهف 433” (الوحدة القطرية في الشرطة للتحقيق في اعمال الغش والخداع)، اجرت امس، تحقيقا مع وزير الداخلية ارييه درعي وزوجته يافا درعي، لمدة 11 ساعة. واوضحت جهات في جهاز تطبيق القانون، في بداية التحقيق، انه سيتم التحقيق مع الوزير درعي بشبهة الحصول على رشوة، لكنه في البيان الذي اصدرته الشرطة في نهاية التحقيق، جاء بأنه يشتبه بتبييض الأموال والخداع وخرق الثقة، والسرقة والتسجيل الكاذب ومخالفات ضريبية. وتم التحقيق مع زوجته يافا بشبهة تسجيل كاذب في وثائق شركة وارتكاب مخالفات ضريبية. وحسب الشرطة فقد تم التحقيق بالتعاون مع سلطة الضرائب وسلطة منع تبييض الاموال في وزارة القضاء.

وكانت الشرطة قد احتجزت في وقت سابق 14 مشبوها للتحقيق معهم، من بينهم اريئيل مشعل، المدير العام لوزارة تطوير البلدات الطرفية والنقب والجليل، وعضو بلدية القدس موشيه ليؤون. كما تم التحقيق مع موظفين اخرين في جمعية “مفعالوت سمحاه” التي تديرها يافا درعي، واستدعي اخرون من ابناء العائلة للتحقيق في وحدة “لاهف 433”. وعلم انه من بين الشخصيات التي تم التحقيق معها احد كبار المسؤولين في وزارة المالية سابقا، ورجال اعمال.

وقال درعي لدى خروجه من التحقيق: “تعاونت بشكل كامل واجبت على كل اسئلة المحققين. وكما قلت، لدي ثقة كاملة بجهاز تطبيق القانون، وادعو الجمهور الى التحلي بالصبر واحترام التحقيق. سأواصل بعون الله وبكل قوة العمل الجماهيري”.

ومن بين الامور التي تم استجواب درعي حولها، طريقة تمويل العقارات التي اشتراها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك المنزل في بلدة صفصوفة. كما يجري فحص الاشتباه بارتكاب مخالفات ضريبية، وتفحص الشرطة، ايضا، الطلب الذي قدمته الجمعية لتلقي اموال من الوزارة. ويشتبه بعض الذين خضعوا للتحقيق بتبييض الاموال، تسجيل كاذب في وثائق شركة وتهرب من دفع الضرائب.

وقال مقربون من موشيه ليؤون ان التحقيق معه انتهى بعد عدة ساعات وتم اطلاق سراحه دون فرض أية قيود عليه، وان التحقيق معه تركز حول الفترة التي كان فيها درعي رجل اعمال مستقل.

وكانت “هآرتس” قد نشرت في الأسبوع الماضي، بأن الشرطة ستحقق مع درعي وزوجته على خلفية ملايين الشواكل التي اغدقها عدد من اصحاب رؤوس الاموال ومسؤولين كبار في الاقتصاد الاسرائيلي والبنوك، على جمعية التعليم الديني الحريدي “مفعالوت سمحاه” التي تديرها زوجة درعي، وتشغل فيها ابنتهما شيفي سننانس، منصب المديرة العامة.

وكان المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت، قد قرر في اذار الماضي، فتح تحقيق ضد درعي بشبهة الفساد. واستغرق التحقيق عدة اشهر.

ويشار الى ان جمعية “مفعالوت سمحا” تعتبر مشروع حياة يافة درعي، فهي تدير مدرسة ثانوية ومدرسة داخلية للبنات وكلية للمعلمات والحاضنات. ومنذ تأسيسها عام 1997 اتسع نشاطها بشكل متواصل، وكذلك الميزانيات التي تحصل عليها من الدولة، بين 10 و15 مليون شيكل سنويا، خاصة من وزارة التعليم. والى جانب الاموال العامة حصلت الجمعية على تبرعات سخية من شركات كبيرة ومن رجال اعمال كبار، من المتدينين والعلمانيين.

نتنياهو لكتلة الليكود: ” لا نملك شيكا مفتوحا من ادارة ترامب”

تكشف تسجيلات وصلت الى صحيفة “هآرتس”، من اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست، امس الاثنين، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حاول تبريد التحمس ازاء امكانية ازالة موضوع الدولة الفلسطينية عن الجدول. فقد تطرق اعضاء الليكود ورؤساء مجالس محلية من الحزب، عدة مرات خلال الجلسة، الى زيارة ترامب كدليل ايجابي، الا ان نتنياهو قال بأن اسرائيل لا تملك شيكا مفتوحا من ادارة ترامب.

ويسمع في التسجيل صوت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوفيلي، وهي تهاجم نتنياهو: “تم النشر عن اخراج أحياء من القدس. كلنا نؤيد وحدة القدس، فما الذي يعنيه هذا النقاش”. وانضم اليها النائب يهودا غليك، وقال: “في الأسبوع الماضي عندما تم نشر الخطة للتنازل عن كفر عقب وشعفاط، تلقيت فيضا من المحادثات الهاتفية من سكان البلدتين الذين يستجدون البقاء (في اطار القدس)”. لكنه اضاف انه يمكن التفكير بتعريف البلدتين كسلطتين محليتين.

وهاجم غليك السياسة الاسرائيلية في الحرم القدسي، وقال لنتنياهو: “قلت خلال زيارة ترامب بأن هناك حرية عبادة للجميع، وآمل ان نتقدم نحو حرية العبادة لليهود”.

ويسمع صوت النائب ميكي زوهر وهو يقول ان زيارة ترامب هي دليل على الآتي، مضيفا انه “في الوضع الذي تقوم فيه ادارة امريكية تفكر حسب تفكير دولة اسرائيل، وليس حكومة اسرائيلية تفكر حسب تفكير الفلسطينيين والدول العربية، فان هذا التفكير يصب كله في المصالح الاسرائيلية”.

وأثنى زوهر على نتنياهو وقال: “لا يوجد مثلك في الحفاظ على أمن الدولة.” ثم قال: “يمكن تسجيل ذلك لصالح رئيس الحكومة، علاقاتك معه (مع ترامب) منذ ما قبل انتخابه، هي التي تمنحنا الفرصة غير المتكررة للحفاظ على مصالح الدولة”.

وحسب اقوال زوهر فانه “في هذه الأيام لاحت فرصة لمنع اقامة الدولة الفلسطينية”. “الغالبية العظمى رغم الاستطلاعات التي شاهدناها، لا تريد دولة فلسطينية. ربما توافق على حكم ذاتي او على منح الاقامة، او كانتونات، لكنها لا تريد دولة فلسطينية”. وتوجه الى نتنياهو وقال: “في اطار الفرصة القائمة اليوم مع الادارة الامريكية، التي تقدرك جدا، والتي تعتبرك اكبر شريك في العالم، لا اريد ان اكون في وضع نفوت فيه الفرصة مع ادارة كهذه. هذا يمكن ان يسبب لنا البكاء لأجيال”.

في نهاية النقاش رد نتنياهو على المتحدثين، وقال: “اشكركم على اقوالكم، ومن المناسب ان تصغوا جيد جدا. لقد حصلنا مؤخرا على شيك بمبلغ 300 مليون شيكل تقريبا (وقصد بذلك الزيادة التي قدمها ترامب لاتفاق المساعدات الأمنية). لقد كان لهذا الاتفاق ثمن، حيث قالت ادارة اوباما لا تطلبوا المزيد من المال… لقد حصلنا على شيك غير مفتوح وهذا مهم في ضوء التقليصات في الولايات المتحدة”. وقارن نتنياهو الاتفاق بالوضع السياسي، وقال: “لا نملك شيكا مفتوحا في المسار السياسي. نحن في دولة ذات سيادة، يمكننا ان نقرر الكثير من الأمور، ولكن من ناحية الموافقة الامريكية ما كنت سأصل الى هذه المسافة، لأن هذا ليس صحيحا”. “صحيح انه توجد معاملة دافئة ويوجد تفهم كبير لمواقفنا الأساسية، لكننا لا نملك شيكا مفتوحا وهذا بعيد عن أن يكون الواقع”.

واضاف نتنياهو: “نحن مطالبون بالعمل بحكمة كبيرة وبمسؤولية، نحن نحتاج الى ذلك بشكل خاص الان. لقد سمعتم ترامب، لقد قال انا اؤمن بأن ابو مازن يريد السلام. لقد قال ذلك! وقال انه يجب محاولة التوصل الى اتفاق. نحن في هذا الوضع. هذا الوضع”!

وقال نتنياهو انه اكد امام ترامب بأن “سبب عدم وجود اتفاق هو انهم يثقفون اولادهم على مدار اجيال واجيال على انه لن تكون دولة اسرائيلية، داخل هذه الحدود او تلك. وانه لا طريق للتغلب على هذه المشكلة.” وقال نتنياهو ان الاستنتاج هو انه في كل اتفاق سلام مستقبلي يجب ان تسيطر اسرائيل على الامن في الضفة، واضاف: “لقد تم نقل ذلك بصورة حادة عبر الأبواب المغلقة والأبواب المفتوحة”. وحسب اقواله “لا تزال، بشكل قاطع، رغبة، بل محاولة للتوصل الى اتفاق من خلال الايمان بأن الفلسطينيين مستعدين للتنازل عن طموحهم للقضاء على دولة اسرائيل”.

وكرر نتنياهو الحاجة لمواجهة الوضع الذي تحضره ادارة ترامب. “يجب علينا مواجهة ذلك، وطريق مواجهة ذلك ليست مفهومة ضمنا. هناك الكثير من التصريحات التي اسمعها، لكن من المناسب ان تتركوا لي هذه المواجهة. لقد اثبت طوال سنوات بأنني اهتم بالمصالح بشكل مدروس ومسؤول. من يعتقد انه يوجد شيك مفتوح فهو مخطئ”.

في موضوع آخر، قال نتنياهو خلال الاجتماع انه لن يجتمع بقادة يلتقون تنظيمات تعمل ضد جنود الجيش الاسرائيلي. ووصف هذه السياسة بأنها “سياسة خارجية متشددة”، وشرح بأنه فعل ذلك ايضا مع “افضل صديقاتنا”، وقال: “انا اقول للقادة في العالم، يمكنكم التقاء التنظيمات التي تعمل ضد جنود الجيش، لكنكم لن تلتقوا بي”.

وحول رفضه التقاء وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل، بسبب قرار الاخير التقاء ممثلي “يكسرون الصمت” و”بتسليم”، قال نتنياهو انه التقى في ذلك اليوم بشابة في اوفاكيم، فسألته “كيف يمكن وجود تنظيمات تعمل ضد جنود الجيش في انحاء العالم؟” وحسب نتنياهو فقد شرح لها سياسة الخارجية المتشددة، وقال “انا اؤمن بأن هذه الرسالة تتغلغل ويتم استيعابها”.

وقال نتنياهو انه طلب قبل عدة ايام من مدير عام وزارة الخارجية التوجه الى الحكومة النرويجية وطلب وقف المساعدات التي تقدمها لتنظيم نسوي يحمل اسم دلال المغربي، التي قادت الخلية التي نفذت عملية “باص الدماء” في 1978، والتي قتل خلالها 35 شخص، وقال ان “وزير الخارجية النرويجي فعل ذلك بالضبط”.

“كوشنير وفريدمان يسعيان لمنع التقارب بين عباس وترامب”

تكتب “هآرتس” ان الفلسطينيين يتهمون جارد كوشنير، مستشار ونسيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والسفير الأمريكي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان، بأنهما يحاولان منع التقارب بين ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب ادعاء مسؤولين فلسطينيين كبار. وقد نفى المقربون من عباس التقرير الذي نشر في اسرائيل حول الصراخ والتوتر خلال اللقاء بين ترامب وعباس في بيت لحم، وقالوا ان هذه محاولة لدفع مصالح اسرائيلية.

وفي حديث لصحيفة “هآرتس”، قال احد المسؤولين الكبار، والذي اطلع على فحوى المحادثات، ان اللقاء بين عباس وترامب كان موضوعيا وساد الشعور بأن لدى الرئيس الامريكي رغبة قوية بدفع العملية السياسية. واضاف: “ليس سرا انه يوجد في محيط ترامب طاقم من المستشارين الذين يتركز هدفهم الأساسي على خدمة اسرائيل. جارد كوشنير والسفير ديفيد فريدمان هما مستشاران لنتنياهو وليس لترامب فقط. ولذلك فان الشعور السائد لدينا هو انهما سيحاولان منع كل خطوة من شأنها المس بالموقف الاسرائيلي، ونحن على ثقة بأن تقارير من هذا النوع هدفها خدمة المصالح الاسرائيلية”.

وحسب اقواله فقد ناقش ترامب وعباس موضوع التحريض في السلطة ودفع الرواتب للأسرى خلال اللقاء السابق في واشنطن، وليس في بيت لحم. وقال انه تم التوضيح للإدارة بأن المقصود مسائل ثانوية، وان الفلسطينيين مستعدين لاستئناف عمل اللجنة الفلسطينية – الاسرائيلية والامريكية لمتابعة التحريض. وبالنسبة للدفع للأسرى قال ان هذه مسألة داخلية فلسطينية يستخدمها نتنياهو كذريعة. وحسب ادعائه فانه “في اللحظة التي سينتهي فيها الاحتلال سيتوقف التحريض. نتنياهو يتوقع ان نحب الاسرائيليين رغم الاحتلال – هذا لن يحدث”.

واكد المسؤول انه خلافا للتقرير الذي نشرته القناة الثانية، امس الاول، فان ترامب لم يصرخ على عباس ولم يوبخه خلال اللقاء في بيت لحم. وكانت القناة الثانية قد ادعت ان ترامب اتهم عباس بخدعه خلال اللقاء في واشنطن، وقال له: “تحدثت معي عن السلام لكن الاسرائيليين اظهروا لي بأنك بشكل شخصي تدعم التحريض”.

واتهم المسؤول الفلسطيني الاسرائيليين “بمحاولة ترويج هذه البضاعة بواسطة جهات امريكية، وقال ان مستشار الامن القومي الامريكي، الجنرال هربرت مكماستر، ووزير الخارجية ريك تيلرسون، يتمسكان بتوجه اخر. وأضاف: “هناك صراع على اذن الرئيس ومن الواضح ان الفلسطينيين لا يتواجدون في وضع جيد. ليس لدينا المال والتأثير كما للسعودية، وليس لدينا اللوبي الصهيوني، ولكننا سنواصل طرح مواقفنا. من سمع تصريحات ابو مازن في ختام اللقاء مع ترامب يفهم انه لا يوجد تغيير في الموقف الفلسطيني الأساسي”.

في المقاطعة يثقون بأنه منذ لقاء ترامب وعباس في واشنطن، تبذل اسرائيل الجهود من اجل التشكيك بمصداقية الرئيس الفلسطيني، وذلك، من ضمن امور اخرى، من خلال اعداد شريط يعرض عباس كمتعاون مع التحريض. وقال مسؤول فلسطيني مقرب من عباس: “نحن نعرف عن شريط اعده ديوان نتنياهو وان كل من يصل الى هناك وينوي زيارة المقاطعة يتم عرضه امامه. نحن نعرف تماما الاجواء التي نعمل فيها وليس لدينا الكثير من التوقعات. في هذه الأثناء قال الرئيس انه يسعى للاتفاق، وبطبيعة الأمر سنتعاون مع ذلك”.

وقال المسؤول ان السلطة لا تريد التعامل مع “مسألة القيل والقال”، مضيفا: “في اسرائيل يوجد من لا يريدون الوصول الى الجوهر، ونحن لدينا تفاهمات مع الامريكيين يفترض ان تقلق نتنياهو جدا”. ورفض المسؤول تفصيل التفاهمات.

الحكومة تصادق على خطة لتطبيق منهاج التعليم الاسرائيلي في مدارس القدس الشرقية

تكتب “هآرتس” ان الحكومة صادقت امس الاول، على خطة لتوسيع تطبيق منهاج التعليم الاسرائيلي في مدارس القدس الشرقية. ومن اهداف الخطة، التي ستنفذ على مدار خمس سنوات، زيادة عدد صفوف الاول في القدس الشرقية التي تعمل حسب منهاج التعليم الاسرائيلي، وزيادة نسبة مستحقي شهادة البجروت (مقابلة للتوجيهي) الاسرائيلية. وحسب الخطة التي بادر اليها وزير التعليم نفتالي بينت، ووزير شؤون القدس زئيف الكين، فانه سيتم تقديم محفزات اقتصادية للمدارس كي تنتقل الى المنهاج الاسرائيلي، ومن يقرر مواصلة تدريس المنهاج الفلسطيني لن يحصل على اضافة للميزانيات.

وفي اعقاب قرار الحكومة سيتم تشكيل طاقم لصياغة خطة عمل خلال شهر، تهدف الى تقليص الفجوات في القدس الشرقية، بما في ذلك العثور على مصادر تمويل للخطة. وفي بيان نشرته وزارة التعليم جاء ان هدف الخطة هو “تحسين جودة حياة سكان الاحياء العربية في القدس وتعزيز قدرتهم على الاندماج في المجتمع والاقتصادي الاسرائيليين – وبالتالي تعزيز حصانة عاصمتنا”.

وحسب الخطة، سيتم زيادة 100 غرفة دراسية لطلاب الصف الاول في المدارس التي ستعمل حسب منهاج التعليم الاسرائيلي، من خلال التركيز على موضوعي اللغة الانجليزية والرياضيات. وستتم هذه الاضافة بشكل تدريجي. كما ستعمل الخطة على زيادة نسبة مستحقي شهادة البجروت الاسرائيلية من 12% الى 26%، وزيادة نسبة مستحقي شهادة التكنولوجيا من 11% الى 33%، وتقليص نسبة تسرب الطلاب في الاعدادية والثانوية من 28% الى 25.5%.

وقال مصدر في وزارة التعليم لصحيفة “هآرتس”، ان “خطة التعليم الاسرائيلية والبجروت الاسرائيلي ستكون خيارا ولن يتم فرضها قسرا. من لا يرغب بذلك لن ينضم اليها”. وحسب اقواله فان من سينضمون الى الخطة سيحصلون على محفزات اقتصادية كتمويل ساعات تعليم اضافية، توسيع برامج التعليم في المدارس، تحسين البنى التحتية في المدارس وامور اخرى – الى جانب الميزانية الاساسية التي يحصلون عليها”.

ويعم الغضب في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على هذه الخطة ويعتبرونها جزء آخر من الخطوات الاسرائيلية الواسعة المبذولة لتطبيق خطة التعليم الاسرائيلية في جهاز التعليم في القدس الشرقية. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي ان “الخطة تهدف لتحويل القدس الى يافا او عكا. لقد ادخلوا جهاز التعليم في ازمة، والان يمارسون الابتزاز ضده. اسرائيل هي قوة محتلة في القسد ويمنع عليها التدخل في مضمون التعليم”.

وقال بينت بعد المصادقة على الخطة ان “القدس يجب ان تكون موحدة في العمل وليس في الكلام. كلما تم تعميق التعليم حسب المنهاج الاسرائيلي، هكذا سنواصل تعزيز جهاز التعليم في القدس الشرقية”. وقال الكين ان المصادقة على الخطة ستؤثر على مستقبل الشبيبة في الايحاء العربية في القدس وعلى دمجها في المجتمع الاسرائيلي. واضاف: “انا اؤمن بان السيادة تساوى الحكم والمسؤولية، وهذا يجب ان ينعكس في مجال التعليم”.

“خطة تحسين الاوضاع البيئية في القدس الشرقية لن تشمل الاحياء الواقعة وراء الجدار”

تنقل “هآرتس” عن وزير شؤون البيئة والقدس، زئيف اليكن قوله، امس الاثنين، ان الخطة الحكومية لتحسين اوضاع النظافة وجودة البيئة في القدس الشرقية لن تشمل الاحياء الواقعة وراء الجدار. وقال اليكن ذلك خلال اجتماع للجنة الداخلية البرلمانية، على الرغم من ان الأوضاع الصحية في الاحياء الواقعة خلف الجدار يعتبر من اصعب الأوضاع في القدس. وتعيش في تلك الأحياء (التي تعتبرها اسرائيل جزء من القدس) اكثر من ثلث السكان العرب في القدس – حوالي 140 الف نسمة.

وقال الكين انه طالما لا يتم جمع النفايات من هذه الايحاء بشكل منظم، لا فائدة من استثمار الميزانيات فيها. واوضح: “الخطة لا تسمل كل احياء القدس الشرقية، وبكلمات اخرى لا تشمل الاحياء الواقعة خلف الجدار، لأن مثل هذا الاستثمار يحتاج الى منصة للعلاج الجاري وهي غير متوفرة حاليا”.

وكانت الحكومة قد صادقت على الخطة “لتقليص الأوبئة وتطوير البنى التحتية” خلال الجلسة التي عقدتها يوم الاحد بمناسبة “يوم القدس”. وحسب الخطة التي تبلغ تكلفتها 177 مليون شيكل، فإنها يفترض ان تعالج النفايات المنزلية ومخلفات البناء وشبكات الصرف الصحي، والقيام بنشاطات اعلامية في موضوع النظافة. وقال الكين ان الحكومة ناقشت كيفية معالجة الأوضاع في الاحياء الواقعة خلف الجدار، واوضح: “بالتأكيد نعتقد انه يجب العثور على حل، وعندما يتم التوصل الى حل سيتم اتخاذ قرار مكمل يعالج النفايات والصرف الصحي وراء الجدار، لكن الركض حاليا للاستثمار والاكتشاف بأنه لا يتم معالجة شيء، او انه يحترق او يختفي، فهذا مؤسف. هذا كثير من المال الذي سيذهب هباء”.

يشار الى وجود بلدتين كبيرتين تابعتين للقدس وراء الجدار – مخيم اللاجئين شعفاط والمناطق المحيطة به، وبلدة كفر عقب. ومنذ اغلاق الجدار هناك قبل شعر سنوات توقفت السلطات، وفي مقدمتها بلدية القدس، عن تقديم خدمات منظمة للسكان. وقد انتقل الكثير من سكان القدس الشرقية للإقامة هناك بسبب اسعار الاسكان الرخيصة، ومع الوقت ازداد الاكتظاظ هناك، وازدادت معه المشاكل الصحية: اكوام النفايات، مياه الصرف الصحي التي تجري في الشوارع، ومشاكل في تزويد المياه. وقال سكان كفر عقب ان المياه لا تصل منذ شهرين بشكل منظم. ويعيش في البلدة حوالي 60 الف نسمة.

وقالت شركة المياه الفلسطينية المسؤولة عن البنى التحتية للمياه ان شركة “ميكوروت” الاسرائيلية لا توفر ما يكفي من المياه، والبلدية لا تصدر تراخيص لإنشاء شبكات مياه جديدة.

وقال منير ابو اشرف، العضو في لجنة البلدة، ان انقطاع المياه يتواصل لخمسة ايام احيانا، ولمواجهة ذلك قام السكان بوضع خزانات تتسع لـ 1500 ليتر على اسطح البيوت، وملئها بالماء اثناء توفره. لكن ابو اشرف يحذر من ان وضع هذا الكم الكبير من الخزانات على اسطح البيوت، من شأنه ان يؤدي الى انهيار مباني. وقال: “المشكلة انه توجد هنا بنايات تضم 32 وحدة اسكان، وهذا يعني 32 خزان و32 سخان شمسي، وفي المجموع الكلي 70 طن من الماء، وهذا وزن ضخم على اسطح البنايات، وهي لن تتحمل ذلك، وفي نهاية الأمر ستحدث كارثة”.

وقال افيف تتارسكي، من جمعية “مدينة الشعوب” ان “تزويد المياه بشكل منظم هو ليس مجرد مسألة لا يمكن العيش بدونها، وانما تعتبر خدمة اساسية. ما الذي يفترض ان يفعله 70 الف نسمة، يحملون الهويات الاسرائيلية وسكان في القدس، لكن الدولة تتخلى عنهم؟ هذا العار لا يمكن وصفه بالاهمال”. وقال انه “عندما تتجاهل السلطات التوجهات المتكررة من قبل السكان، وقرارات المحكمة العليا، من الواضح انه توجد هنا سياسة موجهة هدفها طرد الجمهور الفلسطيني من القدس”.

اردان يدعي فشل اضراب الاسرى

تكتب “يسرائيل هيوم” ان وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، قال خلال جلسة خاصة عقدها مع قادة مصلحة السجون لتلخيص اضراب الأسرى الفلسطينيين ان “السلطة الفلسطينية عملت على تقديم سلم للأسرى لكي ينزلوا عن الشجرة، بسبب تخوفها من حدوث اضطرابات في رمضان”. وقال اردان للضباط ان “الإضراب فشل، وانتم نجحتم في تمرير رسالة قاطعة الى المخربين وخلق الردع للمستقبل”.

وحظي تصريح اردان هذا بدعم من الاستطلاع الذي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية “معا”، امس، والذي جاء فيه بأن 70.5% من الفلسطينيين يعتقدون بأن الاضراب حقق اقل ما يكن من مطالب الأسرى، مقابل 16.5% قالوا بأن الاضراب حقق غالبية مطالب الاسرى. وقال 13.1% انهم لا يعرفون ان تم تحقيق اقل ما يمكن او اكثر ما يمكن من المطالب.

وقالوا في سلطة السجون ووزارة الامن الداخلي، امس، ان الاستطلاع يعرض صورة مختلفة عن تلك التي غرضتها وسائل الاعلام الفلسطينية التي تنشر بأن الإضراب حقق الغالبية المطلقة من مطالب الاسرى، وان اسرائيل استسلمت، عمليا. وقال مصدر في الوزارة انه “يتبين بأن الجمهور الفلسطيني لا يشتري السافين الذي يحاول رجال البرغوثي والسلطة تسويقه له”.

وقدمت مفوضة مصلحة السجون، عوفرا كلينغر، خلال الاجتماع، تلخيصا اوليا لإدارة ومواجهة الاضراب من قبل مصلحة السجون، وقالت انه كان اطول اضراب في اسرائيل وانتهى من دون اجراء أي مفاوضات او التجاوب مع مطالب الاسرى المضربين.

الكشف عن وثيقة المصالحة بين بيرس ورابين

تكشف صحيفة “يديعوت احرونوت”، ولأول مرة، “وثيقة المصالحة” التي تم توقيعها بين يتسحاق رابين وشمعون بيرس في 1995، قبل ثلاثة اشهر من قتل رابين. وقد رتب ذلك الاتفاق علاقات العمل بينهما، في حال انتخاب رابين لدورة اخرى كرئيس للحكومة، في الانتخابات التي كان يفترض ان تجري في منتصف 1996. وحسب الاتفاق، فان بيرس لن ينافس رابين على رئاسة الحزب ومن ثم كمرشح لرئاسة الحكومة، وفي المقابل يتسلم بيرس منصب وزير الخارجية، وينسق معه رابين كل خطواته امام الفلسطينيين ودول المنطقة، ويطلعه على كل التقارير السرية التي ستصل اليه.

وكان المحامي غيورا عيني، الذي حظي بثقة رابين وبيرس هو الذي شق الطريق امامهما نحو الاتفاق، وتحول الى جسر بينهما خلال فترة رابين الثانية كرئيس للحكومة.

ويكتب الصحفي شمعون شيفر في تقريره حول هذه الوثيقة انه تعرف على تأثير عيني على رابين وبيرس، خلال احدى الازمات القبيحة جدا بينهما، التي حدثت في 12 ايلول 1993. ففي واشنطن كانوا يعدون لمراسم توقيع اتفاقيات اوسلو بين اسرائيل والفلسطينيين، برعاية الرئيس بيل كلينتون. وقد خطط رابين للامتناع عن المشاركة في المراسم، وقال للمقربين منه: “فليذكروا بان بيرس هو الذي كان هناك مع عرفات، عندما سينهار كل شيء”. كما ان بيرس، الذي ادار في حينه المفاوضات السرية مع قادة منظمة التحرير كان يعتقد بأن رابين يجب ان يبقى في البيت، وانه هو الذي يجب ان يوقع الاتفاق “لأني استحق ذلك” كما قال في حينه.

لكن الامريكيين اقنعوا رابين، بالمشاركة في المراسم. وعندما سمع بيرس، من اذاعة صوت اسرائيل، عن قرار رابين السفر، سارع الى الاتصال بغيورا عيني واتهم رابين بأنه يدمر حياته ولا يتركه منذ 16 سنة.

ويكتب شيفر انه تواجد مع زميله ناحوم برنياع في حينه في مكتب بيرس، لإجراء لقاء معه. وطلب منهما بيرس الخروج وتحدث مع عيني لمدة 20 دقيقة. وحسب شيفر فقد نسي المسجل مفتوحا في مكتب بيرس، وهكذا اكتشف اهمية عيني في جوهر العلاقات بين رابين وبيرس.

ويكتب ان عيني هذا نجح بالتوصل الى وثيقة المصالحة بين بيرس ورابين، والتي تم توقيعها من قبلهما. وقد رفض رابين تسليم نسخة من الرسالة لبيرس لانه تخوف من قيامه بتسريبها و”تشويه معناها”. وتمت الاشارة الى هذه الوثيقة في كتاب السيرة الذاتية لرابين “يتسحاق رابين – جندي، سياسي وزعيم” الذي ألفه البروفيسور ايتمار رابينوفيتش، وصدر مؤخرا.

في الرابع من تشرين الثاني، في التاسعة صباحا، وبعد عدة اشهر من توقيع الوثيقة، وصل عيني الى بيت رئيس الحكومة رابين، والذي اشتكى له بأن بيرس ابلغه بان الاتفاق لاغ بسبب رفض رابين تسليمه المسؤولية عن منظمة “ناتيف” التي تركز العمل بين الجاليات اليهودية في دول الاتحاد السوفييتي السابق. واقترح عيني تسوية: المسؤولية الشاملة عن “ناتيف” تبقى خاضعة لصلاحية رئيس الحكومة، لكن المسؤولية المباشرة عنها تخضع لوزير الخارجية بيرس. وقد تحفظ رابين من هذه التسوية في البداية، لكنه وافق عليها.

في الخامسة بعد الظهر، قبل ساعات قليلة من تظاهرة السلام، وصل عيني الى ساحة ملوك اسرائيل، ووجد بيرس يجلس في الصف الخامس من المقاعد التي تم تركيبها على شرفة البلدية. وكان بيرس يجلس هناك فيما حاول رجال رابين تجاهله.

واقترب عيني من بيرس وحاول اقناعه بالتسوية التي توصل اليها مع رابين. ورد بيرس بغضب: “ما الذي فعلته له حتى يكرهني الى هذا الحد؟ لست مستعدا للتلقي اهانات من قبله.” لكن عيني نجح باقناع بيرس بالموافقة على الاتفاق.

ووصل رابين الى الساحة وهولا يقل غضبا عن بيرس. وعندما نزل رابين عن المسرح بعد ادائه مع بيرس وقادة حزب العمل لنشيد “السلام”، تقدم منه عيني وقال له بأن بيرس اعرب عن موافقته المبدئية على الاتفاق.

ويكتب شيفر ان رابين سأله لماذا سارع لإنهاء الموضوع؟ وقال له: كان بمكنك الانتظار لمدة اسبوع مع هذا الاتفاق، ثم اتجه نحو سيارته. وعندها اطلق عليه يغئال عمير ثلاثة عيارات وقتله.

مقالات

اسرائيل ليست ديموقراطية.

يكتب المحامي ميخائيل سفراد، المختص بقانون حقوق الإنسان، في صحيفة “هآرتس”: “اتذكر السنة الحادية والعشرين. كنت في حينه طالبا في الثانوية، وقد اندلعت الانتفاضة الاولى وغطت شاشات التلفزيون صور الشبان المقيدين ومعصوبي الأعين. الخط الأخضر، الذي تم شطبه من الخرائط التي استخدمت لتدريسنا الجغرافيا والوطن، وقود النيران التي اشعلت الاطارات على امتداده، والفهم البسيط بدأ بالتغلغل: في المكان الذي يسود فيه الاحتلال هناك اناس تم احتلالهم.

اتذكر السنة الحادية والعشرين لأن الانتفاضة اندلعت على مسافة امتار معدودة من بيتي، على الخط الفاصل بين القدس الغربية والقدس الشرقية، وايضا لأنه تم في حينه تأسيس حركة احتجاج باسم “السنة الحادية والعشرين”. من الواضح ان اولئك الذين اقاموا تنظيما يحمل اسما يرتبط بتاريخ قصير الأجل، لم يفكروا بأن الاحتلال سيصل الى نصف قرن ولن تظهر أي دلائل للخروج الى التقاعد. من المؤكد انهم لم يتخيلوا بأنه بعد انتفاضتين و25 سنة على “عملية السلام”، سيتعمق الاحتلال وسيزدهر الاستعمار الاسرائيلي ويتضخم.

