-->
مخطّط جديد: المسلّحون يعودون.. ومفاجآت تنتظر “داعش” في لبنان!

مخطّط جديد: المسلّحون يعودون.. ومفاجآت تنتظر “داعش” في لبنان!



قدر لبنان أنْ يعيش “حاضره المستقرّ” المعلوم، وهو في حالِ قلقٍ مستمرّ على مستقبله المجهول. كيف لا وهذا البلد اعتاد في مراحل سابقة وتجارب كثيرة، على هزّاتٍ تضربُ بين الحينِ والآخر، التّفاؤل، وتدمّر بلحظةٍ كلّ ما بناه الشّعب اللّبناني خلال سنوات طويلة. كيف لا ووطن الرسالةِ والعيش المشترك، موجود في أرضٍ خصبةٍ وموقع استراتيجي، تصل إليه كلّ شظايا الحروب والأزمات. الأمر الذي يدفعنا دائماً إلى قراءة كلّ حدثٍ إقليميٍّ ودوليٍّ وخصوصاً إرهابيّ، ومدى انعكاسه على الدّاخل اللّبناني. تماماً كما يحدث اليوم بعد العمليّة الإرهابيّة التي نُفّذت في روسيا وبالتحديد في سان بطرسبورغ، حيث ينشغل العالم ولبنان في تحليل التفجير، وترقّب الردّ الرّوسي وطرح سؤال مهمّ عن مستقبل المنطقة والدّاخل اللّبناني.

وفي هذا السّياق، اعتبر رئيس “الاستشاريّة للدراسات الاستراتيجيّة” في بيروت الدكتور عماد رزق، أنَّ “ما شهدته السّاحة الروسيّة مؤخّراً من عمليّة انتحاريّة، والخيوط التي ظهرت بعد التحقيقات الأوليّة، وما سبقها من تهديدات، يدلّ على أنَّ تنظيم داعش، اتّخذ قراراً بتوسيعِ رُقعةِ الاشتباكات على المستوى الدّولي، بعدما أخرجها من المنحى الإقليمي ومن المناطق التي يسيطر عليها. وهذا التفجير بالذات، هو بمثابة محاولة اختراقٍ قويّةٍ للسّاحة الروسيّة، وللاقتصاد الروسي، من خلال استهداف سان بطرسبورغ هذه المدينة الاقتصاديّة حيث درس وعاش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. مشيراً إلى أنَّ “هناك جهّات عدّة مستفيدة من هذا التّفجير الذي يأتي استكمالاً للعقوبات وللمشهد الدوليّ الذي تتعرّض له روسيا في الفترة الأخيرة، بمعنى أنّه يأتي في إطار عملٍ مبرمج، إذ إن التحقيقات اليوم وصلت إلى بعض الخيوط التي تدلّ على وقوف شخصيّة آسيويّة وراء هذا العمل الإرهابي. ما يؤكّد بعد إجراء قراءةٍ حول الأحداث في اسطنبول وغيرها من المناطق، أنَّ “داعش” بدأت تستخدم آسيا الوسطى كركنٍ أساسٍ لتنفيذِ عمليّاتها”.

ورأى رزق أنَّ “العمليات المتواصلة في الموصل، وعمليّة تحرير الرقّة، وانسحاب المسلّحين، إلى جانب كتيبة المهاجرين حيث كان يتواجد مئات الشيشانيّين الذين كانوا يقاتلون في العراق وسوريا، هي بمثابة مؤشّرٍ على أنَّ التنظيمات المتطرّفة بدأت تعمل في الداخل الآسيوي والعمق الروسي”. معتبراً أنَّ “هناك احتمالاً كبيراً في أنْ يكون قد حصل تعاون بين هذه التنظيمات وجماعات الجريمة المنظّمة (المافيا الدوليّة بتعاونها مع الموضوع الأوكراني والنازييّن الجُدد في أوكرانيا). ما يدلّ على أنَّ المشهد بات أكثر تعقيداً، وانتقلت تداعياته إلى المستوى الدولي. في المقابل، وكما هو واضح أنَّ الجانب الروسي لن يقوم بأيّ ردّة فعلٍ قبل اكتمال التحقيق، ليبني عندها على الشيء مقتضاه. ولكن روسيا كانت في أجواء إمكانيّة تعرّضها لذاك الهجوم، فهي ليست معزولةً عن العالم بل تشكّل جزءاً من الإرهاب الذي تتعرّض له مختلف الدول. وفاقاً لذلك، يمكن أن نستنتج أنَّ الإرهاب أصبح إرهاباً سياسيّاً، يُستخدَمُ للضغطِ السّياسيّ أو حتّى الاقتصادي، كما أنّه بات جزءاً من عمليّة أجهزة المخابرات الدوليّة التي تقوم بالتنفيذِ خدمةً لأغراضٍ وأهدافٍ جيوستراتيجيّة.

لبنان مستهدف!

وأشار إلى أنَّ “انسحاب المسلّحين التكتيكي لتوسيع رُقعة الاشتباك، قد ينعكس أيضاً على السّاحة اللّبنانيّة، حيث هناك بعض المخيّمات سواء أكانت الفلسطينيّة أم غيرَ الرسميّة للاجئين السورييّن، تشكّل بُؤراً على المستوى السّياسيّ والاجتماعيّ لاحتضانِ بعض العناصر التي تتواصلُ مع مجموعاتٍ في الرقّة أو إدلب أو غيرها من المناطق في سوريا والعراق. وبالتالي، فإنَّ إمكانيّة استخدام السّاحة اللّبنانيّة في ظلّ التصعيدِ الإقليميّ والدوليّ، كبيرة جدّاً، خصوصاً أنَّ هناك احتمالاً كبيراً لعودة المسلّحين الذين غادروا لبنان في فترةٍ ماضية للقتالِ في الرقة، أو ريف حماة وغيرها من المناطق، بغية تنفيذِ عمليّاتهم في لبنان”.

وقال إنَّ “إمكانيّة الوصول إلى المعلومات داخل البؤر والمجمّعات السكنيّة في المخيّمات التي نشأت بشكلٍ غير منظّم، وعشوائيّ، هو أمرٌ صعبٌ على المستوى اللّوجستي والاستعلاميّ وتحليل المعطيات، بالنسبة إلى الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة، أو حتّى تلك الدّوليّة التي تعمل على كشف الشبكات الإرهابيّة وارتباطاتها الدوليّة. ولكن في الوقت نفسه، نحن نتحدّث عن صعوبة لا عجزاً، على اعتبار أنّه من الممكن إحداث نوعٍ من الخرق من قبل الأجهزة اللّبنانيّة”. لافتاً النظر إلى نقطةٍ غايةٍ في الأهميّة، وتكمن في أنَّ “التنظيمات المتطرّفة قد تتّخذ من مناطق بعيدة عن الشبهات، مركزاً لتواجد قياداتها، وللغرف السّوداء، حيث تقوم بالإعداد لتنفيذ عمليّاتها. والتحقيقات السّابقة أشارت إلى هذا الاحتمال”.

في المقابل، أكّد رزق أنَّ “الأجهزة الأمنيّة اللّبنانيّة، وباعترافٍ دوليٍّ، هي أكثر من جاهزة، ومحترفة جدّاً، خصوصاً في الأعمال الاستباقيّة التي من شأنها أنْ تُفشِل العديد من المخطّطات الإرهابيّة. وفي هذا السّياق، لا يمكننا إلاّ أنْ نثمّن عمل الأجهزة الأمنيّة، وتعاون المواطنين مع بعضهم البعض، لحماية لبنان من هذا المخطّط، دونَ أنْ ننسى أنَّ عدداً كبيراً من اللاجئين، يقف ضدّ العمليّات الإرهابيّة التي تنفّذها التنظيمات المتطرّفة”. مشدّداً على أنّه “ستكون هناك مفاجآت عدّة للتنظيمات إنْ اختارت طريق تنفيذٍ لها في لبنان”.

واعتبر أنَّ “هناك تقاطعاً في الإرادة الدوليّة، بإبعاد لبنان عن الاشتباكات الدائرة في المنطقة، واعتماده في المقابل، كساحةٍ لوجيستيّة، خدمة للحربِ على الإرهاب، ونقطة حوار بين الأطراف الإقليميّة والدوليّة، وتِبعاً لذلك يأتي أيضاً التعاون الأميركي مع الجيش اللّبناني، إضافةً إلى وجود إرادةٍ محليّةٍ أيضاً من قبل التيّارات والأطراف السّياسيّة للنأي بلبنان عن الحروب، وبالتالي فإنَّ الوضع السّياسيّ الدّاخليّ، يساعد بدوره الأجهزة الأمنيّة اللّبنانية في مكافحة الإرهاب وعدم توظيف الواقع اللّبناني كساحةٍ تخدم السّياسات الإقليميّة والدوليّة”.

وختم رزق قائلاً: “علينا أن نكون حذرين في هذه الفترة، على الرغم من الإرادة الأميركيّة بمكافحة الإرهاب، فالخروقات واردة، إذ يمكن استخدم السّاحات الخلفيّة والحواريّة كأوراق ضغط على طاولةِ المفاوضات الميدانيّة، وعلينا ألا نعتمد أيضاً على الآراء الدوليّة والتّوافق الدّولي في بعض الأوقات، الذي يمكن أن يختلّ في أيّة لحظة”.

ريتا الجمّال | ليبانون ديبايت


from اخبار لبنان – بتوقيت بيروت http://ift.tt/2nH7DeL
via IFTTT

0 تعليق على موضوع "مخطّط جديد: المسلّحون يعودون.. ومفاجآت تنتظر “داعش” في لبنان!"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel