تركيا كوريا واليمن لا سوريا
19/4/2017
Comment
تركيا وكوريا واليمن لا سورية
بقلم :ناصر قنديل
– توفر عادة الأزمات المفتوحة في البلدان ذات الحساسية العالية بمكانتها في الجغرافيا السياسية الفرصة لأحد خيارين، الأول هو حسم الصراع لصالح معسكر دولي بوجه معسكر آخر، وهذا تظهر مؤشراته سريعاً مع اندلاع الأزمات وتفجرها ويسهم فيه فعل عناصر المفاجأة والجهوزية وعدم تناسب التحضيرات اللازمة لمواجهة على ضفتي الصراع المحلية والخارجية والثاني هو تحوّل هذه الأزمات جرحاً مفتوحاً تختبر فيه موازين القوى وتجري على ساحته المفاوضات والمقايضات، وترتسم عبره التوازنات. وعندما يجري ذلك في لحظة حرجة دولياً تتدحرج الأزمات إلى شفا حرب كبرى ترسم معادلات دولية جديدة.
– بمنطق السياسة الدولية هذا يعني نهاية البعد الاستراتيجي وحتى الوظيفي للحرب السورية، مع الحاجة لساحات بديلة تحقق الهدف نفسه في اختبارات القوة وصناعة التفاوض مع الخصوم، أشدّ فعالية وأقلّ كلفة، وأوسع فرصاً. وهذا ما قد يجعل من اليمن ساحة مناسبة بالمفهوم الإقليمي للتجاذب مع إيران، ويمنح كوريا فرصة التحرك السريع بعد كمون طوال سنوات الحرب في سورية، كساحة تفاوض وتجاذب وتفاهمات مع الصين، لكن روسيا التي تشكل الرابح الأول في سورية، ليست معنية أن تحضر بقوة في الواجهة إلا كوسيط في الأزمتين والحربين في كلّ من اليمن وكوريا، لتظهر تركيا إلى الواجهة كساحة بديلة لساحة الحرب السورية، حيث تنبّه الغرب وفي طليعته واشنطن إلى أنّ كلّ الاستثمار الأطلسي على تركيا يتلاشى، وأنّ عدم إشباع التطلعات الإمبراطورية العثمانية لحكام أنقرة يحوّلهم لاعباً منفرداً يصعب ضبطه، وربما يصير حليفاً للجانب الروسي يفتح له باب السيطرة على البلقان والبحر الأسود وآسيا الوسطى، فتركيا المحاطة بتحالف روسي إيراني تحصل بالتراضي على أدوار واسعة في العمقين الآسيوي والبلقاني لا تحلم بها بالتصادم مع الشريكين الروسي والإيراني.
شاهد أيضا
– سيتثاقل ويتباطأ الرئيس التركي في التموضع على خط التسويات المجدية في سورية، ويضيّع فرصته وفرصة روسيا وإيران، وسيكبر الجرح الداخلي التركي ويتفاقم ويلتهب وربما ينفجر، وتصير تركيا ساحة التجاذب قبل أن تصير اللاعب المتنازع عليه بين الكبار.
from بانوراما – بتوقيت بيروت http://ift.tt/2pzEDdS
via IFTTT
0 تعليق على موضوع "تركيا كوريا واليمن لا سوريا"
إرسال تعليق