خلال الـ30 سنة التي مضت، تصرف المعسكر السياسي المؤيد لتقسيم البلاد، في غالبيته، كجانب في الخلاف الداخلي، ويتقبل القيود المفروضة على الحوار بين موقفين شرعيين. ويمكن رؤية هذا التوجه من خلال النقاش الدائر في الجناح الذي يسمي نفسه “معسكر السلام” حول شرعية رفض الخدمة العسكرية في المناطق. على الهامش كان هناك من دعم رافضي الخدمة باسم حرية الضمير، لكنه لم تعتبر أي جهة لها مكانتها، رفض الخدمة بمثابة أداة مشروعة لتحقيق التغيير، وبالتأكيد لم يدع أحد الى رفض الخدمة. لأن اسرائيل هي ديموقراطية، وفي الديموقراطية يقنعون ولا يملون.

هذا المنطق ذاته هو الذي اخرج من داخل الجدار، النشاط الاسرائيلي في الخارج من اجل انهاء الاحتلال. اخرجوا “يكسرون الصمت” و”بتسيلم” والاسرائيليين الشجعان الآخرين الذين يقولون باللغة الانجليزية ما يقولونه باللغة العبرية، طبعا عندما لا يفرصون عيلهم الصمت بواسطة العنف والقوانين. وهذا المنطقة هو الذي يغذي معارضة الكثيرين من المؤيدين لإنهاء الاحتلال، لكل انواع المقاطعة، حتى تلك التي تركز على المستوطنات. لأنه في الديموقراطية يتناقشون، ولا يقاطعون.

لكنه في وقت لاحق، وفي سياق الاحتلال، يصعب الدفاع عن المفهوم الذي يعتبر اسرائيل ديموقراطية، ولذلك فان الموقف الذي يقول انه يجب حصر طرق النضال ضد الاحتلال بنشاطات الاقناع الداخلي، ليست خاطئة فقط وانما ليست اخلاقية.

النظام الذي يسمح لقسم من رعاياه فقط بالمشاركة السياسية ليس ديموقراطيا. صحيح انه توجد في اسرائيل سلطة تشريعية منتخبة، وفصل بين السلطات وحرية صحافة (كلها تواجه الخطر حاليا)، لكنها تسيطر منذ خمسة عقود على ملايين البشر الذين يفتقدون الى حق الانتخاب والترشيح في النظام الذي يحكمهم. اسرائيل لا تسلبهم حقوق المواطنة فحسب، وانما تسلب اراضيهم ومواردهم من خلال تحويلها الى المميزين من مواطنيها، وتمنع عنهم بالقوة والوحشية الاستقلالية والتأثير على تحديد مستقبلهم.

حتى لن كان يمكن القول في بداية الطريق، بأن المقصود حالة مؤقتة وانه من غير المناسب بسبب الاحتلال سلب اسرائيل لقبها كديموقراطية، الا انه كلما مضى الوقت كلما واجهت الرموز الديموقراطية لنظامها صعوبة في تحمل العبء الثقيل للواقع المستبد الذي تفرضه. ربما كان يمكن في السنة الثانية (للاحتلال) الادمان على الوهم بأن اسرائيل تبحث عن حل لا يشمل التنكر العلني لفكرة ان كل انسان، حتى وان كان فلسطينيا، يتمتع بالحقوق. لكن ملف الادلة التي تدين المحتل اليوم بالتآمر على ترسيخ السيطرة على الارض وفرض نظام، يشكل عمليا نظام أبرتهايد، على الفلسطينيين والحفاظ عليه، ينفجر لكثرة المسدسات الساخنة.

في بداية السنة الحادية والخمسين للاحتلال، يجب القول بصوت عال وواضح: اسرائيل المستوطنة، التي تسلب وتمنع الحقوق عن ملايين البشر طوال عشرات السنين، لا يمكن ان تعتبر دولة ديموقراطية. ربما في اليونان القديمة كان يمكن تطبيق الديموقراطية في الوقت الذي كان يحتجز فيه العبيد تحت بيوت المواطنين. ولكن منذ اعترفت الانسانية بالحقائق الواضحة ضمنا – بأن البشر كلهم يتمتعون بحق الحياة والحرية والسعي الى السعادة – فان النظام الذي يسيطر على ملايين البشر المحرومين من الحقوق، ويفعل كل شيء من اجل ترسيخ هذه السيطرة هو ليس نظاما ديموقراطيا.

ويشتق من هذا ان استمرار الاحتلال ليس شرعيا، وليس مهما حجم الغالبية التي تدعمه في اسرائيل. تماما كما ان الفصل العنصري ليس شرعيا، وكما ان الأبرتهايد ليس شرعيا. كإسرائيليين نتحمل المسؤولية الجماعية عما يتم عمله باسمنا، علينا محاربة الاحتلال بكل الوسائل غير العنيفة، دون ان نتقبل القيود التي تفرض على النقاش الداخلي الشرعي في الديموقراطية. يجب رفض المساعدة على استمرار الاحتلال ومقاطعة اقتصاده واقناع العالم بأنه يجب الضغط على اسرائيل لإنهائه.

لو كان المعسكر المعارض للاحتلال مصرا بما يكفي، ولو توقف عن الادمان على اكذوبة الديموقراطية الاسرائيلية، لكان يوم يوبيل الاحتلال، قد تحول على الأقل الى يوم اضراب سياسي. يوم يتغيب فيه الاساتذة والمحاضرين عن غرف التعليم، ويلغي الممثلين العروض الفنية، ويغلق التجار متاجرهم. يوم كان الجمهور الاسرائيلي يتلقى فيه رسالة واضحة: مقاومة الاحتلال هنا، ستبقى، ولن تذهب الى أي مكان.

المقاومة المدنية هي امر الساعة لكي تكون السنة الحادية والخمسين للاحتلال هي السنة التي يبدأ فيها تفككه.

في البداية كان فظيعا، لكننا اعتدنا ذلك فيما بعد

يكتب يتسحاق ليؤور في “هآرتس”: “من الموقع العسكري، في 15.2.68، كتبت لوالدي: “الان 9:25، وانا في مهمة “حراسة قصيرة”، هذا وقت جيد لكتابة الرسائل (…) شاركت هذا الأسبوع في نوع من الهجوم على بيوت مصرية في العريش. في البداية كان الأمر فظيعا، لكننا اعتدنا ذلك فيما بعد ونفذنا المهمة على افضل وجه. سأحكي لكما شفويا عن الاحتلال الاسرائيلي للمناطق. اتمنى لكم بأن لا يبقى هذا الأمر قائما حتى يوم ميلادكما القادم”.

