-->
السلم الأهلي ….اعتبروا يا أولي الألباب

السلم الأهلي ….اعتبروا يا أولي الألباب

السلم الأهلي… اعتبروا يا أولي الألباب !!
غالب أبو زينب
جريدة الديار

19 نيسان 2017 

أول الكلام لا بد أن يكون التوجه إلى كل أحبتنا في لبنان والعالم واخوتنا بالإنسانية وشركائنا في القيم السامية وإرادة الخير القائمة على المحبة وأشعاعاتها المنتشرة في القلوب وحنايا الحياة، ففصح مجيد وأيام مباركة تعم الجميع وشراكة مصير مشرقية إلى أبد الآبدين. هذه التهنئة أردتها مدخلاً للحديث عن ما جرى عشية ذكرى  «الحرب الأهلية» في لبنان، ذلك أن الصمت أو التغاضي هو جريمة كبرى، لذا كان الانتظار سيد الموقف لتبرد الرؤوس الحامية ويخرج الكلام من سياقات اللحظوية وانفعالاتها ، لذا سأحاول الإضاءة على عدد من المسائل الأساسية دون الولوج في تحميل مسؤوليات لهذا الطرف أو ذاك وإنما لنضع الجميع أمام حقائق تفرض نفسها وتحتاج إلى أخذ العبر وهي:

1 ـ ماذا يعني الاصطفاف الطائفي الحاد، حول أي مسألة بما فيها قانون الانتخاب؟ وكيف استوعب الجمهور العام الكلام الذي بدأ يأخذ منحاً فجاً وخطيراً على وسائل التواصل الاجتماعي ، بغض النظر عن طابور خامس او محرض خارجي او داخلي، لقد أدت التشنجات إلى إيجاد مناخات سيئة جداً ، عن قصد أو غير قصد، ولا يكفي القول أن البعض استغل الوضع ليدفع بهذا الاتجاه، فهذا تبرير لا يمكن قبوله، ذلك أننا فتحنا الباب أمام هؤلاء واعطيناهم الفرصة، لضخ المناخ الطائفي وتصديع الوضع بحيث أن الأمور، لو قدر لهؤلاء أن يستغلوها في اليوم التالي لكان توريطاً لا يحمد عقباه ، وكل ذلك تحت عنوان طائفي لا ندري أين تكمن فيه مصالح الوطن والمواطنة.

2 ـ إن اللجوء إلى أساليب في الوضع اللبناني الداخلي  لا تتناسب وواقع الحال، ولا تأخذ بالاعتبار ما يجري في المحيط والداخل، ولا تحسب المخاطر بدقة، مسألة تحتاج إلى توقف كبير، فهل تصلح لعبة حافة الهاوية في مسألة السلم الأهلي وفي التعبئة الطائفية؟ هل هذا يخدم المناخ العام، ماذا إذ سمحنا نتيجة المناخ بإيجاد مساحات لتحرك من يريد القوقعة على ذاته ويمارس تعبئة فيدرالية في صفوف محازبيه وآخر إرهابي تكقيري يريد اقتناص الفرصة لضرب الاستقرار الداخلي من ناحية وممارسة هوايته الأثيرة في الانقضاض على النسيج الداخلي وخاصة المسيحي من ناحية أخرى، فهل نقدم فرصة لهؤلاء جميعاً على طبق من ذهب، خاصة أن البلد يحتوي على أكثر من مليون ونصف مليون مهجر من سوريا..

3 ـ يجب أن يكون لدينا إدراك عميق (خلاصة تجربة المرحلة السياسية الماضية واستقراءاتها الدقيقة) بأن الزمن تغير، وأن ما يصلح في مرحلة ماضية، ليس بالضرورة أن ينفعنا الآن، فلا الأوضاع السياسية هي هي، ولا القضايا المرفوعة متشابهة، ولا مناخات المنطقة تشبه الماضي.. إن من يريد أن يثبت صورة الحامي والمنقذ وكل تلك العبارات وعينه على نموذج مضى، عليه أن يدرك أن الطرف الحالي يقتضي مقاربة مختلفة في الأساليب والخطوات والمواقف والشعارات واستعمال ما هو متوافر من أدوات حالية حقيقية لتحقيق الأهداف الصحيحة (حتى من مضى لو كان في هذه المرحلة لتصرف وفق معطياتها وحقائقها الراسخة) فهل المطلوب أن نخوض غمار التجربة؟ وهل تتحمل الأمور استعمال ميدان السلم الأهلي والعيش الواحد لإنضاج التجربة على حساب الوطن.

4 ـ إننا نؤمن ونحرص ونعمل ونقدم دماً في سبيل الحفاظ على هذا المشرق المتنوع بكل فئاته، ونكافح بشدة كل الخطوات التي تسعى إلى جعل هذه المنطقة أحادية الوجود لمعرفتنا العميقة بأن ذلك سيؤثر على كل العلاقات بين الأديان والمكونات في العالم وطالما نحن نحفظ هذا المشرق من الإندثار فإنه سيبقى للعالم منارات أمل وسلام وإيمان وقيم اخلاقية رسالية، من أساسها لبنان الذي تحدث عنه الجميع ويتغنون بقول بابا الفاتيكان: » أن لبنان رسالة»، فهل تقدم الرسالة بإطارها أم أن عدم التفاتنا يقوض الرسالة ويقضي على آمال الإنسان.

5 ـ إن هذه المناخات تدعونا جميعاً إلى أن نمارس شد الحبال السياسية بعيداً عن الساحات التي تؤدي إلى توترات طائفية أو مذهبية أو عنصرية فاعتبروا يا أولي الألباب.
#غالبأبوزينب 



from بانوراما – بتوقيت بيروت http://ift.tt/2oPTGxh
via IFTTT

Related Posts

0 تعليق على موضوع "السلم الأهلي ….اعتبروا يا أولي الألباب"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel