اين ذهب التاريخ و الحضارة ؟

أسوأ ما فعلته “الحضارة الأميركية” أنها طمست الهوياتِ الوطنية للدول ودمرت التنوعَ البشري والحضاري. لقد فرضت أميركا بغطرستِها “نمطَ عيشِها” على معظمِ شعوبِ العالم. باتت كُلُّ مدنِ العالم نسخةً كربونيةً عن المُدنِ الأميركية، أسفلت، همبرغر، طاولات ستينلس، جينز، سيارة، دراجة. أصبحَ من الصعوبةِ بمكان أن تجدَ “مكاناً أصيلاً” وأكلاً أصيلاً وحتى إنساناً أصيلاً. ثقلُ الأبنيةِ أطبقَ على صدورِنا، اختلطت رائحةُ التراب برائحةِ اطاراتِ السيارات وضاعَ لونُ الليلِ في مصابيحِ الهالوجين. لم يعد النعناعُ نعناعاً وباتت رائحةُ الصنوبرِ حُلُمَ العاشقين. أصبحَ الحبُّ ستيكر يتقنِهُ بلهاءُ الحبِّ وبتنا نعبَّر عن مشاعرِنا بالأصابعِ لا بالشفاه.
لأننا وُلِدنا على سياطِ أميركا بتنا نعتقدُ أنها من أصلِ الحياة.
أميركا ظلمتنا أكثرَ مما نتخيل وندرك