كنت في العشرين تقريبا، لم نسمع عن “متسفين” (حركة اسرائيلية تعمي الضمير – المترجم)، و”ركاح” (الاختصار العبري للقائمة الشيوعية الجديدة – المترجم) كانت كلمة يستخدمها قائد الكتيبة كشتيمة، قبل ان يتحدث عن “الحضارة التي ستحضرونها الى الاماكن، عندما يسير الرجال يدا بيد”. للدفاع عن نفسي اقول ايضا، انني امضيت في السجن حوالي اربع سنوات بسبب رفضي الخدمة في المناطق، وصحيفة “هآرتس” هاجمتني انا واليسار الاسرائيلي الجديد في افتتاحية عدوانية. الاحتلال اصبح أبرتهايد، وفي خيالنا لا تزال تقوم تلك الدولة، وكل تصريح “مؤقت”. المحكمة العليا والقانون الدولي تعاملوا مع “المؤقت” كمبرر لتدمير فلسطين.

بعد عشر سنوات على الحرب، تم تأسيس حركة “شيلي” – جدة حركة ميرتس – والتي رسخت صورة “المناطق – وديعة للسلام”: كما لو انه لم يكن هناك المقاولون والقارعين للبوق، والجنرالات والميزانيات الضخمة، واليات الاستعمار الصهيوني. وباسم “المؤقت” يجب الخدمة في الجيش، البنات ايضا، وليس فقط المضمدين، وانما أيضاً (وحدة) 8200 (فيلق وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التجسس الإلكتروني – المترجم)، والابتزاز والتعذيب والطائرات غير المأهولة. وهكذا قالت زهافا غلؤون مساء السبت في ساحة رابين: “50 سنة ونحن نرسل اولادنا للتجوال في ازقة المدن التي لا تريدهم”. لماذا ترسلينهم؟ ما هي الشرعية التي تبحثون عنها.

وفي هذه الثناء، تحولنا الى كنز استراتيجي للأمريكيين. “وديعة”، حتى يسيطرون مجددا على الشرق الاوسط، ويلقون بنا خارج المناطق، كما القوا بنا خارج سيناء، وهذا ايضا هو افيون اليسار: “الرئيس الأمريكي القادم سيضغط” وسيقيم دولة فلسطينية. وحتى يتم ذلك سنستمتع بنحبة الغرب الثري.

وعادوا الى السلطة التامة في منطقة الحكام الاقطاعيين، الذين تعقد معهم الولايات المتحدة صفقات سالحة بمئات المليارات، يمولون الجهاد، ويعدون بمزيد من الدم، وسينتهي الصراع. في البداية قالوا انه بسبب الحرب الباردة لن ينتهي، وبعد ذلك بسبب ايران، وفي الواقع لماذا ينتهي؟ ما هي العلاقة بين الاقطاعيين على أنهر النفط وفقراء مدينتنا؟

فعلا، لم ننجح في أي مرة بفهم حجم القوى التي تضخمت من وراء ظهرنا. لقد ابتلعنا الحوت، تعلمنا ولم ننجح بالتعليم: المصريون في سيناء، في أيار 1967، لم يهددوا اسرائيل، وانما “قوة الردع”؛ محاولات الحكومة تفكيك ذلك الفخ، تم تدميرها من قبل المؤسسة الأمنية التي ارسلت مئير عميت، رئيس الموساد، لكي يعد الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، من وراء ظهر آبا ايبن، بأن اسرائيل ستحطم جمال عبد الناصر؛ في سنة 71 اقترح جونار يارنج تسوية؛ لكن غولدا مئير وموشيه ديان رفضاها، فأنزلا عيلنا حرب 73؛ الامريكيون اعطوا الضوء الاخضر لحرب 82؛ صناعة الموت لديهم وجدهم في اسرائيل حليفا ملائما.

لم تنفع أي معرفة او نبوءات تتحقق. شعب اسرائيل مزود بالتلفزيون منذ الاحتلال، ومثل بنيامين نتنياهو، يحب الاكاذيب المتعلقة به. بقينا مع “بتسليم” و”يكسرون الصمت”؛ يبدو انه لا توجد امامنا طريقة اخرى للحفاظ على الانسانية، امام تلفزيون يفتقد الى الخجل، ويحظى فيه غلعاد اردان بالنجومية.

انا ايضا، الجندي الذي تمنى في 1968 لوالديه احتلالا قصيرا، كنت ناشطا في التنظيمات، قرأت وكتبت، ولا اؤمن إلا بالنضال العربي اليهودي، لكنه بقيت معي، طوال السنوات، صرخة طفلة صغيرة خائفة، وكتلة التغوط في سروال رجل هزيل يقف وظهره الى الحائط في الظلام، عندما “قمنا باجتياح” بيت عائلتهما. كم كنا محرجين. وعندما نظرت في الاسبوع الماضي، بتغرب تام، الى مسيرة الأشرار في القدس، قلت لنفسي: انا هناك، انتم، في الظلام، امامنا. ليس هكذا: لقد كانوا معي، في الظلام، امام بنادقنا، خلال الخمسين سنة الضائعة.

ارنس يرفض حل الدولتين اذا كان سيسبب الضرر لإسرائيل

ينشر متاي طوخفيلد في ملحق صحيفة “يسرائيل هيوم” لقاء مع البروفيسور موشيه أرنس، الذي شغل مناصب كثيرة ورفيعة في الحكومات الاسرائيلية السابقة، والذي يقول انه يشخص حاليا توجها ايجابيا بالنسبة لإسرائيل في العالم، من جانب الولايات المتحدة، وايضا من جانب جهات دولية اخرى. وخلافا للحوار الدائر في اوساط الاسرائيليين، خاصة اليسار، والذي يقول ان على اسرائيل كرح مبادرة سياسية، والا ستنزل بها كارثة، يعتقد ارنس ان توجه “اجلس ولا تعمل” هو المفضل في بعض الاحيان، ويرى بأن وضع اسرائيل الحالي ليس سيئا بتاتا.

ويتحدث ارنس عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيقول ان “ترامب يتعامل معنا بشكل جيد ويجب علينا التعامل معه بالشكل ذاته. نحن نعرف انه شخص غير متوقع ولا يمكن معرفة ما سيحدث في المستقبل، ولكن في هذه الاثناء يمكن القول انه طرأ تغيير ايجابي في كل ما يتعلق بإسرائيل من جانب الادارة الامريكية، وبالتأكيد اذا قارنا الأمر بمعاملة اسرائيل من قبل الادارة السابقة”.

لكن اليس هذا هو فخ عسل؟ ترامب لا يتوقف عن الحديث عن رغبته بتحقيق السلام.

“ارى في محاولة الرئيس تحقيق السلام، او “صفقة” مسألة طبيعية تماما. يمكن احصاء عدد الرؤساء السابقين الذين حاولوا ذلك، دون ان ينجحوا. ترامب يريد جدا النجاح، لكنني افترض انه سيتضح له مع مرور الزمن ان المقصود مسألة معقدة جدا وانه في هذه الأثناء لا يبدو حل في الافق”.

هل ترى انت حل في الأفق؟ حسب رأيك ما الذي يجب ان تفعله اسرائيل؟

“هذا طبعا سؤال المليار دولار. انا اعرف ان هناك من يعتقدون انه يجب عمل شيء؛ ليس مهما ما هو، المهم ان يتم عمل شيء. هذا ليس توجهي. احيانا لا يجب العمل، ولكن يجب العمل من اجل تحسين الوضع السياسي، واحدى الامور المطلوبة مثلا، هي تحسين ظروف حياة سكان القدس الشرقية، الذين يمكن لهم حسب القانون ان يصبحوا مواطنين ويندمجون في حياة المجتمع والاقتصاد في المدينة. يجب تحسين اوضاع النظافة والصحة، والاهتمام بتوفر المياه الجارية والنظيفة بشكل دائم لهم، وشبكة صرف صحي تعمل كما يجب، وخدمات بلدية ومدنية ملامة، وبنى تحتية مناسبة، وتعليم جيد ومنظم، وكذلك تحين تطبيق القانون والنظام هناك. في شعفاط يتجول اعضاء عصابات للسموم والجريمة، ويجب وقف ذلك. بعد 50 سنة من تواجدنا في القدس الشرقية يجب التعامل مع هذه المنطقة كجزء من دولة اسرائيل والتعامل مع سكانها كمواطنين في الدولة”.

وماذا بشأن عرب يهودا والسامرة؟

الوضع بالنسبة لهم، هو انهم ليسوا مواطني اسرائيل ولا سكان اسرائيل. انهم لا يملكون خيار المواطنة الاسرائيلية، ولذلك فان مكانتهم ترتبط بالمفاوضات التي لا تجري حاليا، وبالنسبة لهم لا نرى بوضوح ما الذي سيحمله المستقبل، ولذلك لا يجب القفز مباشرة الى الماء والاعلان مسبقا كيف سينتهي الأمر. يجب محاولة تحسين اوضاعهم قدر الامكان، ولكن عدم تغيير مكانتهم في المرحلة الحالية”.

سيقولون لك هذا احتلال لشعب آخر.

“يقولون ان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر، لكن الحقيقة انه قائم منذ 50 سنة. انا لا اعرف ان كان سيبقى لخمسين سنة اخرى، لكنني لا اشك انه ليس هناك ما يلح لعمل شيء من اجل تغييره، خاصة ان كنا نتخوف من ان هذا التغيير سيسيئ لدولة اسرائيل وللسكان العرب في يهودا والسامرة. ربما لا يكون قسم منهم راضيا عن هذا الوضع، ولكن من المؤكد ان وضعهم افضل بما لا يقاس من وضع سكان دول اخرى في المنطقة كسورية واليمن. يجب فحص امكانيات تحسين اوضاعهم، لكن من يقول انه يجب عمل شيء وليس مهما ما هو، فانه كما يبدو لا يتعامل مع المشكلة بجدية”.

هناك من يقولون انه لا يمكن تركهم في الوضع الحالي ويجب اقامة دولة لهم.

“نحن نسمع هذه المقولات، ولكن ما الذي سيحدث ان خرجنا من المنطقة، ويا دولة ستكون تلك؟ هل ستسيطر حماس عليها، هل سيتم إطلاق صواريخ ضد دولة اسرائيل؟ للأسف، ان الذين يعتقدون انه يوجد حل، لا يوفرون اجوبة ولا يعرفون الى اين سيقود ذلك. بعض الذين يعلنون انه يجب التوجه الى حل الدولتين للشعبين، يقتنعون اكثر فأكثر انه حتى ان كانت هذه فكرة جيدة، فان التوقيت الحالي لا يسمح بذلك. انا لا اعتقد انه من الجيد التوجه نحو حل لا نعرف تقدير كيف ستكون نهايته وما اذا سيسبب الضرر”.

في السنوات الاخيرة هناك تجميد جزئي للبناء في يهودا والسامرة، هل تعتقد انه نتاج الواقع ام يجب البدء بالبناء بحجم واسع؟

“انا اؤمن ان اليهود يملكون حق الاقامة في كل مكان في ارض اسرائيل. هذا ليس حقا توراتيا وتاريخيا فقط، وانما يعتمد على اسس قرار هيئة الشعوب والانتداب البريطاني، الذين اتخذوا قرارا يشجع الاستيطان اليهودي في كل ارض اسرائيل. تلك الالتزامات الدولية قائمة وليست لاغية، وتشمل الميثاق البريطاني الذي يحدد بشكل وضاح اننا نملك هذا الحق. ولذلك يخطئ كل من يقول ان المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي.

” طبعا يجب ان يتم البناء بشكل قانوني ويمنع البناء على اراضي تابعة لشخص آخر. لا يجب تجميد البناء، بل على العكس، يجب تشجيعه. اعتقد ان الرئيس ترامب ايضا يعتقد بأنه لا يجب تجميد البناء”.

“اعرف انه تجري بين رجال الليكود والبيت اليهودي نقاشات حول ضم مناطق C وما اشبه، وانا لا ادعم ذلك حاليا. نحن نتواجد في حالة مفاوضات، ولا يجب ان نقوم بخطوات احادية الجانب. المكان الوحيد الذي لا شك بشأنه هو القدس. صحيح انهم نسوا التطرق الى مناطق معينة في المدينة، لكنها جزء من اسرائيل. انا ادعم القدس الموحدة، ولكي تكون موحدا فعلا، يجب الاستثمار في من يعيشون هناك والذين هم جزء من ارض اسرائيل”.

حسب رأيك ما هو اكبر تحدي امني يواجه اسرائيل اليوم؟

“ما يواجهنا منذ زمن غير قليل هو تهديد صواريخ حزب الله في لبنان. يمكنها ان تسبب ضررا كبيرا اذا تم اطلاقها نحونا. لا يمكن ادخل ملايين المواطنين تحت الأرض والدفاع عن عزرائيلي وافق تل ابيب. اذا تم اطلاق عشرات الاف الصواريخ يمكن للضرر ان يكون ضخما. يجب ضمان سلامة مواطني الدولة، وعدم تركهم مكشوفين. انسحاب ايهود براك من لبنان عرض قسما كبيرا من اسرائيل لتهديد الصواريخ. اليوم يواجه هذا الخطر كل مواطن اسرائيل من دان في الشمال وحتى ايلات في الجنوب. يجب ضمان عدم تحقق هذا الخطر. حزب الله هو ذراع ايراني، واذا صدر امر بإطلاق الصواريخ على اسرائيل فسيأتي من طهران”.



from ترجمات عبرية – بتوقيت بيروت http://ift.tt/2sftoFH
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "صحافه | ابرز ما تناولته الصحف العبرية"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel